ظاهرة الدوائر العملاقة الغامضة في الأراضي السورية والأردنية

دائرة أخرى في الأردن
دائرة عملاقة أخرى
إحدى الدوائر في الأراضي الأردنية
صورة قريبة لإحدى هذه الدوائر
صورة قريبة بإحدى هذه الدوائر
إحدى هذه الدوائر الغامضة
رئيسية الدوائر العملاقة الغامضة
9 صور

في أوائل التسعينيات، اكتشف عدد من المزارعين جنوبي إنجلترا ظاهرة غريبة لا ترى إلا من السماء، أطلق عليها اسم "دوائر المحاصيل"، وهي عبارة عن أشكال غريبة وعملاقة في حقول المحاصيل الزراعية، بعضهم رأها رسالة من المخلوقات الفضائية، والآخر وجدها خدعة قام بها المزاعون، ثم عادت هذه الظاهرة للظهور في ولاية تكساس الأمريكية بعد عدة سنوات وظلت هذه الأشكال أمراً غامضاً بين الحقيقة والخيال، ولكن في بلاد الشام في منطقتنا العربية، هناك ظاهرة مشابهة ولكنها أكثر غموضاً، تعرفوا عليها في هذا المقال.

"الدوائر الكبرى"، وهي عبارة عن 12 دائرة عملاقة متوزعة بين لأراضي الأردنية والسورية، بُنيت من جدران حجرية بارتفاعات منخفضة لا تتجاوز عدة أمتار، وأشكالها قريبة من الشكل الدائري بطول قطر تقريبي يتراوح بين 219-365 مترا، وقدر العلماء عمرها بأكثر من 2000 عام، ولا يستطيع أحد ملاحظتها إلى من السماء عن ارتفاع عالٍ، لكنها لا تزال إلا اليوم مجهولة المصدر، ولم يستطع العلماء الوصول إلى أي تأكيدات او فرضيات حولها، ناهيك عن الضعف الإعلامي في إظهار هذه الدوائر التاريخية والغريبة إلى العالم.

تم اكتشاف هذه الدوائر العملاقة من قبل طيار بريطاني اسمه "ليونيل ريس"، أثناء تحليقه فوق الأراضي الأردنية في العام 1920، والتقط عدداً من الصور لها، ولكن وبسبب الظروف السياسية والعسكرية، تم إهمال هذه الظاهرة تماماً، وظلت بدون أي دراسة حتى حقبة الثمانينات، أي بعد 60 عاماً من اكتشافها على يد "ريس"، وفي العقد الأخير أعاد "ديفيد كينيدي" الباحث في جامعة "غرب أستراليا" إحياء الإهتمام مرة أخرى بهذه الدوائر.

ويرى الباحث الأسترالي كينيدي، أنه من الممكن أن هذه الدوائر تم بناءها باستعمال صخور محلية وبعمل نفذه عشرات الأشخاص، إلا أن بناءها لم يكن أمراً صبعاً، حيث يُقدر أيضاً أنه تم إنجازها خلال أسبوع واحد فقط، أو أكثر بقليل، إلا أن المعضلة كما يراها "كينيدي" هي لماذا بُنيت هذه الدوائر؟، حيث يستبعد الباحث أنها بُنيت بهدف الحفاظ على الماشية، لأن ارتفاع هذه الجدران منخفض جداً، بالإضافة إلى الشكل الدقيق للغاية الذي يُشكل هذه الدوائر.

وتتوزع هذه الدوائر الـ12 على النحو التالي، 8 منها وسط غرب الأردن، بين منطقي "وادي الإحساء وحافة "جرف الشرع"، والـ4 المتبقية تقع شمال "واحة الأزرق"، كما تم اكتشاف دوائر أخرى في سوريا أكبر من نظيرتها في الأردن منها دائرة حمص التي اكُتشفت في عام 2002.

وخلال العقد الماضي، زار عالمي الأثار "غراهام فيليب و براد بيري" بمالشاركة مع جامعة "دورهام" في إنجلترا، موقع دائرة كبيرة تقع قرب مدينة حمص السورية، وعلى الرغم من أن الدائرة كانت قد تعرضت للكثير من الدمار والضرر، إلا أنهم تمكنوا من إكمال فحصها بشكل كليّ، ووجدوا أنه قد تم بنائها حتى يتمكن الأشخاص الذين يقفوا بمنتصفها من رؤية المحاصيل الزراعية والبيوت الصغيرة "الأكواخ" بنظرة شاملة، حيث يرى العالمان خلال ورقة بحثية تم نشرها في مجلة "ليفانت" بالعام 2010 أنه هذا هو السبب ربما الذي قد يكون الأقرب لبناء هذه الدوائر، وهو أن يتمكن المزارعون من تحديد الأمكنة التي تم إنشاء هذه الدوائر فيها.