الجزائرية زهية بن قارة أول امرأة تترأس بلدية

وتعرف زهية، أو «الأستاذة»، كما يلقبونها، بنشاطها الاجتماعي والديني
الجزائرية زهية بن قارة
أول امرأة تنتخب رئيسة بلدية في الجزائر
زكاها الناخبون بالأغلبية لرئاسة بلديتهم
5 صور

فازت الجزائرية زهية بن قارة، بالأغلبية المطلقة لتكون أول امرأة يتم انتخابها لمنصب رئيسة بلدية في الجزائر، إذ فازت برئاسة بلدية الشيقارة بولاية ميلة، شرقي البلاد، عن حزب حركة المجتمع السلم، والتي تعد أصعب من انتخابها رئيسة للبلاد؛ ذلك لأن الانتخابات المحلية تتحكم فيها التقاليد أكثر مما تتحكم في الانتخابات البرلمانية والرئاسية، ولا تزال هذه التقاليد والأفكار سيدة الموقف، خاصة في المناطق الداخلية والأرياف.
زكاها الناخبون بالأغلبية لرئاسة بلديتهم في مجتمع معروف بنسيجه الاجتماعي المحافظ، يعتز فيه الناس بتمسكهم بالتقاليد، والكثير منهم يعتقد أن الإسلام يمنع المرأة من تولي المسؤولية العامة.
وتعرف زهية، أو «الأستاذة»، كما يلقبونها، بنشاطها الاجتماعي والديني، فهي متطوعة في العمل الخيري، وتلقي دروساً ومحاضرات في الفقه والتربية والتنمية الاجتماعية، منذ أعوام، ولكن الكثيرين استغربوا ترشحها لمنصب رئيسة البلدية.
وعلى الرغم من أن المرأة تبوأت في الجزائر أعلى المناصب الحكومية والإدارية، فكانت وزيرة وقاضية ورئيسة لمجلس الدولة، وهو أعلى هيئة قضائية في البلاد، ووالية، ترقت في الجيش إلى أعلى الرتب العسكرية، فإن منصب رئيس بلدية ظل حكراً على الرجال، إلا في القليل النادر.
وأثار ترشحها في قائمة حزب حركة المجتمع السلم (الإسلامي) جدلاً في المجتمع المحلي، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، فقد تعرضت لانتقادات من الإسلاميين المتشددين، الذين يرون أن ترشحها لرئاسة البلدية مخالف للشريعة الإسلامية، حسب اعتقادهم.
ولكن هذه الانتقادات لم تكن لتثبطها أو تعيق حملتها الانتخابية، فهي أستاذة في الشريعة الإسلامية، ومتخصصة في الفقه الذي من مواضيعه مسائل الحكم والولاية وحقوق المرأة، وغيرها من المسائل المثيرة للجدل، على حد تعبيرها، وقالت: «إنها كانت تنفق ساعات طويلة من الليل على مواقع التواصل الاجتماعي، تناظر وترد على أفكار منع المرأة من تولي الولاية العامة، وأنها أقنعت الكثيرين ببطلان دعواهم، وجعلتهم يغيرون رأيهم ويصوتون لها في النهاية».
تعرضت رئيسة البلدية الجديدة على مواقع التواصل الاجتماعي إلى هجمات مسيئة، طالت حتى شكلها ولباسها.
فقد هاجمها إسلاميون متشددون، ونشروا تعليقات مسيئة لها؛ لأنها ترشحت لمنصب رئاسة البلدية، وخالفت معتقداتهم وتفسيراتهم لنصوص الشريعة الإسلامية، وهاجمها علمانيون أيضاً، ورموها بأوصاف مهينة وتعليقات مسيئة هاجمت شكلها ولباسها.
وجعلت منها تلك التعليقات وذلك الجدل ربما أشهر مرشحة في الانتخابات البلدية المحلية في الجزائر، وربما ساعد ذلك في تضامن الناخبين معها والتصويت لها.
وتقول إن الهجمات الشخصية لم تؤلمها، بقدر ما تؤلمها «التفسيرات الخاطئة للإسلام»، وإنها كانت تركز جهدها في الإقناع على الذين يعتقدون أن الإسلام يمنع المرأة من تولي المسؤولية العامة، ولم تعر أي اهتمام للهجمات الشخصية، التي طالتها.
فهي ترى أن الذين هاجموها بسبب شكلها إنما فعلوا ذلك عن «جهل ولابد أنهم سيتعلمون أن هذه الأمور لا نملك منها شيئاً، لأن الله خلقنا، وأن البقاء في الدنيا للأصلح والأنقى والأتقى، وليس للأشكال»، وتقول: «صوتوا لي لأنهم يعرفونني، ويعرفون ما فعلت من أجلهم فمنحوني ثقتهم»، وتضيف: إنها تعرف كل بيت في البلدية، فقد كانت أستاذة للشريعة الإسلامية في المدرسة الثانوية، ثم أصبحت مديرة للثانوية، والتلاميذ وأولياؤهم ساندوها في حملتها الانتخابية.