ليلة للأفلام الأردنية القصيرة خلال مهرجان "كرامة" لأفلام حقوق الإنسان

شخصية سارة من الفيلم التونسي حوض سمك بمشهد من العمل
مهرجان كرامة لأفلام حقوق الإنسان الدورة الثامنة
ذبوستر فيلم عالم موازٍ
بوستر فيلم نكسة روح
4 صور
لأول مرة منذ انطلاق مهرجان "كرامة" لأفلام حقوق الإنسان، تشهد الدورة الثامنة من المهرجان، تخصيص ليلة للأفلام الأردنية القصيرة، والتي عُرضت خلالها تسعة أفلام لمخرجين أردنيين شباب، تناولت العديد من المواضيع الإنسانية والإجتماعية أيضاً، وكان ذلك خلال فعاليات اليوم الثالث من أيام المهرجان، في المسرح الدائري بالمركز الثقافي الملكي بالعاصمة الأردنية عمان.

وعن هذه الليلة الأردنية الخاصة، أكد المدير الفني لمهرجان كرامة، المخرج الأردني إيهاب الخطيب، أن تخصيص ليلة للأفلام والإنتاجات السينمائية الأردنية، ليس أمراً هامشياً على برنامج المهرجان، بل هو تكريم وتقدير لما يقدمه هؤلاء المخرجين من خلال محاولاتهم لخلق حالة فنية سينمائية في الأردن، وأضاف الخطيب، أن الأمر لن يقتصر على مشاركة هذه الأفلام فقط، بل وأيضاً ستكون هناك جائزة خاصة لأفضل فيلم أردني قصير، حيث ستستمر هذه الفعالية في الدورات القادمة من المهرجان لتكون جزءاً دائماً ومستمراً.

وعُرضت في هذه الليلة الأردنية أفلام "نكسة روح، عالم موازٍ، ناموس، قويت، مغادرة، عيني الثانية، المعاهدة، عمارة المخيم، باص عمان – الزرقاء"، حيث جرى بعد عرضها جلسة نقاشية شملت الحديث عن هذه الأفلام جميعها، بمشاركة مخرجي الأفلام والفنانين، مع الجمهور وعدد من المختصين، واختارت لكم "سيدتي.نت" بعض هذه الأفلام للحديث عنها.

فيلم "نكسة روح"
العمل للمخرج سائد العاروري، وأداء كل من اسحق إلياس، نبال العوضي، منذر خليل مصطفى، ويحكي قصة عجوز فلسطينية تعود إلى بيتها برفقة حفيدها في إحدى المدن الفلسطينية بعد أن انتهى الإحتلال، وهناك تجد أن كل شيء في المنزل لا يزال كما هو ولم يتغير، وتعود بها الذكريات إلى اليوم الذي خرج به زوجها للإنضمام إلى صفوف المقاومة الفلسطينة، وذلك في أيام "النكسة" التي وقعت بالعام 1967، حيث جمعتها به مشاعر الحب الممزوجة بواجبه الوطني، ويُختتم الفيلم باللحظة التي تموت فيها هذه العجوز في منزلها، ويقوم زوجها أو - روحه – بتغطية عينيها لحظة الوفاة.

يطرح العمل نظرة مختلفة للقضية الفلسطينة، وما عاناه ويعانيه الفلسطينون جراء الإحتلال الإسرائيلي، بعيداً عن الشكل التقليدي الذي يظهر مقاومة ومأساة الشعب الفلسطيني، بقالب إنساني يتخطى لغة المكان أو الزمان، ويذكر أن فيلم "نكسة روح" قد نال بعد عرضه في الليلة الأردنية إعجاب وإشادة الحضور، تحديداً بطل العمل الفنان إسحق إلياس، الذي جسد دور الزوج، أو روحه أو طيفه في العمل، وكان العمل الأردني قد شارك بقرابة خمسة عشر مهرجاناً عربياً ودولياً، وترشح وفاز بعدة جوائز، كان آخرها جائزة "غولدن فوكس أوارد وينرز" من مهرجان "كالكوتا" الدولي للثقافة الذي يقام في الهند، وذلك قبل يومين فقط من عرضه في مهرجان "كرامة".

وفي تصريح خاص لبطل الفيلم إسحق إلياس لـ"سيدتي.نت"، أكد أن مهرجان "كرامة" لأفلام حقوق الإنسان، منذ انطلاقته الأولى قبل ثمانية أعوام وحتى دورته الحالية، يعد من أهم المهرجانات السينمائية العربية والعالمية، وبأنه حالياً أهم مهرجان في الأردن بمجاله، ويعود ذلك إلى الثقافة السينمائية العالية التي يملكها منظموه، لا سيما مديرة المهرجان الفنانة والمخرجة الأردنية سوسن دروزة، التي تملك عيناً فنيةً ثاقبةً ومهمة، تُمكنها برفقة ما تبقى من كادر المهرجان، من اختيار الأفلام التي تليق بعرضها على شاشات "كرامة".

أما فيما يخص انطلاق الليلة الأردنية ضمن فعاليات "كرامة" لأول مرة، فيضيف إلياس بأن هذه خطوة مهمة للغاية للنهوض بالسينما وبالفيلم الأردني، وبأن حضور الفيلم الأردني في المهرجان بين الأعمال العربية والعالمية المشاركة، وتخصيص جائزة خاصة له، هو اعتراف بأن هذه الأعمال ليس على الهامش، وبأنها تستحق التواجد في المهرجانات السينمائية.

فيلم "عالم موازٍ"
أخرجه طارق بدار، وأداه الممثل الأردني إبراهيم النوابنة، الذي نال مؤخراً جائزة أفضل ممثل في مهرجان الخرطوم للفيلم العربي بدورته الثالثة، والتي شارك فيها أكثر من أربعين فيلماً من مختلف دول العالم، وذلك عن أداءه في الفيلم نفسه، والذي يعرض مشاهداً من خيالات الشاب "ربيع" بعد الأحداث الأليمة التي وقعت عقب ما يُسمى "الربيع العربي"، وهو شاب دخل المستشفى لإجراء عملية جراحية بسيطة، ولكن هذه الخيالات تتحول إلى كوابيس تشبه العوالم الموازية، من خلال اعتقاده تارة بأنه قد قُطعت قدمه إثر الحرب، أو أن إرهابياً فجر الغرفة التي ينام فيها بالمستشفى.

الفيلم التونسي الضيف
ويذكر أنه تم عرض فيلم تونسي في هذه الليلة، كان قد شارك مؤخراً في المهرجان، وحلّ ضيفاً باللحظات الأخيرة، حيث استهلت العروض به، وهو فيلم "حوض سمك" للمخرج الشاب يوسف صنهاجي، ويعرض الفيلم حكاية الفتاة "سارة"، التي تعاني من مرض التوحد، ولا تستطيع التأقلم مع الحياة التي تحاول أمها أن تفرضها عليها، خاصة أن الأم الغير متفهمة لحالة "سارة" المرضية، تحب المظاهر الخارجية، ولا تستطيع التعامل مع ابنتها، حيث تهرب "سارة" في خيالاتها إلى الموسيقى والكتب والخيالات، بالإضافة إلى صديقتها الوحيدة وهي سمكة زينة تعيش في حوض صغير.