السعادة الحقيقية فنٌّ يجب اتقانه

أين تجدون السعادة؟

يركّز الأشخاص طوال حياتهم مجمل اهتمامهم على مسائل تهمهم وتؤثر عليهم بشكل كبير. ففي مرحلة الشباب يصبّون اهتمامهم على الجامعات التي سوف يتقدمون لها، والتخصص الذي سيختارونه، ولاحقًا ينشغلون بالوظيفة التي يريدون السعي للحصول عليها وربما أيضاً أين يريدون العيش. كما أنَّ جزءاً كبيراً من اهتمامهم قد يكون موجهاً نحو حياتهم العاطفية، مثل البحث عن الشريك المثالي. ولا تتوقف الأسئلة والإجابات: هل علينا أن نتزوج؟ هل سنرزق بأطفال؟ وكيف سيكون حفل الزفاف؟ وماذا عن خطط شهر العسل؟ هل نشتري منزلاً أم نستأجر؟ وهكذا يستمر الأمر، وتستمر الحياة كذلك. وعلى الرغم من جميع هذه المداولات يميل الأشخاص إلى أن يكونوا أقل امتناناً وسعادة، فلماذا؟

 

 

 

 

 

 

 

 


لا تشغل نفسك بما يفكر به الآخرون تجاهك
الحياة أكثر تعقيداً وإزعاجاً مما يمكن أن نتخيل، وبغض النظر عن الطريقة التي ننجز بها المراحل المهمة في حياتنا، غالباً ما يأتي الشعور بالرضا والقناعة في وقت متأخر. ولكن، ما الذي يمكن أن يحدث إذا انتبهنا أكثر إلى صياغة بنيتنا الداخلية، بنية عقلنا؟
إن نوعية حياتنا تعتمد بشكل رئيسي على معتقداتنا وأفكارنا، فهي حقيقة تكتب نصوص رواية حياتنا. فما الذي تخبرنا به؟ وهل أفكارك هي حليفة لك، أم هل تحد قدراتك أو ما هو أسوأ من ذلك كأن تعمل على التقليل من شأنك؟ وما الذي تؤمن به حول نفسك مقارنة بالآخرين؟ هل تشغل نفسك كثيراً بما يفكر به الآخرون بشأنك؟ فإذا كان الأمر كذلك، فإن تقديرك لذاتك ليس كما يجب أن يكون، وبالتالي سيمنعك ذلك من الشعور بالسعادة الحقيقية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


ما الذي تخبرك به أفكارك؟
هل تقلق بشأن ارتكابك الأخطاء؟ هذا الخوف سوف يمنعك من أن تختبر ذبذبات الحياة حقيقة. كيف تنظر إلى نفسك في نطاق علاقاتك المقربة جداً؟ هل تشعر بالارتياح لكونك هشاً وتكشف عن حقيقة ذاتك؟ هل تحدد نفسك على أنك ترضي الناس أو أنك أكثر ميلاً إلى التصرف بغضب؟
إنّ المواقف الدرامية والصراعات التي نواجهها غالباً ما تكون انعكاساً لعلاقتنا مع ذاتنا. أن تشعر بأنك عالق أمر شائع في المجمل ولكن ليس من الصحيح أن تبقى عالقاً. وإذا تعلمنا تطوير تفكيرنا وتخلصنا من الأفكار السامّة في ذهننا التي تحدُّ من تفكيرنا والمشاعر المرافقة لذلك فسوف نكون أكثر وعياً ويقظة. وهذا المستوى المتنور من الوعي سوف يمكّننا من الاستمتاع بحياة جيدة في الوقت الذي توجه فيه بنيتنا الداخلية رحلتنا في الحياة وترشدها.
إن تجربتك الداخلية هي العدسات التي ترى من خلالها وبالتالي تختبر حياتك، وعليك أن تركز أكثر على عملياتك الداخلية وسوف يعتني عالمك الخارجي بذاته تلقائياً.