على هامش مهرجان دبي السينمائي أجرت «مجلة سيدتي» عدة حوارات مع عدد من الفنانين، وكان من بينهم الفنانة القديرة منى واصف عميدة كبار النجوم، التي كُرّمتْ في دورة مهرجان هذا العام عن دورها في مسلس الهيبة وعن مجمل أعمالها، والتي أجمع كل من قابلها على قاسم مشترك هو «حنان ملقاها»، وكبرياؤها الذي تفرضه بكل البساطة التي لا يمتلكها إلا الكبار.
عن دورها في مسلسل الهيبة، آخر الأعمال التي ظهرت فيها منى واصف في رمضان الماضي، تقول: عندما قرأتُ نص «الهيبة» سألت المخرج، لو لم أكن أنا موجودة لمن كنت ستعطي هذا الدور؟! لشدة ما أعجبني وأحببته، فأنا لا أبحث عن هذه الأدوار فحسب بل أنتظرها، كهذا الدور تماماً الذي يجمع بين جبروت المرأة المسيطرة وعطفها، وقوتها التي تخفي وراءها سيلاً من الدموع، وبركاناً من الحب.
حافظت على استقلاليتي
بصوتها الهادئ المتزن الذي كان يخرج مكسواً بتعابير تجاعيد الزمان، والتي أبت أن تمحوها بعمليات تجميلٍ، ما زادها حضوراً وهيبةً ووقاراً تتابع منى واصف: «على طول هذه السنين التي مرت، لم أرتبط بمن يكتب لي خصيصاً، ولذلك حافظت على استقلاليتي وحريتي واختياراتي، فأنا عند قراءتي للنص لا أفكر إن كان سينجح أم لا، أفكر إذا أحببت الدور أم لا، أي أقبل ما يعجبني وأحبه فقط، دون أن أشغل نفسي بهمّ احتمالات النجاح.. وفيما إذا كنتُ أضيف على الدور أم لا، فالحقيقة أنني لا أضيف، لكن لدرجة ما أحفظ النص، ولدرجة دقة التفاصيل غير المقروءة التي أغوص فيها كنظرة عين، إيماءة أصبع، قبضة يدٍ على العكازة، يظن الكثيرون أنني أضيف. باختصار «أنا أحب الدور وأكمله دون أن أضيف عليه باستثناء بضع كلمات ونظرات، ولكنني كما قلت أحفظ، وأحفظ جيداً».
هذا ولم تصرح منى واصف بأية معلومات عن الجزء الثاني من مسلس الهيبة واكتفت بالقول: «لم أقرأ النص بعد، وإن كنت على دراية لبعض العناوين العريضة فسأتركها لحينها».
يذكر أن الفنانة السورية منى واصف من مواليد 1 فبراير 1942، وهي أحد أبرز وأشهر الفنانات في سوريا والوطن العربي. شاركت بما يقارب 200 عمل فني في السينما والتلفزيون لسنوات طويلة، وتعددت أعمالها في دول الوطن العربي كافة. انضمت إلى «مسرح القوات المسلحة» عام 1960 لتشارك في أول عمل مسرحي لها «العطر الأخضر»، وقدمت مجموعة من العروض المسرحية التي تشكل بداية فن المسرح الفعلي في سوريا. بينما كان أول عمل تلفزيوني لها هو «ميلاد ظل» في العام 1961.
عملت في السينما المصرية والسينما السورية وقدمت العديد من الأعمال فيها، وكان أشهر أدوارها هند بنت عتبة في فيلم «الرسالة». كما شاركت بعدد من الأعمال في دول الخليج، وقدمت عشرات الأعمال الكوميدية والدرامية في التلفزيون. وهي عضوة في نقابة الفنانين السوريين منذ 1 مارس 1968.
