حياتي لن تتوقف بسببك!

إذا كنتِ زوجةً أو ابنةً أو أختًا أو زميلةً، ولكِ موقف من سلوك أقرب الرجال إليكِ، فهذه الصفحة لكِ. قولي كلمتك له، فالذكي من الإشارة يفهم... وعسى أن يكون رجلك ذكيًا!.

الزوجة: 
لازلت في أوائل الأربعينيات من عمري، ولكن بسبب بعض الأمراض الوراثية أصبحت أتناول العقاقير الطبية وأقوم بفحوصات دورية لأحافظ على صحتي. أنا لا أتعلل المرض أو الانتكاسات الصحية، ولا أنتهز التعب الذي أمر به بين فترة وأخرى ولكن هذا هو وضعي، وكي أُوضّح الصورة أكثر فإنني منذ بداية زواجي بقريبي مراد وأنا وهو متعاونان في كل شيء، نتسوّق معًا، نرتب وننظف البيت معًا، نهتم بحديقة منزلنا الصغيرة ونقوم بغسل سيارتنا معًا. ليس هنالك علاقة بين وعكاتي الصحية ومشاركة مراد لي في كل شيء. هذا الأسلوب اتبعناه في بداية حياتنا، وها قد مر على زواجنا سبعة عشر عامًا أثمر بولادة ابنتين جميلتين، فما الذي تغير الآن ولماذا بدأ مراد بالتذمّر؟
كانت مشاركاته لا تتوقف وبدون أن أطلب، أما الآن فعليّ أن أطالب وأذكّر وأحيانًا أغضب، لأنه يترك كل شيء عليّ. كلانا يعمل والفرق بيننا من ناحية العمل أنه يعمل كموظف في شركة، أما أنا فلدي عملي الخاص. وعندما قررت أن أؤسس شركة خاصة بي لتقديم دروس تقوية لطلاب المرحلة الإعدادية، فهذا العمل مرغوب جدًا، وهنالك كثير من الأهالي يسعون لتسجيل أبنائهم بعد الدوام المدرسي بدورات كهذه، كونها تعليمية، وكذلك يطمئن الأهالي لوجود أولادهم في مكان آمن بعد المدرسة، خاصة للأمهات العاملات. هذا المشروع ناجح ومطلوب، وقد طرحت على مراد فكرة مساعدته لي يوميًا بعد انتهائه من دوام العمل وقد رحّب بالفكرة، فبهذا نكون قد وفّرنا راتب مدرس نستعين به، وكذلك نكون أنا ومراد معًا.
ما الذي تغيّر ليصبح مراد ينتقد تصرفاتي ويريدني أن أخفف من وطأة حركتي، أصبح ينتقد ذهابي إلى النادي الرياضي صباح كل يوم، وعندما أطلب منه أن نذهب للتسوق يكون رده بأنني أستطيع أن أتسوق بمفردي! نعم بالطبع أستطيع ولكن لماذا؟ ألم نعتد أن نتشارك في كل شيء؟ أصبح متعكر المزاج ومرهقًا أغلب الأحيان، وعندما أقترح أن نذهب للتنزه أو تناول الطعام خارج المنزل يرفض ولا يتجاوب مع محاولاتي لتغيير مزاجه، ويبدأ بالتهكّم بأنني مشغولة بنفسي، ومن الأفضل أن أتركه وشأنه!.
بماذا أزعجته؟ وما الذي تغيّر؟ هذه حياتنا منذ بدايتنا معًا، ألم نتشارك في كل شيء؟ ما الجديد الآن؟ أم تبدو كثرة زياراته لأهله في الفترة الماضية غيّرته لسماعه بعض الانتقادات منهم، فأنا أعلم أن أهله لا يحبونني، هل يا ترى هذا السبب؟ إن كان يريدني أن أتوقف عن الذهاب للنادي الرياضي فهذا لن يحدث، فأنا بحاجة صحية للرياضة، وإن كان يفكر بأن حياتي ستتوقف بسبب مزاجه المتعكّر، فهذا أيضًا لن يحدث وعليه أن يحاول التغيير من برنامجه مثلما فعلت أنا، فحياتي لن تتوقف يا سيّد مراد!.

سميرة (42 – مدرّسة)
أتابع الفيسبوك ولكني لا أشارك!

شاركوا في تقديم اقتراحاتكم لسميرة على موقع سيدتي.


إذا كنت زوجًا أو أبًا أو أخًا أو زميلاً وتواجه مشكلة في التعامل مع أقرب النساء في حياتك، فهذه الصفحة لك. قل كلمتك لها، فالذكية من الإشارة تفهم... ولعلها تكون ذكية!.

الزوج يرد: اتركي لي وقتًا لنفسي!


أشعر أنني عدّة أشخاص في شخص واحد، فزوجتي سميرة لا تترك لي مهمة إلا وأسندتها لي! من أصغر الأمور إلى أكبرها، وهناك من المهام التي أعلم أنها ليس من المفروض أن تقع على عاتقي. يبدو أن خطأي الفادح الذي ارتكبته كان عندما قمت بتعويد سميرة على مشاركتها في كل شيء عندما تزوجنا. كان حبي الشديد لها وولعي بها جعلاني لا أريد أن أبتعد عنها وأشاركها كل شيء، لكن لم أقدّر أن هذا سيجعلها تنتهز حبي وكرمي وعطائي لها، لتبدأ بإسناد كل شيء لي، لدرجة أصبحت الآن لا أجد وقتًا لنفسي!.
سميرة مبرمجة ومنظمة ويتحرك يومها وفق عقارب الساعة. يومها مقسم بين العمل والنادي الرياضي وزيارة الصديقات وبعض التجمعات العائلية، كل هذا جميل ولكن مسؤوليات البيت كلها تريدني أن أشاركها بها! بالتأكيد من يقرأ كلماتي هذه سيقول وما الجديد، ألم تعودها على هذا من البداية؟ صحيح ولكن الوضع تغيّر، وشيئًا فشيئًا أصبحت المسؤوليات تتنوّع وتزيد لتشمل حتى العمل!.
تستاء سميرة عندما تراني متعبًا ومزاجي سيء، فكيف لي أن أكون بمزاج جيد وأنا منهك. بعد عملي أذهب إلى مكتبها كي أساعدها، وهذا المنوال يستمر طوال أيام العمل الرسمية، أما العطلة الأسبوعية فهي تتلخص بالتسوّق وتنظيف المنزل والاهتمام بنواقصه. لا وقت لي لنفسي كي أرتاح وأتنفس هواءً بمفردي. أمّا هي فوقتها لها، عملها، صديقاتها، عائلتها، رياضتها، وتريدني الآن أن أعمل برنامجًا لنفسي لأخفف عني الضغوطات!.
ألا تشعر أن الضغوطات هذه بسببها هي؟ ألا تعلم أو تفكر بالمسببات؟ أين وقتي لنفسي؟ وكيف أجده وأنا أسير هذه الحلقة، ولا أستطيع الخروج من هذه الدوامة سوى أن أستغني عن المساعدة في بعض الأمور. وهنا تأتي الطامّة.. شعوري بالذنب بسبب الوعكات الصحية التي تتعرض لها سميرة، فأقول لنفسي عليّ أن أضحي وأساعد، فأنا جعلتها تعتاد مساعدتي من البداية، فما الذي سيجعلني أنسحب الآن، وهي أحيانًا تمرض وتحتاج للمساعدة!، كذلك حرصي الكبير على أن تكون الأجواء الأسرية مريحة، فلا أريد أن يسوء المزاج في البيت وينعكس على ابنتينا.
هذه الدوامة تجعلني أختنق وأتوتر، فلا أنا قادر على الاستمرار في هذا الوضع، ولا أيضًا أجد الانسحاب فكرة جيدة، أترون كيف أنني متعب ومكتئب؟ على سميرة أن تنتبه لهذا وهي التي تبادر بتدبير بعض الأمور بمفردها كي أجد وقتًا لنفسي، أو ربما أنانيتها التي تجعلها لا ترى إلا ما يناسبها؟


مراد (46– مهندس برمجة كومبيوتر)
أتابع مواقع التواصل الاجتماعي ولكني لا أتواصل.

شاركوا في تقديم اقتراحاتكم لمراد على موقع سيدتي.