لاعب عراقي يخفي خبر وفاة ابنته ليخوض مباراة مهمة

زملاء الحارس علاء أحمد يواسونه بعد انتهاء المباراة
الحزن الذي أصاب علاء ورفاقه بسبب الخبر
دموع علاء أحمد
جانب من صور الحارس العراقي بعد انتهاء المباراة
بكاء الحارس علاء أحمد عقب انتهاء المبارة
5 صور

العديد من الظروف الصعبة والامتحانات القاسية التي تضعنا الحياة أمامها، يظهر من خلالها مدى صلابة إرادتنا وقوة جأشنا، وكيف لنا أن نتعامل مع هذه الظروف، ولأن كرة القدم كما يقال "ليست مجرد لعبة"، أثبت علاء أحمد، حارس مرمى فريق "نفط ميسان" العراقي، أنه لديه رباطة جأش وإرادة عظيمتين، تفاعل معها جميع رواد مواقع التواصل الإجتماعي في العالم.

وفي التفاصيل، أن حارس المرمى العراقي علاء أحمد، البالغ من العمر 21 عاماً، اعترف بعد نهاية المباراة التي جمعت فريقه مع فريق "الشرطة" في الدوري العراقي لكرة القدم، أنه تلقى خبر وفاة ابنته الصغيرة حديثة الولادة بعد 5 أيام فقط من ولادتها، جراء مضاعفات حدثت لها إثر عملية الولادة الصعبة، وكان ذلك قبل بدء المباراة بساعات قليلة، لكنه طلب من عائلته أن لا يقوموا بنشر خبر الوفاة في الوقت الحالي، وفي الوقت نفسه، رفض أحمد إخبار مدربه وزملائه في الفريق عمّا حدث، لتأكده بأنهم لن يسمحوا له بالمشاركة في المباراة، ويقول حارس المرمى العراقي "تحاملت على نفسي كثيراً لأخوض هذه المباراة المهمة".

ويشير الحارس الشاب علاء أحمد، لإحدى وسائل الإعلام المحلية في العراق، إلى أنه كان ينتظر هذه المباراة ضد فريق "الشرطة" بفارغ الصبر، وذلك لأنه فريق له جماهيرية كبيرة، ويضم في صفوفه العديد من اللاعبين الذين يلعبون في المنتخب العراقي الأول، ويؤكد أنه كان يريد إثبات جدارته لجميع الجماهير أمام هذا الفريق.

ويتابع أحمد، أنه بعد انتهاء المباراة، التي قدم خلاها أداءاً مُبهراً، حيث انتهت بالتعادل الإيجابي بين الفريقين، انتابته مشاعر غريبة، وبدأ يجهش بالبكاء كثيراً، الأمر الذي لفت إليه مدربه وجميع زملائه في الفريق، الذين كانوا على الرغم من سعادتهم بنتيجة المباراة، إلا أنهم لم يتوقعوا أن تكون ردة فعله بهذا الشكل.

وأضاف الحارس الشاب، أنه حين أخبرهم بما حدث قبل المباراة بساعات فقط، وأن ابنته الوليدة الجديدة قد توفيت قبل بدء المباراة، وأنه تحامل على نفسه كثيراً حتى يخوضها كاملة، تحولت كل مشاعر الفرح والسعادة بالنتيجة التي حققوها، إلى حالة من الحزن الكبير، وأن رفاقه في الفريق، بدأوا يقدمون له المواساة، ويحاولون تخفيف وطأة ما حدث عنه.

ولم يلبث هذا الخبر حتى انتشر بشكل واسع عبر الوكالات الإخبارية ومواقع التواصل الإجتماعي في العراق كله، حتى وصل الأمر إلى انتشاره على مستوى العالم أيضاً، حيث تحدثت عنه الكثير من وسائل الإعلام العالمية، وعن ما قام به علاء أحمد في سبيل اللعب في المباراة لإثبات جدارته، وعدم وضع فريقه بموقف صعب في مباراة مهمة كهذه.

وانتشرت صور اللاعب وهو يجهش بالبكاء على العديد من المنصات الإجتماعية ووكالات الأخبار العالمية، والتي بسببها نال تعاطفاً كبيراً، وتقديراً له على قدرته التي أبداها في التغلب على آلامه جراء خبر وفاة طفلته الصغيرة، لصالح الفريق الي يلعب له ويحمل ألوانه، واعتبروا أن ما فعله أحمد يعبر عن تفكيره الجماعي الذي لا تشوبه الفردية أو الأنانية على الرغم من صعوبة ما كان يمر به.

وفي تصريح للحكم الدولي العراقي صباح عبد، الذي كان أحد أفراد طاقم التحكيم الذي أدار هذه المباراة، قال بإن الحارس علاء أحمد "قدم مستوى مذهلاً، وبدا أنه أراد أن يحقق شيئاً في المباراة، وفعلا أثار استغرابنا فور انتهاء المباراة ببكائه".