"حوار حول الموسيقى" في فنون الرياض

جانب من الحضور
الفنان خالد الشامي أثناء عزفه لمقطع موسيقي
الفنان خالد الشامي أثناء الندوة
الناقد الفني يحيى مفرح زريقان أثناء الندوة
الفنان والباحث الموسيقي فاضل التركي أثناء الندوة
6 صور
أقيمت من خلال ملتقى "جسور ثقافية" الذي ينظمه فرع جمعية الثقافة والفنون في الرياض، ندوة بعنوان "حوار حول الموسيقى.. أسئلة وأجوبة عن الموسيقى"، أعدَّها وقدمها نخبة من المهتمين بالموسيقى، هم الناقد الفني يحيى مفرح زريقان، والفنان خالد الشامي، والفنان والباحث الموسيقي فاضل التركي.
وبدأ زريقان الندوة بتأبين الراحل الموسيقار سراج عمر، وعرض سيرة حياته، حيث بيَّن أنه ينحدر من أسرة فنية من ناحية الأب والأم، وأنه بدأ حياته عازفاً للكمان متأثراً بجيله من الرواد، مثل محمد علي سندي، ومحمود حلواني، وفوزي محسون، وارتبط بصداقة كبيرة مع الفنان محمد عبده، بدأت بأغنية "يا حبيبي أنستنا"، ومع الفنان طلال مداح عام 1972 في الرياض وتحديداً في بيت بالفقيه، حيث انطلقت أغنية "ما تقول لنا صاحب"، وفي اليوم الثاني غنَّاها على مسرح التلفزيون، ليُعلن عن مولد سراج عمر الملحن.
كما أنه عضو مؤسِّس في جمعية الثقافة والفنون في بداية تأسيس الجمعية، وعضو مؤسِّس لاتحاد الفنانين العرب، ونائب لرئيس اتحاد الموسيقيين العرب، وأول فنان سعودي عضو في جمعية المؤلفين والملحنين في باريس.
بعدها قدم الشامي ورقته التي تناولت "الفلاسفة والموسيقى"، وآراءهم الخالدة، حيث عرَّف بالموسيقى، وذكر مقولات للفلاسفة, بدأها ببيتهوفن، الذي قال: يجب أن تبعث الموسيقى النار من فكر البشر.
ونقل عن جبران وصفه لها: بأنها جسم من الحشاشة لها روح من النفس وعقل من القلب.
فيما نقل عن نيتشه: إن الحياة دون موسيقى ستكون مجرد خطأ.
وديكارت الذي قال: الموسيقى، هي الفن الوحيد الذي يتحد مع الدين اتحاداً وثيقاً.
كما نقل عن أينشتاين قوله: لو لم أكن فيزيائياً من المحتمل أنني كنت سأصبح موسيقياً. غالباً ما أفكر بالموسيقى، أحلام اليقظة لدي الموسيقى، وأنظر إلى حياتي بدلالة الموسيقى. أجمل أوقاتي هي تلك التي أقضيها في العزف على الكمان.
وبيَّن الشامي أنه قد يتوصل بالألحان الحسان إلى خير الدنيا, فمن ذلك أنها تبعث على مكارم الأخلاق، ومن اصطناع المعروف، وصلة الأرحام، والابتعاد عن الأعراض، والتجاوز عن الذنوب, وهو ما جاء في العقد الفريد لابن عبد ربه الأندلسي. وختم بمقولات مقتبسة من مجلات علمية.
بينما قال يحيى مفرح: إن الموسيقى نهر من الحياة يعيش على ضفتيه البشر.
أما التركي فبدأ ورقته بالقول: إن الموسيقى ليست مجرد تسلية، ولو كانت كذلك لما اشتقنا إلى العودة لمعايشة الخبرة والتجربة نفسها من جديد، فتعود جديدة في كل مرة نسمعها، وتعود وتفيض علينا معايشة جديدة. الموسيقى أبعد من أن تكون مجرد تسلية، وقد وُضِعت لها النظريات والمعارف محاولةً لتوصيفها، وبيان سر سحرها الآسر. وأضاف أن الموسيقى أكبر بكثير من وصفها بذلك، فهي أرفع وحياً مما تلهم الفلسفة والحكمة، كما قال بيتهوفن.
وتحدث عن لعبة الذاكرة، وكيف تأخذنا الموسيقى إلى عالم خاص، وتجربة يضعها المؤلف، أو الملحن، أو المؤدي، فتكون تجربة ومعايشة وذاكرة للمؤلف والملحن والعازف والمؤدي والمستمع، تتبدَّل في كل مرة تُؤدى، وكل مرة تُسمع، ويكون لكل فرد من المستمتعين عالمه الخاص معها حال الاستماع.
وقال: إن تجربة الموسيقى أبعد بكثير من مجرد تمضية وقت، وما يميز الموسيقى العظيمة اليوم أن كماً هائلاً منها يتوفر بين أيدينا، ومهما حاولنا أن نفلسفها ونتذوقها تبقى في النهاية تجربة ومعايشة وتجلياً مثل ما تفعل الرياضيات والفن والأدب وكل رفيع من المتعة النفسية والعقلية، لكن في شكل آخر تنفرد به الموسيقى وحدها.
ثم قدم المشاركون بعض المقطوعات الموسيقية التي لاقت استحسان الحضور، كما كانت هناك مداخلات عدة.
بعد ذلك أوضح المشرف على ملتقى "جسور ثقافية" صالح الخليفة، أن الملتقى يقدم منتجاً جديداً تحت مسمَّى "حوار حول الموسيقى" ليكون منصة دائمة للموسيقى والثقافة والفكر الموسيقي ما بين المهتمين والموسيقيين والأكاديميين والمجتمع والجمهور, برعاية ودعم من فرع جمعية الثقافة والفنون في الرياض.