جارنا وطلباته التي لا تنتهي

إذا كنتِ زوجة أو ابنة أو أختًا أو زميلة، ولكِ موقف من سلوك أقرب الرجال إليكِ، فهذه الصفحة لكِ. قولي كلمتك له، فالذكي من الإشارة يفهم... وعسى أن يكون رجلك ذكيًا!

الجارة:
ما ذنبي إن كنت زوجة طبيب؟ الكل يطلبه للمساعدة، جميل.. مساعدة الناس وتقديم العون لهم نعمة، وثوابها كبير، ولكن لكل شيء حده، ولا يعني مساعدتي لك أنك ستجعلني مُحتكَرًا من قبلك! هذا هو جارنا ياسين، الذي ما إن علم أن زوجي طبيب، بعد أسبوع من انتقالنا إلى العمارة التي يسكن بها، حتى بدأ يرتاد على منزلنا، وكأننا عيادة تفتح أبوابها أربعًا وعشرين ساعة في اليوم!
نعم، لا أبالغ، ففي البداية كان يشكو من آلام في معدته، ونصحه زوجي أحمد بمراجعة أخصائي باطنية؛ لعمل التحاليل اللازمة، وكذلك اقترح عليه بعض الأدوية. ولكن الجار ياسين قرر أن يعين زوجي مستشاره الخاص، ليس فقط له، بل لكل أفراد أسرته!
أحيانًا يطرق الباب ونحن نتناول طعام الغداء، جالبًا ابنه الصغير ليفحصه أحمد، ومرة ونحن على وشك الخروج، اصطحب والدته التي كانت في زيارة له، لكي يرى أحمد أدوية الضغط والقلب التي تستخدمها، وطبعًا امرأة كبيرة في السن جلست وفتحت الأحاديث، وتأخرنا عن موعد خروجنا لأكثر من ساعة! والمزعج من هذا أنه قد يتصل في الصباح الباكر ليسأل أحمد عن أمر طبي، قبل أن يغادر أحمد المنزل لعمله.
أصبحت لا أطيق هذا الوضع، وبما أن أحمد خجول ولا يتصرف ويقول شيئًا، فقررت أنا الإمساك بزمام الأمور، لذا كلما اتصل جارنا، اعتذرت منه بأن أحمد نائم، أحمد في الحمام، أحمد لديه مكالمة عمل مهمة. ماذا عليَّ أن أفعل وأنا أرى حياتنا تتنغص بسبب هذا الجار، هل يعني أن كل زوجة طبيب تعاني من نفس المشكلة؟ إنها مشكلة الناس وقلّة ذوقهم، فهم لا يفكرون في أن هذا الطبيب بشر مثلهم، ولديه وقت للراحة والاسترخاء بعيدًا عن عمله، فهو لا يقضي يومه كله في العمل والمرض والأدوية! أين حياته الأسرية وأحاديثه مع الناس بعيدًا عن الطب؟!
قليل من التفكير والإحساس مطلوب، وحقًا اقترحت على أحمد أن ننتقل إلى منزل آخر، مع أننا أتينا لهذه الشقة قبل سبعة أشهر، لكنني لم أشعر بأية خصوصية، وأشعر أنني أعيش في عيادة طوال الوقت. أحمد يضحك عندما أقول هذا، ويقول لي: (أحسن الناس أنفعهم للناس) نعم ولكن لكل شيء حدود، وأنا مللت من قصص جارنا ياسين وإزعاجاته، ماذا أفعل؟!

منال (33 عامًا – ربة منزل)
على الفيسبوك كتبت: «زوجة رجل مهم.. فيلم حلو!!».

شاركوا في تقديم اقتراحاتكم لـ«منال» على «موقع سيدتي».

إذا كنت زوجًا أو أبًا أو أخًا أو زميلاً وتواجه مشكلة في التعامل مع أقرب النساء في حياتك، فهذه الصفحة لك. قل كلمتك لها فالذكية من الإشارة تفهم... ولعلها تكون ذكية!

الجار: الناس للناس يا جارتي!
من نعم الله أن يكون حولك أناس متعلمون وطيبون؛ يساعدونك وينصحونك ويقدمون لك يد العون، كم أنا محظوظ لوجود جار طيب في العمارة التي أسكن بها! جاري الدكتور أحمد من الأشخاص النادرين، فهو هادئ ودمث وخدوم لأقصى حد، طيب القلب جدًا، ولا يبخل أبدًا في وقته ونصيحته. عندما تعرفت عليه وعلمت أنه طبيب، شكوت له معاناتي من آلام معدتي، وأني جربت أكثر من دواء وصفه لي أكثر من طبيب، ولكنه بعد استماعه لي؛ نصحني بإجراء تحاليل معينة أطلبها من طبيبي، وفعلاً فعلت، وبعدها تغيّر الدواء الذي آخذه، وشعرت بتحسن كبير. زادت ثقتي في جارنا الدكتور أحمد، وأصبحت أستشيره أكثر، فهو طبيب «شاطر»، وتشخيصه في محله.
ساعدني في فحص أمي وابني، ولم يقصر معي بنصائحه لزوجتي الحامل، ودائمًا يؤكد لي ألا أتردد بسؤاله وطلب المساعدة إن احتجت شيئًا. ولكن مؤخرًا أصبحت زوجته تتدخل كلما اتصلت به، وتعتذر بأنه مشغول أو غير موجود، ولا أدري إن كان هذا حقيقة أم لا، وإن لم يكن الأمر حقيقيًا؛ فهل هذا بطلب من جاري أحمد، أم أنها تتصرف بمفردها؟!
ولماذا أساسًا هذا التصرف، ما الذي أخطأت به؟ أنا أطرق باب جاري؛ لأنه أكّد لي أكثر من مرة أنه جاهز لاستقبالي في أي وقت، وأنا في الوقت نفسه لا أثقل عليه، فلماذا هذا التغيّر المفاجئ؟ ما الذي صدر مني كي يبدأ جاري بالتهرّب؟
إحساسي يقول إن زوجته هي التي تتصرف وليس هو، فأنا لاحظتها كلما كنت أزورهم بأنها ليست مرتاحة لزيارتي، وأنها متوترة بعض الشيء. لا أدري حقيقة إن كان بسببي أم أن شخصيتها هكذا؟ فلا أستطيع الجزم لأنني لا أعرفها!
الدكتور أحمد جاري هو الذي يهمني، وأتمنى حقًا ألا يكون هو الذي انزعج مني لأي سبب كان. حاولت الاتصال به أكثر من مرة على هاتفه المحمول، ولكنه لا يرد، وأخجل من أن أدق على بابهم من جديد؛ بعد أن أخبرتني زوجته في المرتين بأنه نائم.
الناس للناس، وأنا رجل أعرف الأصول وخصوصية الجيران، ولا أحب أن أثقل على أحد، ومثلما أطلب المساعدة عندما أحتاج، فأنا في الوقت نفسه لا أقصّر مع من حولي إن هم احتاجوني. أقول لجارتي، والتي أشعر أنها سبب ابتعاد أحمد: «إن الناس للناس يا جارتي، ولكل شيء أجره وثوابه».

ياسين (44 عامًا – محاسب في شركة خاصة)
ليس لديّ حساب على مواقع التواصل الاجتماعي.

شاركوا في تقديم اقتراحاتكم لـ«ياسين» على «موقع سيدتي».