جرائم بشرية غايتها ليس المال أو القتل.. فما هي؟

الجريمة بشكل عام هي انحراف عن الأعراف التي يعرفها المجتمع، وتؤدي بشكل مباشر أو غير مباشر إلى ضرر الآخرين، سواء على المدى القريب، أو البعيد، ولا يمكن أن تكون جريمة إلا إذا خالفت القيمة التي تقدرها الجماعة وتحترمها، وتختلف الجريمة عن الجنحة في التصنيف بجسامة الجريمة الخطيرة، ولكن هناك بعض الجرائم الخفية التي قد تنتج عن السلوك البشري اليومي، وقد لا تتم المعاقبة عليها، ولكنها في حد ذاتها جريمة اجتماعية، وفي ما يلي نرصد بعضها:

التبول في الطرقات:

تعتبر ظاهرة التبول في الشارع العام شكلاً من أشكال التلوث البيئي الخطير، ليس فقط لأنها تتسبب في تلوث البيئة، ولكنها تساعد على الكثير من التشوهات المجتمعية والأمراض المعدية، فنجد أشخاصاً يتبولون على جوانب الطرقات وقرب البنايات وأحياناً على عجلات السيارات المتوقفة، مما قد يتسبب في نقل الأمراض المعدية، التي تنتقل عن طريق البول أو البراز، في حال تلامسها عن دون قصد، كما أنها تؤذي أعين المارة، فالبعض يفعلونها دون ستر أنفسهم.

عبور المشاة المخالف لأنظمة المرور:

تضع أنظمة المرور ما يسمى بمعبر المشاة، وهي نقطة تسمح للمشاة باجتياز الطريق من رصيف إلى آخر، ولها أنواع عديدة، وتختلف قواعد استعمالها، وأكثر العلامات انتشاراً رسم خطوط بيضاء سميكة، وذلك للحفاظ على المارة، ورغم ذلك، هناك العديد ممن يتساهلون ويعبرون من أماكن تتسم بالخطورة كعبور الطرق السريعة، والعبور والإشارة خضراء، وكذلك العبور من منتصف الطريق، كل تلك المخالفات قد تتسبب في كوارث وحوادث طرق لكلا الطرفين.

فن الجرافيتي:

لاشك أنه أحد أنواع الفنون الحديثة، والتي تنشأ من خلال ترك الرسومات أو الأحرف على الجدران، ولكن في الأغلب تكون بطريقة غير مشروعة وغير مرغوب فيها أو بدون إذن صاحب المكان، وغالباً يستعمل هذا الفن بالبخاخات، مما قد يشوه بعض المباني والطرقات، وذلك قد يكلف صاحب العقار إعادة تهيئة الحائط من جديد أو قد يشوه شكلاً أو مبنى أثرياً، وتعد تلك جريمة في حق المجتمع، وتعتبر نوعاً من التخريب، والذي يعاقب عليه القانون في معظم دول العالم.

رمي المخلفات:

تبلغ عدد المخلفات اليومية على مستوى العالم الملايين من الأطنان، والتي تسبب ضرراً بيئياً، ولكن الأكثر خطورة هو رمي تلك المخلفات في غير أماكنها وفي الطرقات والأماكن العامة، مما يجعلها مصدر خطر يهدد صحة الأهالي، فأكوام القمامة تشجع على تكاثر البكتيريا والجراثيم والفيروسات والقوارض، مما يؤدي إلى انتشار الأمراض، وتفشي الأوبئة الفتاكة، ونشر غازات وأبخرة سامة في الجو.

التحرش:

لا يقصد هنا التحرش الجنسي فقط، بل تشمل العبارة جميع المضايقات التي قد تصدر من شخص لآخر، سواء كان التحرش جنسياً، أو عرقياً، والذي يعتبر شكلاً من أشكال التفرقة العنصرية غير الشرعية، وكذلك الإيذاء اللفظي، فهو نوع من أنواع التحرش، وقد ينتج من كلا الجنسين، والغرض منه يكون إيذاء الآخرين بشكل مباشر.
توجد العديد من النظريات التي تفسر أسباب حدوث الجرائم الاجتماعية، فهناك من يرى أن الطبيعة الجغرافية والبيئية تؤثر على الأفراد، وكذلك القيمة الحضارية للمجتمعات، والظروف الاقتصادية كالفقر والبطالة، وقد يكون ما قمنا بسرده ليس جرائم مباشرة، ولكنها أمور قد تؤدي إلى كوارث اجتماعية على المدى البعيد.