الفيلم السويسري "رحلة سعيدة" .. صراع مع الموت بحثاً عن الحياة

مشهد من الفيلم
بوستر الفيلم
النجم السوري جهاد عبده خلال تسلمه الجائزة بمهرجان سان دييغو
النجم السوري جهاد عبده
جهاد عبده بمشهد من الفيلم
5 صور
القضية السورية، وعلى وجه الخصوص اللاجئين السوريين الذين يغامرون بحياتهم من خلال الهجرات غير الشرعية عبر رحلات "قوارب الموت"، متحدين مأساتهم من جهة، ومخاطر السفر في البحر بدون أي وسيلة من وسائل السلامة والأمان من الجهة الثانية، بحثاً عن حياة قد تكون أفضل، وموت قد يكون أقل مما هو عليه في بلادهم، "قوارب الموت" هذه ومن عليها، كانت العنوان الأبرز في فعاليات اليوم الخامس من مهرجان "كرامة" لحقوق الإنسان بدورته الثامنة، في المسرح الرئيسي بالمركز الثقافي الملكي بالعاصمة الأردنية عمّان.

وعُرض من ضمن فعاليات اليوم الخامس للمهرجان، الفيلم السويسري "رحلة سعيدة"، للمخرج مارك ويلكنيس، وبطولة كل من الفنانين آنّا لورا وشتيفان كوبسر، إلى جانب النجم السوري جهاد عبده، الذي وصل مؤخراً إلى العالمية بعد أن جرب بنفسه هذه الرحلات غير الشرعية والمليئة بالمخاطر، ويشار أن الفيلم كان قد حصد في الأشهر الأولى من هذا العام 2017، جائزة أفضل فيلم قصير في مهرجان "سان دييغو" العالمي.

"قوارب الموت" .. رحلة إلى الحياة
يعرض الفيلم من خلال أحداثه الدرامية التي تستمر لثلاثة وعشرين دقيقة فقط، ما يعانيه اللاجئون السوريون خلال محاولاتهم الهرب من بلادهم التي تشهد أزمة سياسية وعسكرية واقتتالاً شديد الدموية إلى الدول الإوروبية بحثاً عن حياة أفضل، وذلك من خلال أحد القوارب التي تحمل عدداً من اللاجئين، والتي تلتقي وسط البحر الأبيض المتوسط قارب كل من "جوناس وسيلفيا"، اللذان يخوضان رحلة ومغامرة وسط البحر، حيث يدرك كلاهما أن هذا القارب يحمل عدداً زائداً من اللاجئين، وقد يتسبب ذلك بغرقه في أي لحظة، والتسبب بكارثة إنسانية كبيرة، إلا أنهما يخافان القيام بأي خطوة اتجاه هؤلاء اللاجئين.

يكتفي كل من "جوناس وسيلفيا" بإبلاغ خفر السواحل عمّا وجدوه، وعن احتمالية غرق كل هؤلاء الأشخاص على متن القارب، إلا أن تأخر قدوم خفر السواحر بالوصول إليهم وإيجادهم، بالإضافة إلى التيارات والأمواج البحرية القوية، يتسبب بضياع القارب ومن عليه، وبالفعل تحدث المأساة التي كانت متوقعة في صباح اليوم التالي، بعد أن يجد "جوناس وسيلفيا" نفسيهما محاطين بعشرات الجثث الطافية على سطح البحر، بعد أن غرق القارب ومات كل من كان عليه.

بداية "الرحلة السعيدة" وتتبع مأساتها
صرح المخرج السويسري لعدة مرات في وقت سابق، بأن فكرة العمل بدأت بعد أن شدّته "قوارب الموت" منذ بروز هذه الظاهرة في الإعلام، حيث دأب على التردد الدائم إلى الأماكن التي يسافر منها اللاجئون غير الشرعيين للوصل إلى الدول الأروبية هرباً مما تعانيه بلادهم، وكان في بادئ الأمر قد اكتفى بتقديم ما يستطيع من مساعدة لهم عبر حملات الإغاثة وتقديم الطعام والمساعدات المادية لهم، إلى أنه بعد ذلك قرر القيام بما هو أكبر من ذلك، من خلال صناعة فيلم يتحدث عن المخاطر الإنسانية التي يتعرض لها اللاجئون السوريون، لإيصال قصصهم إلى العالم، حتى يعرف ما يعانيه هؤلاء.

قرر حينها ويلكنيس، أن يوثق معاناة اللاجئين السوريين من خلال كاميرا هاتفه الجوال، وأخذ الموضوع بعد ذلك مساحة تعدت بضعة أفلام توثيقية مصورة على الهاتف، بعد أن عرض عليه أحد المنتجين السويسريين من أصدقائه المساعدة، من خلال تحويل هذه المقاطع المصورة إلى فيلم روائي بتقنيات كبيرة، وقصة وسيناريو محكم، يتمكن من إيصال هذه المعاناة بالشكل الأمثل، وفعلاً بدأت تصوير الفيلم الذي تم في منطقة من بحر "إيجه"، وهي المنطقة الواصلة بين الأراضي التركية واليونانية، والتي باتت تعتبر الطريق التي يعتمدها اللاجئون السوريون بشكل مستمر في رحلات لجوئهم على متن "قوارب الموت".