حماية المجتمع من العبث

أميمة عبد العزيز زاهد

 

حقيقي.. إنه آخر زمن؛ فقد ظهر مؤخرًا ونتيجة للانفتاح الفضائي والغزو الإعلامي وفي ظل التطور التقني الهائل بجانب الانبهار بكل ما هو جديد وحب التقليد لسلوكيات بعض الشعوب، نظام حديث لأقدس علاقة على وجه الأرض؛ فأصبح هناك زيجات بمسميات مختلفة وأشكال وأنواع متعددة رغم اختلاف مسمياتها؛ فمنها القديم ومنها الحديث؛ فهذا زواج المسيار والبصمة أو ما يسمونه زواج الدم والوشم، وزواج الوناسة، وآخر صرعة هو الزواج الصيفي، والذي يبدأ مع بداية الإجازة وينتهي بانتهائها، ويزعم من يمارس هذه اللعبة بمبررات منطقية من وجهة نظره، والتي يراها صائبة ولا تشوبها شائبة؛ فهو زواج رسمي ومريح، وفي الغالب مشروع مربح؛ فهو سيتمتع بالإجازة لبضعة أشهر أو أسابيع أو أيام، ولا بد أن يقضيها في مرح ومتعة بالحلال، ويعلل كل من يقدم على مثل هدا الزواج، سواء كان زوجًا رفضت زوجته الذهاب معه، أو شابًا أعزب، أو كان من رجال الأعمال ويحتاج إلى وليف شرعي مؤقت في تلك الفترة، التي قد يطول فيها غيابه؛ خاصة وأنه وحيد ويجب أن يحمي نفسه ويعصمها من الوقوع في الخطأ أو الانحراف؛ نظرًا لكثرة المغريات التي يراها ويصاحبها ضعف الجنس البشري؛ لذلك فإن من كامل حقه أن يلجأ إلى امرأة ترافقه، ولكن ضمن شروط محددة لا تلزمه بأية تبعية عند انتهاء الفترة المحددة بينهما، والمضحك المبكي أنه في بعض الحالات قد يأخذ هذا الزواج منحى آخر؛ فالاتفاق المبدئي المحدد يكون لفترة الصيف فقط، ولكن في حالة إذا ما أعجبتهما الحياة معًا واستراح كل منهما للآخر، يتم تجديد العقد لمدة أخرى يحددها الاثنان، مقابل زيادة النسبة عن المتفق عليها في العقد الأول، على ألا تطالب الزوجة المؤقتة بأية حقوق في حالة الانفصال، ومن مميزات هذا المشروع الامتيازات المادية التي تقدر بمئات الألوف، هذا عدا المكافأة المجزية بعد انتهاء المهمة لتأمين مستقبل مشرق، حقيقي إنها كارثة خلقية واجتماعية بكل المقاييس، الغرض منها تدمير القيم والأخلاق، ويعتبر هذا الزواج هو زواج متعة؛ لأنه زواج محدد المدة، ويتم بنية التطليق وليس للمرأة أية حقوق فيه بعد الطلاق؛ نظرًا للاتفاق المسبق بينهما، ومن وجهة نظري فإن من أهم أسباب الإقدام عليه من فئة الشباب، هو عدم وجود وازع ديني وخلقي ولا ضمير، مع غياب الرقابة الأسرية، بجانب البرامج الفضائية المتخصصة في إثارة الغرائز، ولن أنسي عامل البطالة والفراغ العاطفي والاجتماعي، أما بالنسبة للمرأة التي تقبل على مثل هذا الزواج؛ فإنها بعيدة كل البعد عما يسمونه بالكرامة والكبرياء والحياء؛ فكيف تهون عليها نفسها بمنتهى السهولة دون تحسبٍ لعواقب ما تفعل، أما بالنسبة للبالغين الراشدين؛ فبالتأكيد بجانب كل الأسباب السابقة، يضاف إليها ظهور مراهقة متأخرة، مع سخافة عقل تدعمها عين فارغة وقلب أجوف، وإلا لماذا يقدم على فعل ذلك والإسلام قد شرع له الزواج بأربع نساء.. زواج رسمي ومعلن وبموافقة ولي الأمر وبشهادة الشهود على وثيقة شرعية؛ لحماية حقوق المرأة ولحماية الأسرة المسلمة ولحفظ كيان المجتمع من العبث في معتقداته وقيمه.. حقيقي إنه آخر زمن.