الصورة الصامتة

محمد فهد الحارثي

 

 

لا تكن جاحداً. ما أسوأ الجحود.. صفات سلبية نقابلها في أشخاص، ربما نتجاوز عن بعضها، ونتحمل بعضها الآخر، ولكن الجحود جارح ومقيت. نتائجه تتجاوز اللحظة، ليحرمنا من متعة الثقة في الآخرين. الجحود الوجه الكريه للحياة.. ما أصعب أن نسكب أحلامنا ومشاعرنا ووقتنا، لنكتشف أن ما بذرناه، حصدناه مراً.

الجاحد شخص إحساسه معدوم.. انتهازي يحلل لنفسه كل أمر.. يعتقد أنه الأوحد.. يريد أن يحتكر كل شيء لذاته، بينما الطيبون يدفعون ثمن الجحود، تجدهم يعصرون كل ما في داخلهم من طيبة وحنان وعطاء من أجل إسعاد الآخر. بينما الجاحد يتمسكن ويتلوّن حسب مصالحه. وعندما يحقق غايته، يتخلى عن القناع. يفاجئك بصورة لم تتخيلها.. تستغرب كيف يمكن للبشر أن يتلونوا.. كيف لذاك الضمير القدرة على الصمت والهجوع، في زمن الأوجاع.

الصعوبة ليست في كونك ضحيت، فالتضحية جزء من طبيعة الإنسان المعطاء، الصعوبة القاسية هي حينما ترى التقلب وتلوّن الشخصية، وتتساءل: هل كان ذلك سذاجة منك أم غباء؟ وتتمنى لو أن التضحيات رحلت ومضت، لكن من دون اكتشاف الحقيقة.

حينما يأتيك الجحود من أشخاص راهنت عليهم، بل ربما أنت من فتحت لهم الأبواب، تصعب عليك نفسك. الجحود ليس في النكران فقط، بل في التناسي والمعاملة القاسية، في تجاهل الماضي وكأنه لم يكن. هؤلاء يختطفون أجمل ما فينا ويرحلون، يقطفون ربيع الفرح ويتنكرون.

مهما حصل، فلا يمكن للجحود أن يسود. والصفحات القاتمة في حياتنا جزء من رحلة، لكنها ليست النهاية. كل تجربة في الحياة لها جانبها المضيء. والحياة علمتنا أن هناك عدالة تتحقق بصور مختلفة، وربما بطريقة غير متوقعة. اليوم الذي نعيشه هو العمر، والغد قصة لا تستحق القلق، بل نرمقها بشي من التفاؤل، وكثير من الأمل.

 

اليوم الثامن:

إذا تورطت في شخص جاحد...

فلا تفرط في عتاب النفس وتأنيب الضمير

فقط اقلب الصفحة وابدأ من جديد