اختلاف الأجيال والمفاهيم واللغة المشتركة بين الآباء والأبناء خاصة في فترة المراهقة، ينتج عنها العديد من اختلاف وجهات النظر، الأب يرى أنَّه على حق ويرغب بأن يحمي ابنه من الوقوع في أخطاء ربما وقع هو فيها من قبل،أو يرى أنَّها أخطاء من وجهة نظره، بينما يعتقد الابن أنَّ والده بأسلوبه هذا يريد أن يسلبه حريته، أو جعله نسخة مكررة منه. فكلا الطرفين يرى أنَّه على صواب.

«سيدتي نت» تطرح الموضوع على الدكتورة نادية نصير، الاستشاريَّة الأسريَّة والنفسيَّة، لتطلعنا كيف يفكر الأب والابن المراهق، وكيف ينظر كل منهما للآخر.

نقاط استفهام لدى المراهق تجاه والديه:

ـ أموري الشخصيَّة: أبي يتدخل في كل أموري الشخصيَّة، وفي كل قراراتي واختياراتي بدعوى قلة الخبرة.

ـ أسراري: لا أفهم معنى رغبة أبي في معرفة كل أسراري، فهو يريد أن يستمع إلى مكالماتي ويحاصرني بالأسئلة عن أصدقائي.

ـ أسئلة المحقق: أبي يلاحقني بالأسئلة مع من تتكلم؟ لماذا الحديث طويل؟ يكف يأن تقول ما لديك في دقيقة، من هو المتكلم؟ لا داعي لتطويل المكالمة، لأنَّ هذا يكلفني الكثير، ولماذا تخفض صوتك وأنت تتحدث، ولماذا تذهب بعيداً عنا؟

أصدقائي: أما اختيار أصدقائي فيخضع للرقابة أيضاً وأسمع كلاماً كثيراً مثل هذا ولد تافه والآخر يضيع وقته في أشياء تافهة، وهذا صديق ليس من مستواك.

ـ ملابسي: اختيار ملابسي كثيراً ما يؤدي إلى معارك كلاميَّة، فهو يريد أن ألبس ما يعجبه، وأبدو أمام أصدقائي متخلفاً،لأنَّ ما يختاره لا يمت لجيلي بأي صلة.

ـ وقتي: هناك مشكلة في طريقة تنظيم وقتي، فوالدي يتوقع مني أن أذاكر وأدرس لمدة أربع وعشرين ساعة من دون أن أخرج أو أمارس رياضة أو أقابل أحداً أو أشاهد برنامجاً. فكل هواية أو فترة راحة تعتبر من وجهة نظره مضيعة للوقت.

ـ الاعتذار لي: إذا شرحت لوالدي موقفاً واتضح أنني على حق لا يعتذر لي أبداً ولا يعترف بالخطأ.

ـ الطامة الكبرى مصروفي: إذا طلبت زيادة يقول المقولة المشهورة لدى الآباء «أحمد ربك وأنا في مثل سنك لم أحصل إلا على ريالين في اليوم» وكأنه لا يعرف أسعار هذه الأيام.

وترى الدكتورة نادية نصير أنَّ المراهق يحتاج إلى من يتفهم حالته النفسيَّة، ويراعي احتياجات نموه من جميع النواحي الاجتماعيَّة والنفسيَّة والعقليَّة، وهو بحاجة إلى أبٍ صديق ناضج يجيب عن تساؤلاته بتفهم وتعقل، أبٍ صديق يستمع إليه حتى النهاية من دون مقاطعة أو سخرية أو حكم على تفكيره.

فالمراهق لا يحب السلطويَّة من الأب، بل المناقشة وإعطاؤه الحق أن يقول ما يريد، وإقناعه بالحجة والدليل حتى ينفذ ما تريد.ولا بأس بأنَّ يعتذر الآباء للأبناء فهذا لا يفقدهم قيمتهم أو يهز من شخصيتهم أمام أبنائهم. كما يجب على الآباء إعطاء الحريَّة للمراهق كأنَّه يعلمه السباحة بحيث لا يتعدى مسافة معينة ويقف هو على الشاطئ ليتدخل عند اللزوم ولا مانع أن ينجح الأبناء مرة ويفشلوا أخرى حتى يجيدوا السباحة في النهاية.والابتعاد عن المقارنة بينه وبين إخوته أو أصدقائه؛ لأنَّ مرحلة المراهقة تختلف من شخص وآخر نظراً لوجود فروق فرديَّة بين المراهقين،خصوصاً في النضج الانفعالي. وأخيراً ليكن شعارك أيَّها الأب بالصداقة والمحبة نستطيع بناء جسور ايجابيَّة مع أبنائنا المراهقين، فبالحب نصنع المعجزات.