سارة قاسم.. أول سعودية تحصد جائزة "مدرب سياحي"

سارة قاسم أول سعودية تحصد جائزة "مدرب تدريب سياحي"
سارة القاسم.
سارة قاسم أول سعودية تحصد جائزة "مدرب تدريب سياحي"
4 صور

سارة سليمان قاسم اسم فرض نفسه في مجال السياحة السعودية، فهي قائدة ورائدة ومؤثرة في قطاع السياحة والضيافة، كان لها دور مميز في التدريب السياحي بالأسلوب الأكاديمي، ممسكة بأدواتها التي لا تفارقها، وتتمثل في: الإصرار، والطموح بلا حدود، يتبعه إخلاص، وتفانٍ لتحقق الإنجازات والنجاح يوماً تلو الآخر، واجهت استنكار المجتمع بدخولها قطاع السياحة بقوة، لتتمكن من ترك بصمتها القوية والمؤثرة، بحصولها على جائزة التميز السياحي 2017 عن فئة مدرب تدريب سياحي، وسلمها إياها رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان كأول امرأة سعودية تفوز بهذه الجائزة.
إيماناً من "سيِّدتي" في دعم الشابات السعوديات، وتسليط الضوء على ثمار نجاحهن، كان لنا هذا الحوار الممتع مع شابة السياحة سارة قاسم، لنتوغل من خلاله عبر سنين حياتها وإنجازاتها.

اجعلينا نعيش معك في أجواء عائلتك منذ الصغر، كيف كانت؟
يسعدني أن أشارك قراء "سيِّدتي" حياتي منذ الطفولة، فقد ولدت وتربيت في بيت حجازي، يسكنه ١٦ أخاً وأختاً، وغلبت على نشأتي الأسرة الكبيرة والممتدة والمترابطة، كما أن والدتي من أصول هندية، فتربيت على اللغة الإنجليزية أكثر من العربية، وأجمل الأمور التي زرعتها فينا والدتنا -حفظها الله- تقدير الذات، وعدم الرضوخ لكلمة المستحيل، أفنى والدي سنين شبابه في خدمة قطاع السياحة، حيث كان المدير الإقليمي للخطوط الجوية السعودية، كما كان المدير التنفيذي لمعهد الزومان.

كيف كان دخولك لقطاع التدريب السياحي؟
بدأت في هذا المجال منذ عام ٢٠٠٨م، حيث كانت أول وظيفة لي هي موظفة حجوزات الغرف في فندق إنتركونتنتال جدة، ومنها شغفت هذا المجال، ورغبت في المتابعة والاستمرار فيه.
كيف كانت نظرة الاستنكار التي شاهدتها؟
واجهت استنكاراً شديداً وتعجباً من المجتمع، خصوصاً أنه في تلك الأيام وجدت مهن أخرى نسائية بديلة في مجالي التعليم والصحة وغيرهما، وكانت نظرة المجتمع فيها بعض السخرية، ولكن بفضل من الله وبتوجيهات أسرتي لم أعر لها بالاً.
هل تشعرين بندرة المرأة في مجال العمل السياحي؟
نعم، فتواجدها يمثل نسبة ضئيلة جداً مقارنة بالشباب السعوديين، ولكنني أجزم أنها في تزايد مستمر مع قرارات سعودة الوظائف، وافتتاح التخصصات السياحية في الجامعات، إذ سنجد الإقبال الشديد منها خلال الأعوام القادمة.

قيل: إنك كسرت معادلة الرجال في السياحة، فكيف كان ذلك؟
كما ذكرت سابقاً، الوظائف السياحية والفندقية كانت مقتصرة على الرجل بغض النظر عن جنسيته، وإذا كانت هناك امرأة تعمل في هذا القطاع، فعلى الأغلب أن من حولها لا يعلمون بامتهانها لهذا المجال، فقمت أنا كمبادرة، وكتبت عدة مقالات ورواية تتحدث عن عمل المرأة السعودية في هذا المجال، وكيفيه تقبل المجتمع لهذه المرأة، كما استخدمت وسائل التواصل الاجتماعي في تعزيز جميع العاملات في هذا القطاع، وتحفيزهن، ونشر عدة مقابلات معهن، ليتم نشر الوعي بأنه ليس هناك أمر خاطئ في امتهان هذه المهنة، وبادرت بتدريب مئات الفتيات السعوديات لتشجيعهن على الاستمرار في هذا القطاع، وتطوير مهاراتهن وصقل خبراتهن.


سارة أنتِ أوَّل سعوديَّة تفوز بجائزة "مدرِّب سياحيّ"، حدثينا عنها.
جائزة "أفضل مدرب تدريب سياحي" هي من جوائز التميز السياحي في السعودية، وهي جوائز سنوية تعطى من قبل رئيس هيئة السياحة السعودية الأمير سلطان بن سلمان، وتندرج تحت هذه المنظومة عدة جوائز، وهذه السنة أول سنة يتم فيها إطلاق فئة "التدريب السياحي"، وبما أنني مدربة معتمدة من المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني ومن الأكاديمية الدولية، قمت بإنشاء العديد من الدورات داخل وخارج الكلية، فتقدمت لهذه المسابقة، التي كانت على مرحلتين:
المرحلة الأولى هي التصويت، والحمدلله اجتزتها بنجاح.
المرحلة الثانية كانت مقابلة مهنية تناقش العديد من المواضيع، أهمها: وسائل التدريب المستخدمة، والعوامل المساعدة في إنجاح التدريب المهني، وغيرها، ولله الحمد اجتزت المرحلة الثانية، ونلت الجائزة بالرغم من أن المنافسة كانت شديدة مع ٣ من زملاء المهنة.

أنت الآن في منصب ومكانة مميزة كمدربة للسياحة، ماذا تريدين أن تحققي به؟
لدي العديد من الأهداف، منها:
أولاً: رفع وعي المجتمع والأسرة بأهمية عمل المرأة السعودية في هذا القطاع.
ثانياً: جذب الكثير من الكوادر وتذليل الصعوبات لهن لامتهان هذا المجال.
ثالثاً: تطوير وصقل مهارات العاملات في هذا القطاع وبحث الفرص المهنية واستغلالها.
رابعاً: العمل على تحقيق رؤية السعودية ٢٠٣٠ في زيادة نسب العاملات السعوديات ورفع مستوى السياحة السعودية.
لكل فتاة: عمل السياحة لا يخيف