العرض المسرحي المصري "السفير".. صراع المتناقضين في الجسد الواحد

مشهد للحرب والدمار من العمل
الرجل والمرأة من العمل
الممثلان الرئيسيان من العمل
مشهد من العرض المصري
خيال الظل من العرض
الممثلة ولاء شعبان بمشهد من العمل
مشهد من العرض
الممثل الرئيسي من العمل محمد كسبان
استخدام مسرح خيال الظل في العرض المصري
فريق العمل بعد انتهاء العرض
ولاء شعبان من العرض
11 صور
استهلت الدورة الرابعة والعشرين من مهرجان الأردن المسرحي لهذا العام 2017، فعالياتها في ثاني أيامها بالعرض المسرحي المصري "السفير"، وهو من تأليف الكاتب الهولندي سلافومير مروجيك، والمعروف بانشغاله الدائم بالكتابة عن الحرب وويلاتها وما تخلفه للبشر من مآسٍ ودمار، ومن سينوغرافيا وإخراج أحمد السلاموني، وأداء كل من الفنانين محمد كسبان وولاء شعبان، إذ يوجه العمل رسالة واضحة لنبذ ويلات الحروب والدمار التي تحدث بالعالم أجمع، ويدعو إلى الميل ناحية الحب والسلام، وكان ذلك على خشبة المسرح الرئيسي بالمركز الثقافي الملكي بالعاصمة الأردنية عمان.

"السفير".. جدلية الخير والشر على الخشبة..
يعرض العمل حكاية رجل وامرأة يمثلان فكرة عالم النفس والمُفكر السويسري كارل غوستاف يونغ، مؤسس علم النفس التحليلي، وصاحب فكرة "الأنيموس" و"الأنيما"، والتي تعني بأن كل إنسان بداخله حالتين متناقضتين ومتصارعتين دوماً وهما الخير والشر، حيث أن "الأنيما" تعني الأنثى داخل الرجل، و"الأنيموس" هو العكس تماماً إذ أنه الرجل داخل الأنثى، ما يجعل كل واحد منهما يميل إلى الآخر بسبب هذه التركيبة النفسية.

ويعرض العمل المصري من خلال حوار ثنائي بين الممثل والممثلة الرئيسيين والوحيدين في العمل، سعي المرأة الدائم والمتواصل إلى إبعاد الرجل عن رغبته المستمرة بالحرب والقتل والسلاح، وكيف تتمكن من إبعاده حيناً من الوقت وتعمل على تطهير روحه من سوءات وويلات فكرة الحرب وما ينتج عنها، إلا أنه لا يلبث إلا أن يعود من جديد إلى هذه النزوات الدموية والعنيفة، التي أصبحت جزءاً من طبيعته، فيعاود التدمير والقتل كما كان، دون الإلتفات إلى "الإنيما" أي الأنثى التي بداخله، والتي تحاول جاهدة زرع الخير والسلام والمحبة فيه، حتى يتحول هذا الرجل إلى "سفير" للحرب والدمار.

السينوغرافيا.. الشخصية الثالثة على الخشبة..
أدرك المخرج المصري أن طرح فكرة بهذا العمق والحجم، وهذا القدر من الحوارات النفسية والفلسفية، ربما قد يقتل العرض المسرحي لكثرتها وكثرة المنولوجات فيها، فعمل على صنع مشهدية بصرية مسرحية تكون هي الشخصية الثالثة في العمل على خشبة المسرح، حيث تكون من الناحية الأولى قادرة على ترجمة فكرة العرض وخادمة له من جهة الصورة، ومن الناحية الثانية، تكون قادرة على منع تسلسل ملل الحوارات الكثيرة بين الشخصيتين، وذلك عبر استخدام تقنيات "مسرح خيال الظل"، لعرض مشاهد الحرب والدمار.