لن تعلمني كيف أعتني بأمي!

إذا كنتِ زوجةً أو ابنةً أو أختاً أو زميلةً، ولكِ موقف من سلوك أقرب الرجال إليكِ، فهذه الصفحة لكِ. قولي كلمتك له، فالذكي من الإشارة يفهم... وعسى أن يكون رجلك ذكياً!

الأخت تشتكي: 
يغضبني منْ يأتي؛ ليسرد عليَّ النصائح والتوجيهات وأنا أدرى بما أفعل. وما يثير غضبي أكثر هو أن تكون هذه التوجيهات من شخص لم يطبقها من قبل. أخي الأصغر حامد، ذلك الأخ الذي طالما عصر قلب أمي وأتعبها بمشاكله وأوضاعه المتقلبة وقصصه التي لا تنتهي، وأنا دائماً التي كنت أصبّر أمي وأراعيها عندما يتعبها. حامد الذي أتعبها بصغره وشبابه وحتى بعد زواجه بمشاكله التي لا تنتهي مع زوجته. شاءت الظروف الآن أن تُصاب أمي بوعكة صحية وحامد منْ يعتني بها، وشاءت الظروف أن أكون مقيدة بسبب مولودتي الجديدة، فلا أستطيع الذهاب لأمي والاعتناء بها للأسف.
حامد الآن عيّن نفسه المسؤول عن أمي والمتحدث باسمها. فعندما أتصل للاطمئنان عليها يخبرني بأنها متعبة، ومن الأفضل ألا أتحدت معها كثيراً كي لا أتعبها. لماذا يتحدث عن لسانها؟ وهل أصبح الآن يعرفها ويدرك احتياجاتها أكثر مني؟ وما أغضبني أكثر أنه عندما علم بأنني أود زيارتها بدأ يتلو عليّ سلسلة من التعليمات:
1. من الأفضل أن تأتي بمفردك دون الأطفال.
2. حاولي ألا تتعبيها بالأحاديث.
3. إنْ جاء الأطفال معك، فعليهم أن يجلسوا بهدوء وتجنب الضجيج.
وغيرها وغيرها.. لا أدري هل أغضب أم أضحك؟ فمنذ متى وهو على هذا القرب! هل لأني لا أستطيع التواجد بسبب ظرفي، يحاول حامد الاستحواذ على أمي. وأيضاً أمي ليست طريحة الفراش، إنها مصابة بإرهاق وعليها أن ترتاح لا أن يمنع عنها الكلام والناس!
هل حامد حريص كل هذا الحرص على أمي أم أنه فقط استعراض؛ ليثبت لنفسه قبل أن يثبت لمن حوله أنه هنا ومتواجد معها؟ لم تعجبني هذه التصرفات، وأشعرني وكأنني شخص متطفل على حياتها، وكأنها تشعر بالعجز وهو الذي يوفر لها سبل الراحة. حامد قد يعرف أمي وطباعها، لكنه يفرض حرصه بطريقة منفّرة (على الأقل بالنسبة لي) وأمي كي لا تجرح مشاعره لا تعلق على هذا الحرص، وتتركه يعبر عنه براحته. أنا لا أتهمه بالادعاء، لا، فهو صادق في مشاعره، لكن أسلوبه هذا وتضخيمه للوضع وتعبيره عنه أزعجني. لا أريد أن أتواجه معه وأقول له ما أشعر به؛ كي لا يصل الموضوع لأمي وتنزعج. لكني أكتم في نفسي، وأتمنى أن أقول له ( لا تتمادى فلن تعلمني كيف أعتني بأمي وأرعاها).
سماح (34– ربة منزل)
على الفسيبوك نشرت أغنية ست الحبايب إهداء لأمي.
شاركوا في تقديم اقتراحاتكم لسماح على موقع «سيدتي».


إذا كنت زوجاً أو أباً أو أخاً أو زميلاً، وتواجه مشكلة في التعامل مع أقرب النساء في حياتك، فهذه الصفحة لك. قل كلمتك لها فالذكية من الإشارة تفهم... ولعلها تكون ذكية!


الأخ يرد: هي أمي أيضاً!


لا يعني إن لم أكن متواجداً في السابق مع أمي، فأني لن أتواجد معها أبداً! عندما مرضت أمي هرعت إليها؛ خاصة عندما صعب على أختي أن تكون معها بسبب ولادتها. ليس لأمي غيرنا، فإن لم تستطع سماح أن تكون معها، فأنا سأحل محلها.
لكن يبدو أن هذا الوضع لم يُرح سماح، مع أنها لم تقل شيئاً، لكني شعرت بنبرة صوتها وأسلوب كلامها البارد معي. أنا أعرف سماح جيداً وأفهمها عندما تكتم غضبها، فهي استاءت؛ لأنني الآن من يقوم برعاية أمي وهي لا، واستاءت أكثر بسبب قربي الحالي الذي جعلني أنبه سماح عن بعض الأمور عند زيارتها لأمي.
ما الخطأ في ذلك؟ إنها أمي أيضاً، ومثلما سماح تحرص عليها فأنا أحرص عليها أيضاً. لماذا أتقبل من سماح التعليمات عندما تقول لي بعض الملاحظات وتنبهني عليها؟ أتقبلها لأنني أعلم أنها حريصة، ولديَّ ثقة بطريقة تفكيرها ونظرتها للأمور. فما الخطأ إن شاءت الظروف ونبهتها أنا؟
لست هنا مع أمي كي أحل محل سماح، فلكل منا أسلوبه في التعامل، لكني كرجل أتصرف بحرص وبإحساس بالمسؤولية ومن واجبي أن أنبه على بعض الأمور؛ حتى وإن علمت، وأنا متأكد من أن سماح تنتبه إليها. لا أريد أن يحدث مكروه لا سمح الله أو أي ضرر ألوم نفسي بعده بأنني لم أنوّه وأقول.
سماح حساسة جداً، وحساسيتها هذه هي التي تجعلها لا تتقبل ملاحظاتي، وما يحزنني أنها تكوّن فكرة عني بأنني دائماً الذي أسبب المشاكل، وهي وأمي من يحلانها، وهذا للأسف يجعلها تأخذ موقفاً مسبقاً مني، وتتعامل معي بناء على ما كان، وليس على ما هو عليه الوضع الراهن!
ليس من الإنصاف أن أحجّم وأقيّد، ولا أعبر عن حرصي ومخاوفي، وليس من الإنصاف أن تكون سماح هي الراعي الوحيد لأمي، وتقف بجانبها عند حاجتها، فأنا أيضا لديَّ دور، ورجولتي تدفعني دائماً؛ لأسدّ حاجة عائلتي، فلست ذلك الشاب الطائش، الذي لا دور له كما تحب أن تتصور سماح.
لا أريد أن أظلمها، فهي لم تقل شيئاً، ولا تلومني أو تصدني، ولكني أعلم جيداً خباياها، ووصلني إحساسها وردود أفعالها عندما أتحدت معها بشأن أمي. نعم فهذه أمي أيضاً، وليست فقط حكراً عليها، وإنْ كنت الأصغر؛ إلا أنني الرجل الوحيد في هذه العائلة، وعلى سماح ألا تنسى هذا.
حامد (31– أعمال حرة)
لا أتواصل على المواقع الإلكترونية.
شاركوا في تقديم اقتراحاتكم لحامد على موقع «سيدتي».