آفاق السياحة الثقافية في المملكة" في فنون الرياض

الدكتور بدر بن عادل الفقير و الأستاذ الدكتور سعيد فايز السعيد
الدكتور بدر بن عادل الفقير، أستاذ قسم الجغرافيا في كلية الآداب بجامعة الملك سعود
جانب من الحضور
4 صور
من خلال محاضرة بعنوان "آفاق السياحة الثقافية في المملكة العربية السعودية.. النقوش والرسوم الصخرية أنموذجاً"، التي قدمها الدكتور بدر بن عادل الفقير، أستاذ قسم الجغرافيا في كلية الآداب بجامعة الملك سعود، وأدارها الأستاذ الدكتور سعيد فايز السعيد، كشف الفقير، أن الساعة الرملية النبطية، سرقها الأتراك من الحجر، وعرضوها في إسطنبول.
جاء ذلك ضمن ما سرده من معلومات قيِّمة خلال ملتقى "رواق فنون"، بتنظيم من فرع جمعية الثقافة والفنون في الرياض، وإشراف من الدكتور صالح الزهراني.
وبدأ الدكتور الفقير محاضرته موضحاً أن النظرة إلى السعودية ظلت لفترة طويلة على أنها منطقة لم يتم اكتشافها، خاصة فيما يتعلق بتاريخها القديم، فالفكرة السائدة أن الثقافات نمت وتطورت حول أودية الأنهار في بلاد الرافدين ومصر، وعلى سواحل بلاد الشام، لكن عندما بدأت البحوث في الغوص بعيداً، تم توثيق عديد من السجلات الأثرية الأحفورية التي بيَّنت بجلاء أن السعودية تمتعت بتراث ثقافي غاية في الثراء.
وعرض الفقير نماذج لإحدى أكبر ثرواتها الأثرية المتكونة من آلاف النقوش والرسوم الصخرية التي تزين بيئاتها الطبيعية كافة باستخدام المنهج التحليلي للرسوم الصخرية بوصفها منتجاً فنياً تشكيلياً بقي في المكان والسياق نفسه، واحتفظ بجميع محتوياته طوال آلاف السنين، كما استعان بوسائل الإيضاح التي بلغت نحو200 خريطة ولوحة فوتوغرافية.
وضمت المحاضرة ثلاثة محاور رئيسة، يتقدمها رسم ملامح المسرح الجغرافي بموقعه وتضاريسه ومناخه، وكيف كرَّست جزيرة العرب بوصفها إحدى مناطق نشوء وترعرع الثقافات في العالم القديم منذ عصور ما قبل التاريخ وعبر العصور التاريخية، وقدَّم المحور الثاني موجزاً للعناصر الجوهرية للتراث الثقافي للسعودية منذ العصر الحجري القديم الأسفل، مروراً بعصر الممالك العربية القديمة والوسيطة، ثم العصر الإسلامي والعصر الحديث، بالتركيز على الأدوات الحجرية، والعمارة، واللغات والكتابات، والآثار التي عثر عليها من تماثيل، ومجوهرات، ومجامر، ومزاول شمسية، والإشارة إلى التراث الشعبي من العمارة التقليدية، والصناعات الحرفية، والأطباق الشعبية، والفلكلور، وألقى المحور الثالث الضوء بالتفصيل على النقوش والرسوم الصخرية عبر تحديد المواقع الرئيسة للرسوم الصخرية، وتاريخ وتطور الرسوم الصخرية وعلاقتها ببزوغ فجر الكتابة، وتحليل توثيق الرسوم الصخرية للملامح الثقافية للمجتمع العربي القديم في نشاطاته اليومية المتعددة مثل العبادة، والعزف والرقص، والترفيه، والمبارزة والقتال، مع تفاصيل دقيقة للأزياء والأحذية وتسريحات الشعر، ونشاطاته الاقتصادية مثل الصيد، والرعي، والزراعة، والنقل وغيرها، مع تحليل لأساليب تنفيذ الرسوم من حفر ونقر، وحك وتهشير، واستخدام للألوان، هكذا تم فك شفرة إبداعات الفنانين العرب القدامى في رحلة الماضي التي استغرقت 12 ألف سنة خلت.
وأوضح أن أراضي السعودية كانت مقراً وممراً لعديد من الثقافات المحلية في عصور ما قبل التاريخ والعصور التاريخية، ووجود افتراض أن الرسوم الصخرية كانت الإرهاصات الأولى لاختراع الأبجدية، وعلى نجاحها الجوهري في توثيق أدق تفاصيل حياة المجتمعات العربية القديمة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، وأن المجتمع العربي القديم في السعودية شارك بثلاثة اختراعات غيَّرت وجه الحضارة البشرية، وهي الزراعة والأبجدية والعجلة.
ودعت المحاضرة إلى مجموعة من التوصيات، منها:
الضرورة القصوى لإنقاذ تجمعات النقوش والرسوم الصخرية بحمايتها من التخريب.
العمل على إنجاز موسوعة تفصيلية لها تتضمن تحديد مواقعها وتصنيف مواضيعها.
تحليل المدارس الفنية التشكيلية على أن يتولى المهمة فريق علمي من الجغرافيين والآثاريين والفنانين التشكيليين.
يذكر أن الدكتور بدر الفقير، هو صاحب تسعة كتب، و14 بحثاً باللغة العربية، وأربعة أبحاث باللغة الانجليزية في مختلف الفنون الجغرافية "الحضرية, السياسية, السياحية والتاريخية"، كما أن له ثلاثة مواقع على الإنترنت: الموقع الأكاديمي, الموقع الشخصي, وموقع الطبيعة والآثار في محافظة العلا: جوهرة سياحية باللغتين العربية والإنجليزية، وهو عضو في عديد من الجمعيات العلمية الوطنية والدولية، ومتعاون مع عديد من مؤسسات المجتمع المدني، وعضو في لجنة تطوير السياحة الجيولوجية بالهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وفاز بجائزة الملك عبدالعزيز للكتاب في دورتها الأولى عام 1435هـ، في فرع الدراسات المتعلقة بجغرافية السعودية من دارة الملك عبدالعزيز عن كتاب "الموارد السياحية في المملكة العربية السعودية.. التوزيع والخصائص"، كما فاز بجائزة الملك عبدالعزيز للكتاب مع مجموعة من المؤلفين في دورتها الأولى عام 1435هـ، في فرع الدراسات المتعلقة بآثار السعودية من دارة الملك عبدالعزيز عن كتاب: "كنوز من دادان".