لا تتدخل بحميتي!


إذا كنتِ زوجة أو ابنة أو أختًا أو زميلة، ولكِ موقف من سلوك أقرب الرجال إليكِ، فهذه الصفحة لكِ، قولي كلمتكِ له، فالذكي من الإشارة يفهم... وعسى أن يكون رجلكِ ذكيًا!

الأخت:
ربما أنا المخطئة؛ لأنني أتحدث عن قراراتي في العلن، وبهذا أفسح المجال لتدخلات تزعجني! فها أنا الآن أصبحت مطاردة من قبل أخي سيف، وسؤاله الذي يتكرر في كل مرة بنغمة مختلفة، مرّة سؤال جاد، وأخرى باستخفاف وتهكّم، ومن جديد يعاود السؤال بأسلوب مستفز، ويبقى صدى سؤاله في أذني يتردد: «متى سيبدأ ريجيمك إن شاء الله؟!».
عندما أشتكي من أمر ما، وأشارك فيه بقية أفراد أسرتي، هذا لا يعني أن يعطوا لأنفسهم الصلاحية بمطاردتي ومحاصرتي والضغط عليّ بتنفيذ مخططاتي، فأنا لم أطلب دعمًا منهم، ولم أعلن عن رغبتي بالحصول على مساندتهم، والأهم من ذلك؛ لم أقل إني ضعيفة، ولا أستطيع تنفيذ قراري، فلماذا هذا الإلحاح من سيف؟
نعم وزني يضايقني، فهو أكثر من العادي، وقد قررت أن أبدأ باتباع حمية لتخفيف الوزن، وأنا هنا من تحدد وقت البداية وليس «سيف» أو أي شخص غيره. يجب أن أكون مستعدة نفسيًا ومعنويًا لهذه الخطوة، فلا أريد الخوض في التنفيذ وأنا غير جاهزة لأتقاعس بعدها وأتراجع!
أشعر بغضب وأنا أدوّن هذه التصريحات، فأنا أكره فكرة الشرح وإعطاء الأسباب والمسببات و... و... إنه أمر خاص بي جدًا، فلماذا كل هذا؟! صدقوني إنني لا أماطل، لكني كلما أقرر البدء، يكون الوقت غير مناسب، فتارة يكون قرب موعد الدورة الشهرية، وجسم المرأة في هذه الفترة يحتاج لمزيد من السكريات والمواد التي تمده بالطاقة، وتارة أخرى بعد انتهاء الدورة الشهرية، وهنا أكون بحاجة لتعويض ما فقدته وأستعيد توازني. هذا ببساطة قد يأخذ أسبوعين، ماذا بقي من الشهر؟ لسوء الحظ أحيانًا أصاب بوعكة صحية، وأحيانًا أخرى يكون لديّ التزام وبعض الضغوطات، بالإضافة إلى أنني لا أحب أن أبدأ منتصف الأسبوع، أريد أن تكون بداياتي أول الأسبوع؛ كي أتابع تطور الحمية.
كل هذه الأمور والأسباب، تخصني أنا وحدي، ولا تخص «سيف»، فلماذا يطاردني بالسؤال ويسمح لنفسه بأن يسخر مني ويتهمني بالمماطلة وضعف الإرادة! المشكلة الآن أنني بسبب إلحاحه أصبحت أعاند، فبتّ لا أريد البدء بالحمية؛ كي لا أنفذ له رغبته، ولا أمنحه الإحساس بأن إلحاحه قد أتى بنتيجة! أعلم أن هذا التفكير خاطئ، ويجب أن أفكر في نفسي، ولكن الموضوع تحوّل من «أنا والريجيم»، إلى «أنا وأخي والريجيم»!

تارة (27 عامًا – خريجة اقتصاد، ولا أعمل حاليًا)
على الفيسبوك كتبت: «استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان!».

شاركوا في تقديم اقتراحاتكم لـ«تارة» على «موقع سيدتي»


إذا كنت زوجًا أو أبًا أو أخًا أو زميلاً، وتواجه مشكلة في التعامل مع أقرب النساء في حياتك، فهذه الصفحة لك. قل كلمتك لها فالذكية من الإشارة تفهم... ولعلها تكون ذكية!

الأخ: كوني قوية الإرادة كي لا أتدخل!
هذه هي مشكلة أختي «تارة» منذ طفولتها ومراهقتها؛ تقرر وتخطط ولا تنفذ! وهي ليست الوحيدة، فهنالك الكثير من الناس الذين ينهجون هذا النهج، لذا تجدهم دائمًا يهرولون في مكانهم ولا يتطورون. لا يهمني بقية الناس، بل من يهمني هو أختي، التي تخسر صحتها وشبابها يومًا بعد الآخر.
كيف بإمكاني عدم التدخل ودفعها إلى البدء باتباع حمية جادة؛ كي تخسر وزنها الزائد، وأنا أراها تشتكي أمامي من مشاكل المعدة وحموضة في المريء وغيرهما؟ حتى وإن لم تشتكِ، كنت أيضًا سأتدخل، فهي أختي، وصحتها تهمني، وأحزن إن أصابها مرض أو مكروه، لا قدّر الله.
مشكلة «تارة» أنها لا تعي جدية وأهمية اتباع حمية وبأسرع وقت، وتتعلل في كل مرة بأعذار طفولية، فهل يعقل وهي بعمر السابعة والعشرين أن تقول إنها لا تستطيع بدء هذه الخطوة في منتصف الأسبوع، وتنتظر لبداية الأسبوع الذي يليه!! ما هذه الأفكار؟ ذكّرتها عندما اتخذت قرار الامتناع عن التدخين، كان في اللحظة، كنت جالسًا والسيجارة في يدي وشعرت بتفاهة وضعي وتعلقي بهذه السموم، قمت بإطفائها ونهضت، وانتهى في لحظتها مسلسل التدخين من حياتي إلى الأبد!
الأمر لا يحتاج إلى بداية أسبوع وشهر، ولا يتقيد بالتزام وضغوط، هو مجرد طعام يدخل الفم ويملأ المعدة؛ ليمدنا بالطاقة التي نحتاجها للقيام بمهامنا اليومية، الأمر بسيط جدًا، فقط تغيير نوعية الطعام والتقليل من كميته، وانتهى الموضوع.
لماذا هذا التطويل والمماطلة؟ ولماذا هذا الانزعاج والتحسس من أسئلتي؟ بدلاً من أن تشكرني «تارة» على مساندتي لها وتشجيعها على البدء بهذه الخطوة!
صدقوني، ما كنت لأتدخل لو كانت هي قوية الإرادة وبالذات بتغيير نمط طعامها وحياتها، لن أتدخل إن عرفت كيف تمسك بزمام الأمور، ولكن صحتها تهمني، ولا أستطيع التغاضي وهي تشتكي أمامي.
«تارة» فتاة جميلة، وشخصيتها لطيفة جدًا، ويحزنني أيضًا عدم زواجها للآن، وأنا بصراحة الأمر مقتنع بأن وزنها قد يكون السبب، ولكن لا أنوّه بذلك أبدًا، فأنا أريدها أن تعتني بصحتها وتنقص وزنها لها، وليس إرضاء لغيرها، أو لجذب العرسان. أتمنى أن تقدّر حرصي وخوفي عليها، وإلحاحي نابع من محبتي، فبالنهاية هي التي سوف تستفيد، ولست أنا.

سيف (30 عامًا – مهندس بترول)
ليس لديّ حساب على مواقع التواصل الاجتماعي

شاركوا في تقديم اقتراحاتكم لـ«سيف» على «موقع سيدتي».