مشكلة النصوص في الدراما الخليجية تعود إلى الواجهة: هل نحن أمام أزمة؟

هيفاء حسين
محمد الكندري
لقطة من مسلسل خليجي
علاء الجابر
لقطة من مسلسل خليجي
لقطة من مسلسل خليجي
لقطة من مسلسل خليجي
لقطة من مسلسل خليجي
باسم عبدالأمير
لقطة من مسلسل خليجي
طارق العلي
أحمد إيراج
هيفاء حسين
13 صور

في ظلّ كثافة الإنتاج الفني في الدراما الخليجية ووجود هذا الكمّ من الأعمال التلفزيونية والتي تأتي ضمن تنافس شركات الإنتاج وأيضاً سعي قنوات التلفزيون كي تستقطب أكبر شريحة من المشاهدين، يأتي العنصر الأهم وهو محور حديث الجميع «مشكلة النص في الدراما الخليجية»، وكيف أن البعض أصبح يتطرّق إلى تلك المشكلة وجعلتهم يعلنون ابتعادهم عن الساحة الفنية حتى يتم إيجاد حل.
وفي الجهة المقابلة، هناك البعض ممّن لا يعتبرون شحّ النص هو المشكلة في ظلّ وفرة الكتّاب وخاصة جيل الشباب الذين استطاعوا أن يضعوا لأنفسهم قدماً في مجال التأليف وكم من أعمال درامية تلفزيونية نجحت ويقف خلفها كاتب أو كاتبة شباب. ومن أجل ذلك، تمّ عرض تلك المشكلة على عدد من الأسماء في الساحة الفنية وأخذ آرائهم حول ذلك الأمر:

علاء الجابر
علاء الجابر
الأزمة غير موجودة
الناقد الفني الكويتي علاء الجابر تحدّث قائلاً: «لا أعتقد أن لدينا أزمة نص درامي بمعناها الحرفي بل أزمة في الخيارات المتوافرة أمام كاتب الدراما بسبب طبيعة مجتمعاتنا الخليجية التي ترتبط بمسارات اجتماعية واقتصادية ودينية وسياسية وأنثربولوجية محددة سلفاً لا يستطيع أي كاتب تخطيها عند الكتابة لأنه سيواجه بعقبات كثيرة أهونها الرقابة تليها منظومة العادات والتقاليد وسلطة المجتمع وقيود العرف وضوابط الدين والأخلاق».
وأضاف: «لذلك يظلّ كاتب النصوص الدرامية يدور في حلقات مكرّرة باهتة وضعيفة درامياً لكنها مقبولة اجتماعياً. وما أن يفكّر بتجاوزها حتى يتصدّى له المجتمع قبل أن تحاسبه الرقابة. وأكبر دليل على ذلك نجاح الدراما المصرية على المستوى العربي لأن المجال مفتوح تقريباً أمام الكاتب المصري للتطرّق لأغلب المواضيع لمرونة المجتمع المصري وانفتاحه من ناحية قياساً ببقيّة المجتمعات العربية وتساهل الرقابة من ناحية أخرى. فالأمر نراه أوسع وأكثر شمولاً في المجتمعات التي شهدت انفتاحاً اجتماعياً ورقابياً أكبر مثل تركيا وكوريا حيث نلمس حرية عالية في مناقشة كثير من المواضيع درامياً بحيث يصل الأمر أحياناً إلى التطرّق لمواضيع حساسة جداً أو ما يطلق عليه بالمسكوت عنه في مجتمعاتنا.
وأكمل قائلاً: «خلاصة الأمر أن الدراما المحلية بشكل خاص والخليجية بشكل عام فقيرة المضمون وتعاني من قلّة إقبال المؤلفين عليها مقارنة بالدراما العربية والمصرية خصوصاً للأسباب الوارد ذكرها إلى جانب سبب آخر يساهم في ندرة الكتاب وهو ضعف أجور الكاتب لدينا مقارنة بأجر الكاتب في الدول الأخرى. فالكاتب الدرامي في مصر مثلاً يتقاضى أجراً كبيراً قياساً بعملة بلده مقارنة بالكاتب الخليجي قياساً بعملة بلده مما يجعله لا يتشجّع في اقتطاع زمن من وقته أقلّه 6 أشهر أو قد يتجاوز العام في كتابة عمل درامي واحد».

محمد الكندري
محمد الكندري
لا نعاني من أزمة نصوص
أما الكاتب الكويتي محمد الكندري فقال: «لا توجد أي مشكلة ولا نعاني من أزمة نصوص خاصة في ظل وجود الكتّاب النخبة والشباب الذين يعرفون ماذا يكتبون وبالتالي تصل الرسالة للمشاهد عبر تلك النصوص. والحمد لله نرى أن هناك أفكاراً جديدة تطرح على الساحة من أعمال درامية تدلّ على التطور في النصوص والفكر إذ أن كل مؤلف بات خطه معروفاً وصاحب علامة سواء إن كان النص مساره في قصص الحب أو الجريمة أو القضايا التي لها شرائح معيّنة. وبوجود العنصر الأهم وهو الكاتب والنتاج الذي يطرح فإنه يدلّ على عدم وجود أزمة نص بل نعاني من أزمة الرقيب «أكثر شي». فلو أزيلت وأصبحت الرقابة تتفهّم ما يطرحه الكاتب، فإنني أتوقّع أن تنتهي المشكلة تماماً وننتظر أكثر وأكثر حالياً الفكر الشبابي وأيضاً الروّاد. فالأمور «طيبه وماشيه» ولا توجد مشكلة في الدراما الخليجية. وعلى المتلقّي أن يفهم أن ما يقدّم هو تمثيل وأن يزيل من باله أن تلك النصوص التي تطرح لا تمثّلنا خاصة أن بعض النصوص تستند على عالم الخيال ومن المستحيل أن تتم مقارنة الخيال بالواقع».

طارق العلي
طارق العلي
لا توجد مشكلة بالنصوص
وكانت هناك مشاركة للفنان الكويتي طارق العلي الذي قال: «في الحقيقة لا توجد أي مشكلة بالنصوص لأن النصوص عموماً هي فكرة المؤلف وتتولّد من القصة وغيرها من الأمور سواء السيناريو أو الحوار إلى أن تصبح قصة مقبولة أو غير مقبولة، ولكن مشكلتنا مع الرقابة سواء على المسرح أو التلفزيون. فعندما يتم طرح اللجان نجد أن البعض ليس تخصّصه دراما، بل من اختصاصات مختلفة، فهم ليسوا مختصّين في الدراما التلفزيونية ويقيّمون الأمور. فعندما تقدّم النص ويحتوي مثلاً على كلمة نتعمّد وضعها للدلالة على شيء معيّن، تجده يعترض ويزيله من النص. لذلك يكون النص محتواه ضعيفاً أو يحتوي على كلمات ضعيفة لأن الرقابة سبب ضعف المسلسلات الدرامية».
هيفاء حسين
هيفاء حسين
أفكار مكرّرة ومملّة
أما الفنانة البحرينية هيفاء حسين فقالت: «لأكثر من مرة أكرّر كلامي عن ذلك الأمر و«شكثر نصحنا» وقلنا يجب أن يتم التركيز والاستناد على ورق قوي يناقش قضايانا بشكل حقيقي وجاد بدون مبالغة ولا استعراض وأفكار مكرّرة ومملّة بالإضافة للحوار الركيك واللغة الضعيفة المستخدمة في الدراما و«اللي ياما تكلمنا» عنها. ولا يوجد عندي شيء جديد أضيفه. وهذا الموضوع هو سبب رئيسي ضمن أسباب رئيسية أخرى جعلتني أقرّر التوقّف عن العمل حالياً».

باسم عبدالأمير
باسم عبدالأمير
قلّة خبرة
كما التقينا المنتج الكويتي باسم عبدالأمير الذي تحدّث قائلاً: «توجد نصوص في ظلّ وجود كتّاب شباب عندهم أفكار جيدة ومحاولات نطمح أن تكون ممتازة في المستقبل. وهناك أفكار جديدة، ولكن ليس كل النصوص على المستوى المطلوب خاصة في ظل وجود عدّة أسباب، ما يخالف الطرح مثل العادات والتقاليد التي تحتّم على الكاتب أن ينتبه لهذا الأمر. وبعض الشباب يتطرّقون لأمور لا يتناسب عرضها على الشاشة والتي تنمّ عن قلة خبرة عند البعض. وهناك شباب آخرون عندهم محاولات مميّزة، ومن خلال دوري كمنتج أكون على علاقة معهم بحيث أرى ما يتم عرضه. وهناك بعض النصوص الجيدة والممتازة وأخرى عكسها تماماً. وبالتالي كل هذا الطرح يثبت أن هناك نصوصاً موجودة وليس هناك شح فيها ونأمل أن تكون هناك ورشة للكتاب في النصوص حتى تتم الاستفادة من الخبرات في ذلك المجال».

أحمد إيراج
أحمد إيراج
خط متعرّج
وفي الختام كانت لنا وقفة مع الفنان الكويتي أحمد إيراج الذي قال: «على مدى السنوات التي مضت كان هناك خط متعرّج في جودة النصوص، وهنا أتكلّم عن مشواري عندما بدأت حيث كانت النصوص متوسطة المستوى وفيها الجيد وأيضاً السيّئ. وتدرّج الأمر مع ظهور الكاتبة فجر السعيد من خلال طفرة في كتابة النص، وظهر بعدها كتّاب مميّزون. وبذلك ارتفع مستوى النص وأعوّل السبب إلى أن الرقابة في ذلك الوقت كانت متعاونة ومتساهلة ولم تكن عندها خطوط حمراء وتكتفي بالملاحظات ويلتزم فيها الكاتب، وارتفع الأمر إلى أن أصبح هناك نصوص نسائية بحيث أصبح أغلب الكتّاب من النساء. ومن وجهة نظري قلّل هذا الأمر من نسبة مشاهدات الرجال وأصبح جمهور الأعمال الدرامية هو نسائي. وهذا الأمر لم يكن صحيحاً لأنه يجب أن يكون هناك نصوص متوازية وعائلية.

وبعدها أصبح هناك غزارة في الإنتاج وهنا صار المؤشر سيئاً كون هناك كثافة في عملية الإنتاج. فالقنوات تريد مسلسلات وبذلك شركات الإنتاج أصبحت تنتج 3 أعمال في الموسم. وهذا الأمر جعل الكتّاب في الدراما وهم معدودون على الأصابع ينجزون أعمالاً كبيرة وبوقت قياسي قصير، مما يضطرّ الكاتب ألا يراجع نصوصه حتى يتم التسليم، وحتى الكتّاب الكبار كانوا يدخلون بنصوصهم إلى التصوير وهي لم تنته من الكتابة. وهذا الأمر عاصرته وعشته، ولكن بحكم الظروف كانت العملية الإنتاجية في زخم عال وسريعة وكثيفة للدراما، مما كان سبباً لإضعاف النصوص وليس ضعف الكتّاب بحكم أن النصوص كانت تكتب بسرعة ولا تتم مراجعتها».


وأضاف: «أما اليوم فقد انخفض مستوى الإنتاج وقلّ عدد إنتاج المسلسلات وأنا أتوقّع أنها فرصة لعودة الكتّاب من جديد. وأتوقّع في الموسم القادم أن يكون هناك نصوص جميلة لأن الأعمال المنتجة قليلة ويجب على المنتج أن يكون حريصاً وذكياً في اختيار أفضل النصوص الموجودة، والكاتب يكون عنده متّسع من الوقت حتى يراجع ما كتبه وأيضاً ملاحظة التصاعد الدرامي أو وجود أي خلل في الشخصيات وإيقاع الحلقات وغيرها من الأمور ونتفاءل خيراً أن تكون النصوص للمسلسلات القادمة ذات جودة عالية. وأقولها باختصار، إن النصوص الدرامية في الأعمال الخليجية هي عبارة عن خط متعرّج على حسب ظروف العملية الإنتاجية للدراما». .

الفنانة الكويتية شوق: لا أعرف شيئاً عن أمي ومن يعثر عليها فليطرق بابي

ندوة «سيدتي» حول الرؤيـــــة الترفيهية في السعودية

هل المحطة الفضائية هي سبب شهرة الفنان السعودي أم موهبته؟

لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي

ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر تويتر "سيدتي فن"