4 طرق لتغيّري حياتك المهنية

هل تحلمين بأن تسير حياتك في منحى آخر؟ ولكنك تشعرين بخوف شديد من اتخاذ الخطوة؟ مديرة تحرير قسم المواضيع النفسية «دانييل وودورد» توضح لنا كيف أقعنت نفسها أولاً ثم مديرها أن بإمكانها أن تتولى دورًا مختلفًا كليًا في حياتها المهنية.

واعترفنا بذلك أم لا، لكننا جميعًا لدينا هذا الميل لتصنيف الناس وإعطائهم أوصافًا ضمن إطار معين، وخصوصًا في محيط العمل. ونقول مثلاً عن زميلنا الذي يبدو مكتبه فوضويًا إنه (مشتت ومبدع)، وذلك الذي يقاطع الآخرين أثناء الحديث في الاجتماعات إنه (يعاني من عقدة التفوق)، أو الآخر الذي يبدو هادئًا ولا يتكلم كثيرًا إنه (خجول وعصبي)، ومن غير أن ندرك أو بدون وعي منا نحب أن نصنف الزملاء؛ لنشعر براحة أكثر في علاقاتنا معهم، حتى لو فهمنا الأمر بشكل خاطئ، أو حتى لو لمسنا فقط جانبًا واحدًا من شخصيتهم: إنها منظمة، إنه منطقي، إنه شخص مرح، إنها من النوع المتحكّم، على سبيل المثال لا الحصر.
تقول «دانييل وودورد»: «عندما تريدين أن تتقدمي في حياتك المهنية، ربما ينبغي أن تنتقلي إلى مجال مختلف كليًا أو إجراء تغيير جذري في مهنتك، فقد كانت وظيفتي في مجال تحرير وإعادة كتابة كلمات الآخرين، وتنظيم أعمال الزملاء، ولكنني في حقيقة الأمر أردت أن أكون مبدعة أكثر».

توقفي عن الكلام


لطالما كانت «دانييل» تعشق الكتابة، فقد كتبت القصص الخيالية والشعر أثناء دراسة الجامعة، حتى إنها فازت في مسابقة للكتابة، وأذيعت لها قصة على محطة «راديو- 4». ولكن بعد التخرج، وعلى الرغم من عشقها للكلمة واللغة، لم تكن لديها الثقة في نفسها، لتعتقد أن باستطاعتها العمل وكسب لقمة عيشها من الكتابة، فهي تصحح كلمات الآخرين، وتجعل كتاباتهم مقروءة.
انطلاقًا من تجربة «دانييل»، إليكِ خطوات لتغيير مسارك المهني، تنصحك بها مدربة الحياة المهنية «جوديث ليري-جويس»:

ابدئي العمل حالاً


ثقي في أنك فعلتِ كل شيء في وظيفتك، وبإمكانكِ القيام بها وعيناكِ مغمضتان، وأنكِ بحاجة إلى تحدٍ جديد، إنها المرحلة التي تحدث عندها أحد تلك الأمور الآتية:
1 – اجعلي ما تحبين القيام به واقعًا ولا تتركيه مجرد حلم.
2– لا تتذمري إلى الآخرين الذين يستمعون إليكِ وتستخدمي الأعذار لكي تبقي في نفس وظيفتك.
3 – لتحدثي التغيير في حياتك المهنية؛ استغلي طموحك ليساعدك هذا على التقدم إلى الأمام.
4 – ثقي في أنكِ ستكونين مبدعة، لنقل على سبيل المثال، ولا تعيشي الوصف الذي يقال عنك، فإن قالوا عنكِ مملة، كوني مثلاً منظمة، وأقنعي الآخرين حولك ورئيسك في العمل على النظر إليكِ من زاوية أخرى مختلفة.
5 - أدركي نقاط القوة لديك في شخصيتك، وهذا تحدٍ صعب للغاية بالنسبة إلى العديد من النساء؛ لأننا نميل إلى تقليل أهمية الأمور التي نبدع العمل بها.
6 - صارحي ذاتك حول ما تستطيعين أو لا تستطيعين القيام به، وقيّمي نفسك بصدق.
7 - اسألي زملاءك في العمل، والأصدقاء والصديقات وأفراد العائلة حول المواهب التي تتمتعين بها، وخصوصًا تلك التي تمارسينها باستمرار، ثم فكري كيف ستناسب قدراتك هذا التغيير في المهنة، فمثلاً إذا كنتِ تريدين التعامل مع الآخرين في عملك، فإن كونك صبورة ومستمعة صفة مهمة جدًا في شخصيتك. وإذا أردتِ التغيير إلى مجال فني؛ فإن قدرتك على ملاحظة الأنماط ومواجهة التحديات الصعبة أمرٌ رئيسيٌ.

فصّلي إنجازاتك


كانت «ليري جويس» تشاهد «دانييل وودورد» وهي في غاية الانشغال، فعرضت عليها أن تقوم ببعض المهام بدلاً عنها، كتحرير الرسالة الإخبارية الإسبوعية، وكان هذا يعني أن تختار المحتوى وتكتب قصصًا جديدة للرسالة، ما أعطاها الفرصة لتثبت لنفسها أنها تستطيع أن تكون مبدعة وتكتب شيئًا يستحق القراءة في كل أسبوع. لذا تنصح «ليري» ببناء صورة للإنجازات في سيرتك المهنية التي توصلت إليها حتى الآن، وموازنتها مع ما تريدين تحقيقه في المستقبل. وهنا تقترح عليكِ النقاط الآتية:
1 - إذا تأقلمتِ جيدًا مع التحديات، فإن ذلك برهان على أنكِ قادرة على التغيير، ولديكِ الاستعداد للتغلب عليها في الظروف الراهنة الصعبة، فابحثي عن الطرق التي تدلك على أنكِ تستمتعين بالتعلم، وتريدين اتخاذ مجال عمل جديد.
2 - إذا كان تغيير المهنة مختلفًا كليًا عن مسار عملك، فابحثي عن طرق لتجربة العمل الجديد، هنا عليكِ أن تبحثي عن زميلة تغطي مكانك ليوم واحد، وخلال هذا اليوم تحدثي مع أشخاص يعملون مسبقًا في مجال المهنة التي ترغبين بها لمعرفة كيف تجري الأمور يوميًا معهم.
3 - إذا تقدمتِ بطلب للوظيفة الجديدة، فكوني مستعدة تمامًا قبل المقابلة الرسمية وصممي على العمل والنجاح.
4 - كوني صادقة حول قدراتك الوظيفية، فإذا كانت على درجة عالية من التحدي، فقدمي بعض الحلول؛ مثل عقد جلسات تدريب لنفسك مع الموظفين؛ لكي تتجاوزي المشاكل وتصلي إلى بداية إيجابية.

نتيجة
ستندهشين أنكِ محظوظة بأن رئيسك في العمل منطقي، وبإمكانه أن يرى أبعد من مجرد الوصف والتصنيف الذي تم وضعك في إطاره، وسترين إمكاناتك الإيجابية التي يمكن أن تضيفيها للفريق فيما لو أعطيت الفرصة لذلك.

طرق لإحداث التغيير


تشاركنا بها «جاكي بير»، مؤلفة كتاب «انمو: غير طريقة تفكيرك، غير حياتك» الصادر عن دار كراون هاوس للنشر ببعض النصائح التالية:
1 – أضيفي كلمة «ليس بعد» إلى قاموسك: في كل مرة تعبرين فيها عن عمل أو إنجاز لم يتم، أضيفي كلمة «ليس بعد» من أجل فتح آفاق التغيير، فمثلاً العبارة التالية: «دائمًا أضيع عندما أذهب إلى مكان فأنا لا أعرف إرشادات الطريق» يمكن تغييرها إلى «لست جيدة في الاتجاهات.. ليس بعد»، وبعد ذلك حددي الطريقة لتحسين ذاتك في هذا المجال، ومن الأشخاص الذين يمكنهم مساعدتك في تقديم بعض النصائح.
2 - أخرجي من المنطقة المريحة: إذا أردتِ أن ترتقي إلى أي تحدٍ، فعليك النمو والتغيير: أن تقومي بشيء جديد ومختلف وهذا ينطوي على القدرة على التعلم، وأن تتعلمي التكيف، وعلى نقل مهاراتك الحالية إلى مجال جديد.
3 - كوني شجاعة وواجهي الخوف: إن الخروج من «المنطقة المريحة» إلى «منطقة النمو» أمر مرعب ومخيف، فوارد جدًا أن تتعرضي للفشل، ولكن لا تستندي إلى طريقة التفكير التي تقول «من الأفضل أن أكون آمنة بدلاً من أكون آسفة»، حيث إن من شأن ذلك أن يبقيكِ عالقة، ويحدّ من فرصك لتحقيق النجاح. عليكِ أن تنمي المنطقة المريحة؛ بأخذ خطوة صغيرة كل يوم نحو تحقيق هدفك.
4 - خاطري: لكي تكوني ناجحة وسعيدة ومرنة؛ فكوني منفتحة واسعة الحيلة وشجاعة بما يكفي لقبول مخاطر الفشل، فالأخطاء تمثل فرصًا للنمو، وقد تساعدك النصائح على التقدم إلى الأمام نحو تحقيق هدفك.