جرائم بشعة حدثت في الزمن الجميل

كثيراً ما نسمع عبارة الزمن الجميل، أو أيام الطيبين، تلك الأيام التي باتت من الماضي، وذهبت بلا رجعة، تاركة لنا أطلالاً، وذكريات بحلوها ومرها، يفتش فيها بعضهم أحياناً، ظناً منهم بأن ذاك الزمن كان زمناً بريئاً للغاية، وهادئاً، ويتَّسم بالسلام والأمان، لكن هل كان ذاك الزمن جميلاً، وآمناً بالفعل؟ حقيقةً إذا فتَّشنا فيه فسنجد جرائم بشعة ارتكبت لا يمكن لأحد أن يصدقها:

مقصلة سانت بيير:

في الأول من ديسمبر عام 1888، دخل صيادان في حالة سُكرٍ، وهما نيل وصديقه لويس أوليفييه، وقاما بكسر مقصورات القوارب، حيث كانا يعتقدان أنها فارغة، ولسوء حظهما، كان هناك قبطان في أحد القوارب، وحاول الدفاع عن نفسه، فقاما بطعنه حتى الموت، ثم حاولا إخفاء جريمتهما بتمزيق الجثة، لكنهما سرعان ما اعتُقلا، وحكم على نيل بالإعدام، وعلى صديقه بعشر سنوات من الأشغال الشاقة.
لم تنتهِ القصة هنا، فقد كان القانون ينص على الإعدام بالمقصلة، ولم يكن في سانت بيير واحدة منها، لذا قاموا بشراء مقصلة من فرنسا، ولسوء حظ نيل كُسِرَت المقصلة، فكانت عملية إعدامه شنيعة لأن الشفرة لم تكن حادة.

ريا وسكينة:

بين عامي 1920 – 1921، قامت شقيقتان مصريتان، تعدان من أشهر السفاحين في مصر، بتكوين عصابة لخطف النساء وقتلهن من أجل السرقة، ما تسبَّب في حالة ذعر في منطقة الإسكندرية، وتم إلقاء القبض عليهما، وتوجيه تهمة القتل العمد لـ 17 سيدة إليهما، وإدانتهما من قِبل المحكمة، وإعدامهما في 21 و22 ديسمبر 1921. وريا وسكينة أول سيدتين يتم تنفيذ حكم الإعدام فيهما في العصر الحديث.

عصابة بوليت:

في بداية القرن العشرين، قامت فرنسا بتطبيق قانونٍ لوقف عقوبة الإعدام، لكن كانت هناك عصابة تدعى بوليت ترتكب جرائم شنيعة، لذا طالب الشعب الفرنسي بضرورة تطبيق حكم الإعدام على أفرادها، فقد كانت العصابة تقوم بالاعتداء والسطو والقتل، واعترف أبيل بوليت بشيء من الغبطة والتفاخر بقتله زوجين مسنين وابنتهما البالغة من العمر 55 عاماً في قريةٍ، وبسبب جرائمهم الشنيعة تم إعدام ثلاثة من أفراد العصابة في 11 يناير 1909.

جاك السفاح:

جاك السفاح هو الاسم الأشهر الذي أطلق على قاتل متسلسل مجهول الهوية، كان نشطاً في المناطق الفقيرة جداً في منطقة وايت تشابل وما حولها في لندن عام 1888. وقد نشأ هذا الاسم من رسالة، كتبها شخص يدعي أنه القاتل. شملت الجرائم المنسوبة إلى جاك السفاح إزالة الأعضاء الداخلية من ضحاياه، وقطع حناجرها قبل القيام بتشويه بطونها، ولا يُعرف يقيناً عدد الضحايا الذين قام بقتلهم شخص واحد بسبب العدد الكبير من الجرائم.
بعد اطلاعك على تلك الجرائم الشنيعة هل لاتزال تعتقد أن الزمن الماضي يستحق لقب الزمن الجميل على الرغم مما شهده من جرائم مروِّعة وحروب عالمية مدمرة؟