حصرياً.. قصة الطفلة إيلاف التي تتعرض للعنف من زوجة أبيها

أثار تعنيف زوجة أبيها وضربها الشديد لها
استغاثة الأم عبر تويتر
المعنفة إيلاف
4 صور

أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي الملاذ والملجأ لكل مَن يعاني من مشكلة ما، ويحتاج إلى مد يد العون إليه، خاصة من قبل المسؤولين.

وفي واقعة تعنيف جديدة، باشرتها وزارة العمل والتنمية الاجتماعية السعودية، استغاثت مواطنة في مدينة الطائف لإنقاذ ابنتها المقيمة في مكة المكرمة من تعنيف زوجة أبيها، وضربها الشديد لها.

وشرحت والدة الطفلة "إيلاف" عزة علي الغامدي، البالغة من العمر 33 عاماً، وتقيم في الطائف مع زوجها لـــ "سيدتي نت" ما تعانيه ابنتها من تعنيف من قِبل زوجة أبيها قائلة: انفصلت عن زوجي بعد ولادتي الطفلة، وأنا الزوجة الثانية له، أما الزوجة الأولى فهي التي تقيم ابنتي عندها الآن، ولديها خمسة أبناء، وبقيت إيلاف في حضانتي حتى بلغت عمر ثماني سنوات، وبعد زواجي سقطت حضانتي لها، فطلبها أبوها، وأخذها بصك شرعي من المحكمة لتكون في حضانته. كان والدها يرفض دائماً زيارتها لي بحجج ومبررات غير مقنعة، ثم أصبح مَن يحدد مكان الزيارة "مرة في شقة مفروشة"، لذا رفضت الأمر، واتجهت إلى المحكمة، فطلب القاضي أن نتفق فيما بيننا على مكان ثابت للزيارة ليتم تسجيله في صك الزيارة، لكن طليقي ظل يضع الحجج حتى مللت من الموضوع.

هددوا ابنتي كي لا تصارحني بالحقيقة
وأضافت: الأمر لم ينتهِ هنا، فقد كنت أحاول دائماً زيارة ابنتي في مدرستها لأتمكن من رؤيتها، وكنت أجدها خائفة مني، فأتساءل دائماً: "ماذا يحدث لها لتخاف بشدة من رؤيتي؟"، دون أن أعلم السبب وراء ذلك، لكنني اكتشفت أخيراً أن إيلاف كانت تتعرض إلى التعذيب والتعنيف، وترفض البوح بذلك لتهديد زوجة أبيها لها، وضربها، وخنقها، وتجويعها، وتحريض أشقائها عليها.

هكذا علمت بتعنيف ابنتي
وقالت عزة لـــ "سيدتي": منذ أربع سنوات وأنا أشعر أن ابنتي البالغة من العمر 11 عاماً تتعرض إلى شيء ما، فسألت عماتها مرات عدة، ولم أصل إلى مبتغاي، لكن قبل عشرة أيام، اتصلت بي إحدى عماتها، وأبلغتني أن الخادمة التي تقيم وتعمل عند والد إيلاف هربت بسبب ابنتي، حيث إن زوجته كانت كثيرة التعنيف للفتاة، فخافت وهربت إلى جد الفتاة، وأبدت رغبتها في عدم العمل في منزل طليقي بسبب معايشتها القسوة التي تتعرض إليها إيلاف، فتوجهت عماتها إلى أخيهم لمعاتبته على فعل زوجته بعد أن علمن بما تتعرض له إيلاف، فرد عليهن بغضب شديد لدخولهن منزله، وقام بضرب الخادمة لكشفها الحقيقة.

اللجوء إلى المدرسة
لم تجد عماتها حلاً سوى اللجوء إلى المدرسة، وتقديم بلاغ بضرورة الانتباه إلى حالة إيلاف الاجتماعية، وما تتعرض له من تعنيف، لأنه والدها منعها من التحدث إلى عماتها أيضاً، بعدها اتصلت بي إدارة المدرسة، وطلبت مني الحضور لطلبي من قِبل قسم التوجيه والإرشاد في إدارة التربية والتعليم.

ابنتي تعنَّف وتغسل شعرها بـ "تايد"
وتابعت: ذهبت إلى المدرسة، وشاهدت ابنتي في حالة غير طبيعية، وقالت لي: إن زوجة والدها تخنقها، وتضربها بالخيزران، وتخفي المرآة عنها لكيلا ترى شكلها، كما تجبرها على غسل شعرها بمستحضرات غسيل الملابس مثل "تايد"، وأكدت لي أن حياتها تدمرت، وأن زوجة والدها تقول لها ألفاظاً مهينة، مثل "يا ساحرة، يا شيطانة، أنت تحضرين الجن في البيت"، كذلك تضع القذارة في غرفتها، وتقول لها: إياك وتنظيفها. فتنام إيلاف على القذارة، كما أنها تغسل المريول بيديها، وتنشره على السرير وهو مبلل، وتنام عليه، وأكدت لي أنهم قطعوا عنها المصروف فكيف تداوم في المدرسة دون مستلزمات دراسية، إضافة إلى الحروق على جسدها؟

وناشدت والدة إيلاف عبر "سيدتي" الجهات المسؤولة قائلة: أريد تسليم ابنتي لي في أقرب وقت ممكن، وهذا أيضاً مطلب وزارة العمل والتنمية الاجتماعية في الرياض، لكنَّ التحقيق مازال متواصلاً حتى الآن، وما تم فقط كتابة تعهد على الأب بعدم التعرض إلى إيلاف، أو إيذائها وعند المتابعة مع إدارة التحقيق، ذكروا لي أن التحقيق لم ينتهِ بعد كي أتسلم ابنتي، لي لذا أتمنى الإسراع في إنهاء ما تعانيه إيلاف وتسليمها لي.

الجدير بالذكر ان ا وزارة العمل والتنمية الاجتماعية السعودية، استجابت لاستغاثت والدة ايلاف جاء ذلك عبر هاشتاق بعنوان #إيلاف-تعنف، والذي شهد مطالبات عاجلة من قِبل النشطاء بتدخل المسؤولين لإنقاذ الفتاة
وأوضح خالد أبا الخيل، المتحدث باسم الوزارة، أن وحدة الحماية الاجتماعية في مكة باشرت حالة الفتاة إيلاف الغامدي، مشيراً إلى أنه سيتم الإعلان عن الإجراءات التي تم اتخاذها بشأن الحالة.