العرض الأردني "مكان مع الخنازير".. أزمة النصّ المترجم في المسارح العربية

الطريفي بمشهد من العرض
مشهد من مسرحية مطان مع الخنازير
مشهد من العرض
الفنان خالد الطريفي بدور فافل ايفانوفيتش بداية العرض
الطريفي والقواسمة بمشهد من المسرحية
الطريفي ومرام ابو الهيجاء بمشهد من العرض
مرام أبو الهيجاء بدور الزوجة من العرض
المثنى القواسمة من العرض
الطريفي بيده الجورب الصوفي
خالد الطريفي من العرض
فريق العمل بعد نهاية العرض
11 صور
قدمت خشبة المسرح الرئيسي في المركز الثقافي الملكي، العرض المسرحي الأردني "مكان مع الخنازير"، تأليف الكاتب الإنجليزي الجنوب إفريقي "أثول فوغارد"، وإخراج أسماء القاسم، والتي أدى فيها الشخصية الرئيسية الفنان والمخرج الأردني القدير خالد الطريفي بدور الجندي "فافل ايفانوفيتش"، والفنانة مرام أبو الهيجاء بدور الزوجة، والفنان الشاب المثنى القواسمة بدور الجندي في الحلم، وذلك ضمن فعاليات اليوم الرابع لمهرجان الأردن المسرحي بدورته الرابعة والعشرين، والذي يقام بالعاصمة الأردنية عمان.

"مكان مع الخنازير" .. حين يكون الهروب عقاباً
يعرض العمل المقتبس عن عمل الكاتب المسرحي الإنجليزي المولود في جنوب إفريقيا أثول فوغارد الذي يحمل العنوان نفسه "مكان مع الخنازير"، قصة الجندي "فافل ايفانوفيتش"، الذي هرب من الحرب وبنيته أن يقضي يوماً واحداً فقط مع زوجته، ويرتدي جوارب صوفية كانت أمه قد نسجتها له، ويستمتع ببعض الدفئ، ثم يعود إلى أرض المعركة من جديد، إلا أن هذا الحلم الذي راوده طويلاً، ودفع به إلى الهرب من القتال، رمى به لأكثر من عشرة أعوام في حظيرة الخنازير التي كانت تربيها زوجته، إذ أن الحرب انتهت، ولم يستطع العودة إلى أرض المعركة، ولا أن يُسلم نفسه إلى السلطات خوفاً من اتهامه بالخيانة والسجن، فتم اعتباره "شهيداً" لاعتقاد الناس والسلطات أنه مات في المعارك، حيث أطلقوا عليه لقب "بطل الشعب"، لكنه يقرر بعد كل هذه الأعوام، وبعد أن ملّ هذه الحياة التي يعيشها مختبئاً بين الخنازير، يقرر أن يتحلى بالشجاعة ويسلم نفسه، وهو يرى بأنه قد قضى عقوبة خاصة بالسجن في هذه الحظيرة، قد تكون أقصى من عقوبة السجن نفسه التي ستطاله بعد المحاكمة، إلا أن قلة شجاعته تمنعه من ذلك، فيبقى بين تلك الحيوانات القذرة، كأنه صار قدره الخاص.

العرض من الداخل.. ومشكلات النصّ
عادة ما تعاني الأعمال العربية المأخوذة عن أعمال مسرحية عالمية، من مشكلة النصّ المُتَرجَم، إذا أن المخرج يعتمد على نصّ المُتَرجِم مع القليل من الإعداد الذي يخدم رؤيته المسرحية، إلا أن هذا الأمر يُنتِجُ نصاً -بالحوار والمنلوجات- هجيناً فاقداً للهوية، وبالوقت نفسه لا يستطيع الممثلون أن يقدموا حالاتهم الدرامية على وجهها الأكمل بسبب عائق هذا "النصّ الهجين".

ووقعت القاسم مخرجة العمل في المشكلة نفسها، إذ أنها اعتمدت نصاً مُترجماً بغير إعداد، أو بإعداد ضعيف وغير كافٍ، للقيام بمحاولة التقريب بينه وبين لغة وحالة الممثلين والجمهور الذين قدمت لهم العرض، ما تسبب بأن يكون هناك الكثير من الحوارات والمنولوجات غير المفهومة أو المبتورة، بالإضافة إلى تكرار بعض الجمل الغير ضرورية بالحالة الدرامية والتي تخدم العمل، كما أجبرت الممثلين إلى الإنقياد لصعوبة وحالة الجمل، بحيث ظهر بعضها مفرغاً من الحالات الدرامية والإنفعالات المناسبة، أو مُقحماُ بها، حتى بالنسبة إلى فنان قدير ومتمكن من أدواته مثل الطريفي، الذي حاول ببعض الأحيان الخروج عن حالة النص المكتوب، ليضيف لغته الخاصة على روح الشخصية.

الديكور وكلاسيكية العرض
حاول الفنان ومصمم الديكور يزن سلمان، بأن يقرب رؤية قاسم الإخراجية من الواقع على خشبة المسرح، فنفذ أفكار ديكور كلاسيكية تناسب الحالة التي قدمتها المخرجة في العرض، فعمل على صنع إحدى الزوايا في الحظيرة التي تسكنها شخصية أفانوفيتش، بحيث تتناسب مع حالة العمل العامة، وحاجات المكان الذي تجري فيه الأحداث، وهذا ما جعل الديكور في العمل حالة جامدة ومجرد مُكملاً للصورة المسرحية التي تم عرضها في عمل كلاسيكي جداً.