نزهة بيدوان.. بطلة أولمبية تفرغت للعمل الاجتماعي

نزهة بيدوان، مع إحدى الفائزات في نشاط سابق
نزهة بيدوان مع بعض النساء، خلال إحدى التظاهرات
البطلة المغربية، نزهة بيدوان
5 صور

حين اعتزلت العداءة الأولمبية المغربية، نزهة بيدوان، حلبات السباق في شهر كانون الثاني «يناير» 2005، بعد حصدها للعديد من الميداليات وتحطيمها للأرقام القياسية، اعتقد الجميع أن نزهة بيدوان ستتوارى عن الأنظار وتنطفئ شعلتها بعد سنوات من الشهرة، ابتدأتها عام 1986، بحصولها على ميدالية ذهبية في سباق 100 م حواجز، وتلتها ميداليات أخرى على امتداد مشوارها الرياضي.

لكن سرعان ما عادت نزهة بيدوان المولودة في 1969 والمتزوجة من العداء السابق عبدالعزيز ساهير، وأم لطفلين: ياسر، وياسين، إلى دائرة الأضواء من خلال تأسيسها لجمعية خاصة بمكافحة سرطان الأطفال، في خطوة إنسانية لافتة، حظيت بترحيب جميع الرياضيين ومكونات المجتمع المدني، ثم جمعية «المرأة.. إنجازات وقيم»، ولم تتوقف طموحاتها عند هذا الحد؛ حيث كانت وراء تنظيم سباق «النصر» بالعاصمة الرباط، وهو سباق نسائي صرف، حظي بدوره بدعم وترحيب جميع الجهات التي ساهمت في إنجاح دوراته، واستطاعت نزهة أن تجمع بعد اعتزالها بين تنظيم سباقها السنوي «سباق النصر» بالرباط، وإلقائها للمحاضرات في الاتحاد الدولي لألعاب القوى، الذي قرر ترشيحها لـ «وسام الاستحقاق»؛ اعترافًا بالخدمات التي أسدتها لألعاب القوى العالمية على مدى سنوات؛ حيث ساهمت نزهة في تطوير هذه الرياضة وتوسيع قاعدة ممارستها.

ورغم أن مشوار العداءة نزهة بيدوان لم يكن مفروشًا بالورود، بفقدانها لوالدها عام 1989، وشقيقها عام 1992، وإصابتها بكسر ومرض مفاجئ، حرمها من المشاركة في بطولة العالم بألمانيا، إلا أنها تبقى حسب المهتمين بألعاب القوى، البطلة الأكثر تتويجًا على امتداد مسيرتها الرياضية «قرابة 16 سنة»، من خلال حضورها القوي في المسابقات الإقليمية والدولية والقارية والعربية، ونذكر من ضمن الألقاب المهمة التي حصلت عليها، فوزها بلقبين عالميين في مسابقة 400 م حواجز، في دورتي أثينا 1997 وإدمنتون عام 2001، وفضية في دورة إشبيلية، وبرونزية في أولمبياد سيدني 2000؛ إضافة إلى لقب كأس العالم في جوهانسبورغ عام 1998، كما شاركت عام 1987 ضمن المنتخب الأول، وحصلت على ميدالية برونزية في سباق 100 متر حواجز، ثم ذهبية في سباق التناوب؛ لتعلن عن صعود نجم جديد في سماء رياضة ألعاب القوى بالمغرب، كما شاركت في السنة نفسها في ألعاب البحر الأبيض المتوسط في اللاذقية بسوريا، وأحرزت لقب أحسن رياضية من «اتحاد ألعاب القوى»، ثم حصلت عام 1990 على أول تتويج أفريقي في البطولة الأفريقية بمصر؛ فحازت لقب «بطلة أفريقيا» بعد فوزها في سباق 400 متر حواجز، وحصولها على المرتبة الثانية في سباق 100 متر حواجز؛ مما ساعدها على الانتقال لمرحلة أكثر تقدمًا بالتدريب، مع مواطنتها البطلة والعداءة الأوليمبية نوال المتوكل.

وأخيرًا لا بد من التذكير بأن العداءة نزهة بيدوان، وإلى جانب الميداليات والألقاب التي أحرزتها في التظاهرات الرياضية المختلفة؛ فإنها حظيت بالتكريم مرتين من طرف الملك المغربي الراحل الحسن الثاني، وبتكريم آخر عام 1999 من طرف الملك محمد السادس؛ تقديرًا لهذه البطلة التي تساهم بدينامية كبيرة في إشاعة الثقافة الرياضية ببلدها، وتعميمها بين مختلف الفئات الاجتماعية والفئات العمرية.