مريضة بالسرطان خرجت من السجن وعادت إليه

أدلت العقيد جميلة صويلح مديرة سجن النّساء بـ«منّوبة» المتاخمة لتونس العاصمة بشهادة أمام وفد برلماني نسائي زار هذا السّجن، وضمّ عدداً من عضوات لجنة شؤون المرأة والأسرة والطفولة والشباب والمسنين بمجلس الشّعب "البرلمان"، شهادة مؤثرة تروي قصة امرأة عادت إلى سجنها، فكيف ذلك؟

جاء في شهادتها المؤثّرة ـ وفق وكالة تونس أفريقيا للأنباء ـ قولها:«لم أنس مشهد إحدى المسرّحات من السجن بعد انتهاء عقوبتها وهي مصابة بمرض السرطان، حين عادت لتطرق باب السّجن وتطلب العودة إلى الزنزانة لأن عائلتها رفضتها ولم تجد من يؤويها»، هذا المشهد المؤلم علق بذاكرة مديرة سجن النّساء وهي ترويه أمام الوفد البرلماني.

معاناة
بتأثر عميق حول ما علق ببالها من ظروف مماثلة لسجينات من مختلف الأعمار قضين عقوباتهن، روت مديرة السجن معاناة المرأة أو الفتاة السّجينة والتّي تغادر عادة السّجن بخطوات مثقلة؛ خوفاً من حرية مكبّلة، ورعب من معاناة جديدة من الأهل والمجتمع، ويكون وقعها أشد بأساً من السجّان والقضبان والذل والحرمان، وفق ما جاء في تقرير وكالة تونس أفريقيا للأنباء.

سجن كبير
إنّ السجينات المسرّحات واللاتي أنهين فترة عقابهن يتخلّصن من سجن صغير ليدخلن سجناً أكبر لدى ذويهن ومحيطهن ومجتمعهن الذي لا يغفر لهن زلّة أقدامهن، حتى بعد الحصول على حكم البراءة، ليواجهن من جديد، معاناة قاسية وتتضاعف عقوباتهن التي قد تنتهي بهن إلى ارتكاب جرائم وجنح جديدة تعيدهن إلى درب الإنحراف.

مراكز لإيواء السّجينات
اعتبرت العقيد صويلح أنّ من أولويّات ملفّ المرأة السّجينة، الإسراع بتخصيص مراكز إيواء للسجينات المسرّحات اللواتي خرجن من السجن، وأنهين عقوبتهن وترفض عائلاتهن تسلّمهن وإيوائهنّ، وذلك لتأمين مأوى لهن، وإعادة تأهيلهن، إلى حين يصبحن قادرات على الاعتماد على أنفسهن، وسجن النساء بـ«منوبة» يضم ّ343 سجينة، منهن 218 موقوفة و8 من جنسيات أجنبية.