هادية طاجيك.. أول وزيرة مسلمة في تاريخ النرويج

5 صور

في بلد تتصاعد فيه التيارات اليمينية المتطرفة والمعادية للإسلام، يقع الاختيار عليها؛ لتناضل من أجل التنوع الثقافي بانتمائها الديني أولاً، وبأفكارها وحماسها اللذين دفعاها لتثبت جدارتها في تولي هذا المنصب رغم صغر سنها، فقد لمع نجم «هادية طاجيك» وزيرة الثقافة في النرويج منذ سنوات مبكرة؛ لتشارك في العديد من الأنشطة والأعمال التي تشبه توجهها الحر، وروحها المناضلة؛ من أجل رفع راية التعددية الثقافية والعقائدية، واحترام مبادئ الإنسانية أولاً من خلال تقبل الآخر واحترام اختلافه.

هادية في سطور
ولدت القانونية والصحفية هادية طاجيك، باكستانية الأصل، في الثامن عشر من يوليو عام 1983، ببلدة صغيرة تابعة لمقاطعة ستراند بالنرويج، وبهذا تعد الأصغر أيضاً ضمن أعضاء الحكومة الحالية، إذ تبلغ من العمر 29 عاماً فقط.
أنهت طاجيك دراستها الابتدائية، وأكملت دراستها بالمدرسة العليا التي تخرجت فيها عام 2001، ثم توجهت للمملكة المتحدة لدراسة حقوق الإنسان بجامعة كينجستون بين عامي 2004 و2005، ثم حصلت على بكالوريوس الصحافة من جامعة «ستافينجار» بالنرويج، وبعدها توجهت لدراسة القانون بجامعة أوسلو، وحصلت على الماجستير في القانون عام 2012 الجاري.

العمل السياسي
عرفت طاجيك بالنشاط السياسي منذ سن مبكرة، فكانت من قادة حركة العمال الشباب بين عامي 1999 و2002، كما عملت كمستشار سياسي لوزير العدل النرويجي بين عامي 2008 و2009، وأصبحت ضمن مجموعة ما يعرف بـ«علاقات الحجاب» بالوزارة التي كان من أحد أبرز قراراتها أنها منحت الحق للشرطيات النساء في ارتداء الحجاب أثناء العمل.

مقاعد آمنة
يذكر أن طاجيك كانت قد انتخبت في 14 سبتمبر عام 2009 كعضو في البرلمان النرويجي عن حزب العمل عن العاصمة النرويجية أوسلو، بعد وضعها ضمن المرشحين على قائمة المقاعد الستة الآمنة لحزب العمل، وهي مقاعد مضمون وصول من يترشح لها عن الحزب.
وفي 19 من سبتمبر الماضي، أعلنت طاجيك عن نيتها للترشح للانتخابات مرة أخرى، إلا أن المفاجأة جاءت باختيارها وزيرة للثقافة في التعديل الوزاري الجديد لتكون خلفًا لـ«أنيكين هوتيفيلد» الذي أصبح وزيراً للعمل، وقد تفاجأ الجميع بأن يقع اختيار «جينيس شتولينبرج» رئيس الوزراء على طاجيك كسابقة تعتبر الأولى في تاريخ النرويج أن يتم اختيار فتاة مسلمة؛ لتدخل المجلس الوزاري.

أهداف مستقبلية
أعلنت الوزيرة عن برنامجها في الأشهر المقبلة، والذي قالت إنه سيراعي التنوع الثقافي في المجتمع، الذي أصبح جزءاً من حياة النرويجيين اليومية. وتعترف «طاجيك» بالسياسات التعددية الثقافية، وبالتنوع المجتمعي، كما تسعى لدمجه ضمن إطار المجتمع الأكبر، وحماية حقوق الأقليات المتنوعة ثقافياً وعرقياً، وتعمل على وضع قوانين تعترف مثلاً بحق المسلمين في ارتداء الحجاب في الأماكن العامة، وحق الهندوس السيخ في ارتداء العمامة أثناء قيادة الدراجات البخارية، ولكن تلك السياسات لم تمر دون معارضة، فبعض الجماعات المتطرفة، ومن بينها جماعات «النازيون الجدد» يرفضون تلك الإجراءات التي تقنن وضع الأقليات، وذوي الثقافات المختلفة داخل المجتمعات الأوروبية، وتعتبره تعدياً على نقاء العرق الأوروبي.