كتاب "سرديات تشكيل والفن الإماراتي" يتوج الذكرى العاشرة لتشكيل

الكتاب
مدرسة لطيفة الابتدائية، ند الشبا، التسعينيات
ضيوف في الافتتاح
معرض فردي من أعمال الفنان إل سيد
معرض فيلتفورمات دبي في أسبوع دبي للتصميم 2017
مبنى "تشكيل"
مدرسة لطيفة الابتدائية، ند الشبا، التسعينيات
7 صور

صدر مؤخرًا كتاب "علامات فارقة: سرديات تشكيل الفن الإماراتي"، ليتوج الذكرى السنوية العاشرة لانطلاق "مؤسسة تشكيل الرائدة في مجال الفن والتصميم المعاصر في دبي. ويسبر ليس فقط مسار تطور تشكيل منذ نشأتها في عام 2008 (والممارسين المبدعين الذين كانوا جزءاً من نموها وتفوقها) وإنما أيضاً المشهد الإماراتي بشكل عام. حيث أسهم العديد من الباحثين والأكاديميين والفنانين والصحفيين عبر صفحات هذا الكتاب في رصد الحراك الفني في دولة الإمارات وكيفية تناميه وانتشاره، من خلال البحث في تأسيس التعبير الإبداعي على الصعيد الوطني، ودور الفنانين الرواد في حركة الفن المعاصر وكيف تحولت إسهاماتهم إلى إرث غني، مع توثيق التزام من لعبوا دوراً محورياً في سرد هذه القصة.
قبل 10 سنوات
يشرح الكتاب في صفحاته الأولى ذكريات بداية "تشكيل"، قبل 10 سنوات حيث تقول مؤسّسة "تشكيل" الشيخة لطيفة بنت الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم، حاكم دبي السابق، الذي توفي عام 2006 إنّها بدأت "تشكيل" بعد أن أدركت ما تفتقر إليه الحياة ما بعد دراسة الفن حيث كانت في السنة الأخيرة من دراستها في برنامج الفنون الجميلة، وتشير: "لم أكن أريد أن أضيع البيئة المهمة التي مررت بها في الجامعة، والتي تحدتني كفنانة.. أدركت خلال الجامعة أن الرأي العام لم يكن ناقداً ففي ذلك الوقت كان يتم التصفيق والمدح لكل شيء".
وكمشروع نهائي لها قامت بتقييم معرض فني قي صالة صغيرة تحت عنوان: "واقع منقوص: تصوير لعالم وهمي" وقد أدى هذا المعرض الذي أقيم في 2007 إلى تحقيق فكرة إنشاء مساحة يتم فيها دمج الأفكار التي تعمل على تسليط الضوء على نماذج الإبداع في الإمارات، وقد ضمت تلك المساحة مجموعة مكونة من ثلاثين مبدعاً معاصراً تحت سقف واحد، من هنا بدأت المقدمة التمهيدية لمؤسسة تشكيل.

دمج الأمور معاً
يسرد الكتاب أسس الإبداع وكيف تطورت بين الماضي والحاضر، لافتاً إلى الكيفية التي تغيرت بها الأعراف الاجتماعية في الخليج، من ناحية وضع أسس الفن والثقافة، وتصنيف أنواع الأدوار الاجتماعية التي من الممكن أن يلعبها الرجال والنساء الإماراتيون في هذا البلد اليافع، فعندما تم تأسيس "تشكيل"، كان يُنظر إلى مهنة الفنان بآفاق متدنية لدرجة أن معظم الأهالي كان يدعمون فقط مجال الهندسة المعمارية ودرجات التصميم، وحتى فكرة الشيخة لطيفة حول جعل الرجال والنساء يعملون معاً جنباً إلى جنب، كانت بمثابة احتمالية.
تقول الشيخة لطيفة: "في ذلك الوقت كانت البيئة المختلطة تلقى تردداً، أوضحت أنني أرغب في إنشاء بيئة تتمتع بقدر كبير من الشفافية – دون مساحات مغلقة. كان هدفي إنشاء مكان محترم حيث يمكن للنساء والرجال العمل معاً مع معرفة الجميع لحدودهم". وبناء على اقتراح والدتها، طلبت الشيخة لطيفة الإذن من عمها الشيخ محمد بن راشد، نائب رئيس دولة الإمارات وحاكم دبي، الذي أعطى موافقته على مشروع "تشكيل" ليصبح اليوم من الركائز الأساسية لعالم دبي للفنون ومكاناً للدعم المبكر للعديد من الفنانين المهمين في المدينة، حيث يهدف برنامجه السنوي الذي يشمل التدريب، وبرامج الإقامة، وورش العمل، والمناقشات، والمعارض، والتعاونات الدولية والمنشورات إلى دعم عملية تطوير الممارسين الفنيين، وإشراك المجتمع والتعلم مدى الحياة ودعم الصناعات الإبداعية والثقافية. هذا ويتابع الكتاب في سبر حيثيات تنامي المشهد الحيوي للحراك الفني ليكون مرجعاً للطلاب والفنانين والمصميمين والباحثين.