"إناث" يقتنصن العمل و"ذكور" يشككون!

ترتفع دقات القلب، حتى ليظن كل واحد أن الذي أو التي بجانبه تسمعها، ما يحصل ليس ساحة للحب بل صالة انتظار امتحان القبول في شركة توظيف، فهل بالفعل تفوز الفتيات بالوظائف، حتى ولو افتقرن للخبرة؟ «سيدتي» تفتح ملفاً يشكو منه كلا الجنسين.

في السعودية: الرجل المناسب في العمل «المرأة»
قد يصدق المثل الإنجليزي القائل «the best man for the job is a woman»، والذي يعني أن الرجل المناسب في العمل «المرأة» ؟ وقد سبب هذا الموضوع إحراجاً كبيراً، لرائد الحوشان، معلم، تقدم لوظيفة موظف اتصالات، يتابع رائد: «لم أكمل الاختبار الصوتي، حتى قال لي المختبر: (خبرتك ضعيفة... شكراً)، وقبل أن أبتعد عن الباب، سمعت الموظف نفسه يقول لفتاة دخلت بعدي: (مبارك عليك الوظيفة)، ولا أعتقد أنه اختبرها».

ويعترف الحوشان، أن الفتاة عملة نادرة وأكثر التزاماً من الشاب، رغم أنها بدون خبرة، والأهم أن راتبها أقل من الموظف «الرجل»، والتأمين الصحي لها وحدها، أما الشاب؛ فيكون التأمين عليه وعلى أبويه، أو أسرته، كما أنه يبحث عن الأفضل، ولو كان الفارق في الراتب 500 ريال.
لكن الفتيات لا يرين ذلك، وهن يتضايقن من تفضيل الرجل، كما تبين سارة، موظفة؛ لأنه لابد من تخصيص مكان منفصل للفتيات، وهذا يعتبره أصحاب الأعمال مكلفاً، كما يمكن استدعاء الذكور في أي وقت من اليوم، وتقسيم فترات العمل عليهم صباحية ومسائية، وهذا ما لا يمكن تطبيقه أبداً على الفتيات مهما كانت كفاءتهن.

في الإمارات: تمييز تحكمه ثقافة العيب
المشكلة أن من يميزك يصر على التحكم الدائم فيك، وإذا تحكم مدير في موظفة، فلن يميزها في العمل إلا إذا فعلت ما يريد. برأي جمال الرفاعي، مدرس، يعلّق: «لكن الرجل مهما عمل يظل محل انتقاد».
برأي جمال، أن المرأة بجمالها ولباسها استطاعت السيطرة على الجو، سواء في العمل أو خارجه؛ فهي المميزة عن الرجل، ومهما اجتهدت المرأة فلن تتميز عن الرجل، في الطب الجراحي مثلاً، وبرأي محمد عبد الحميد، الذي يحضر لشهادة الدكتوراه؛ «أنها قد تكسب الحظوة في الموضة والمكياج فقط».
فيما تعتبر تهاني حلاوة، مدرسة، أن تميّز المرأة تحكمه الأمزجة، وتتابع: «أحياناً يتميز رجل في مدرسة؛ لأن المديرة أنثى، والعكس صحيح، فعلاقة المرأة بالرجل في العمل غالباً ما تكون أفضل من النساء في العمل نتيجة الطاعة العمياء لها».

في لبنان: فتيات يفخرن بلغاتهن وجمالهن وثقافتهن
رغم أن نسبة النساء العاملات في السوق اللبنانية لا تتعدى الـ25 % فالأولوية دائماً في العمل للجنس اللطيف، حتى لو لم تمتلك الخبرة المطلوبة؟ والموضوع أثار شجون الشباب، ومنهم: محمد بيضون، طالب جامعي، الذي طالب فوراً أن تكون الأولوية لتوظيف الشباب؛ بسبب المسؤوليات الملقاة على عاتقهم، كأمور الزواج والمسكن. فيما يحمّس أحمد إبراهيم، موظف في شركة خاصة، الشباب للقيام بثورة تجاه الفتيات، ويتابع: «كم سمعنا من قصص وروايات تتحدّث عن علاقات عاطفية بين المدير والفتاة الموظّفة، وأحياناً أتمنى وأقول: ياليتني كنت فتاة، لوجدت وظيفة بسرعة قياسية».
لم تجد الفتيات أن كلام الشبان منطقي؛ لأنهن برأي زينة أشقر، موظفة، أكثر تكيفاً اجتماعياً مع الوظيفة، ويلبين متطلّباتها كما يطلب رب العمل، فيما ترى ستيفاني كرباج، موظفة، أن الفتاة أكثر ذكاء وأسرع بديهة، عدا عن جاذبيتها وشخصيتها المرنة، تعلّق: «قد تقبل براتب أقل من الشاب».

في فلسطين: هن سبب البطالة وحالات الطلاق!
تمييز غير منصف؛ لا بحق الرجال ولا النساء أنفسهن؛ لأن التعيين يكون للفتاة الأجمل، ومن يقوم بالتعيين حسب هذه النظرية؛ فهو برأي أحمد عرار، خريج جامعي، يبحث عمن يتغزل بجمالها، لا عن مؤهلاتها! فيما يحصر معاذ العمور، صحفي، هذه المشكلة في المؤسسات الخاصة،
أي وظائف تلك حتى يحصل التمييز، هو ما تطرحه إبتسام عوض الله، خريجة حاسوب عاطلة عن العمل، وتعلّق: «الواسطة والمحسوبية تلعبان دورهما لصالح الشاب أو الفتاة، أو لمن يدفع أكثر من تحت الطاولة».

في مصر: الجمال «كريدت» التمييز
التمييز في معاملة الفتيات والشباب، من أكثر المشكلات التي تؤثر سلبيا على سوق العمل حتى أن وائل شافعي عبد العزيز، رجل أعمال، تذكر كيف رغب بعد تخرجه في كلية التجارة في العمل في أحد البنوك، وخلال فترة الاختبارات؛ فوجئ بالمتقدمات الجميلات يحظين بالترحاب من قبل لجنة الاختبارات، يعلّق: «هذا دفعني لأستقل بحياتي العملية، وأعمل في المجال الحر».
تعترف لمياء يونس، مقدمة برامج إذاعية، أنها أكثر حظاً من زملائها الشباب، فمعايير الاختيار؛ كانت على أساس حجم الواسطة فيما يخص الفتيات، دون النظر مطلقاً لمؤهلاتهن!
وعندما التحقت شيماء علاء الجميل، بالإذاعة المصرية من خلال إعلان؛ تقدم إليه الآلاف من الشباب والشابات، كانت النتيجة لصالح الفتيات؛ لأن الصوت والصورة النسائية في العمل الإعلامي؛ يرجح اختيارها.

صراع
المديرة التنفيذية لبرنامج الأمان الأسري في السعودية، الدكتورة مها المنيف، تكشف أن نسبة الفتيات في العمل 75 %، بينما نسبة الشباب تصل إلى 25 %؛ لأن العمل يجذب الفتيات أكثر من الشباب، وتتابع: «تبدأ المشكلات حين تتزوج الفتاة وتنجب؛ وتبدأ بالتغيب عن عملها».
كشفت تقارير رسمية في الإمارات أن المرأة الإماراتية تشغل نحو 65 ٪ من وظائف القطاع الحكومي، بينما يحتل الرجل ما نسبته 35 %، ويعتبر الدكتور صباح عبدالرحمن، أستاذ علم الاجتماع في الإمارات، أنه ولايزال هناك مجالات متعددة بين الاثنين لحسم الصراع، حول من المفضل؟
حاجة السوق اللبنانية هي نسائية بامتياز، برأي مدير مركز الدراسات والمشاريع الإنمائية، الدكتور رياض طبّارة، فالفتاة أكثر إقناعاً، وتحقق أرباحاً أكبر، يتابع: «هنّ متعلّقات أكثر بعملهن بمعزل عن الراتب».
الراتب الأقل والإخلاص في العمل؛ هما السبب الأول في اختيار الفتاة وتفضيلها على الشاب برأي الأخصائي الاجتماعي، رافع مهنا، من فلسطين.

التزام
أجرت سيدتي استبياناً، في البلدان العربية الـ5 المشاركة في الملف، عن أهم الأسباب التي تدعو لاختيار الفتاة في العمل وكانت النتائج:
32 % الالتزام في مواعيد العمل.
29 % الدقة في العمل والحس الأعلى بالمسؤولية.
24 % الشكل الحسن واللباقة في التعامل.
15 % الراتب الأقل.