الحفاظ على الصداقات يمنع الخرف

من المعروف أن الأصدقاء الجيدين مفتاح للسعادة، ولكن الأبحاث أشارت مرارًا وتكرارًا أن الصداقة مفيدة أيضًا لصحتنا. ففي الواقع، أظهرت دراسة جديدة نشرتها مجلة Psychologies مؤخراً أن الحفاظ على العلاقات مع الأصدقاء مع تقدم العمر مفيد لإبعاد الأمراض العصبية، مثل الخرف، عبر الحفاظ على شباب الدماغ.


قام الباحثون بتحليل العادات الاجتماعية لكبار عمر تتراوح أعمارهم من 80 عامًا وما فوق – ومقارنتها مع مجموعة من الناس في الخمسينيات والستينيات من العمر آخذين بالاعتبار عدة عوامل نفسية.
ووُجد أن الأفراد في الفئة العمرية الأكبر سنًا ممن يحافظون على صداقات وصفت بأنها «إيجابية ودافئة وواثقة» تمتعوا بأدمغة ذات أداء جيد، أفضل من أولئك الذين تقل أعمارهم عنهم 30 عامًا، مما يشير إلى أن الحفاظ على دائرة اجتماعية متينة يمكن أن يكون مفتاحًا لإبطاء الآثار المعرفية للشيخوخة. تقول الباحثة إميلي روجالسكي:


«تدعم هذه الدراسة نظرية أن الحفاظ على الشبكات الاجتماعية القوية مرتبط بتباطؤ التدهور المعرفي».
وأضافت: «ليس من السهل الجزم بأنه إذا كان لديك شبكة اجتماعية قوية فإنك لن تصابي بمرض الزهايمر، ولكن إذا كان هناك قائمة من الخيارات الصحية مثل تناول نظام غذائي معين وعدم التدخين، فقد تكون الشبكات الاجتماعية القوية مهمة ومساهمة في تلك القائمة. لا شيء من هذه الأشياء في حد ذاته يضمن عدم الإصابة بالمرض لكنها لها فوائدها الصحية».
لا يوجد حاليًا أي علاج للخرف، الذي تجاوز مؤخرًا مرض القلب باعتباره السبب الرئيسي للوفاة في المملكة المتحدة، ولكن الفريق أعرب عن أمله في كون هذه النتائج خطوة مثيرة نحو فهم العوامل الكامنة وراء الحفاظ على القدرة المعرفية في سن متقدمة - وخاصة تلك التي قد تكون قابلة للتعديل.
وقد أظهرت الدراسات السابقة أن أولئك الذين يعانون من الخرف غالبًا ما يعانون من انخفاض في الشبكات الاجتماعية، لذلك فمن المهم ضمان حفاظ كبار السن على العلاقات، على الرغم من الصعوبات الصحية المحتملة.