اختفاء نيللي كريم ..غاب "النكد" وظهر" التشويق"

اختفاء
ذات
تحت السيطرة
سجن النسا
4 صور

في الفترة ما بين 2013 وحتى العام الجاري، قدمت النجمة المصرية نيللي كريم 6 مسلسلات كبطولة مطلقة، كانت البداية مع مسلسل "ذات" الذي أعلنت من خلاله قدرتها على تحمل مسئولية عمل درامي ما مهد دخولها تجربة "سجن النسا" الذي حقق نجاحا أكبر وصولا لـ"تحت السيطرة" الذي أكدت من خلاله قدرتها على الإستمرار حتى مع تغيير المخرج، حيث تعاونت مع تامر محسن بعد تعاون مثمر مع كاملة أبو ذكري، حدث هذا رغم تكرار شكوى الجمهور من الشخصيات "الحزينة" التي تقدمها على الشاشة الصغيرة، وبات كلمة "نكد" لصيقة بمسلسلات نيللي كريم، التي أكدت الملاحظة في مسلسلها الرابع "سقوط حر" لشوقي الماجري، أحد أقل مسلسلاتها نجاحا، قبل أن تعود لجذب الجمهور مجددا من خلال "لأعلى سعر" لكن النكد لم يفارقها أيضا في هذا المسلسل الذي انتهى بغضب نسائي بعد عودة البطلة لزوجها الخائن إثر الإنتقام من الصديقة التي خطفته .

بناء على ما سبق، كان السؤال المتكرر والمعتاد قبل رمضان 2018، أي مستوى من النكد ستصل له نيللي كريم هذا الموسم؟ لكن الباليرينا السابقة، خالفت كل التوقعات من خلال مسلسل "اختفاء" كتابة أيمن مدحت وإخراج شقيقه أحمد مدحت، وبالمناسبة هما نجلي الممثل المخضرم مدحت مرسي .
بهدوء ضابط الأمن المتخفي سليمان عبد الدايم، الذي يجسده محمد ممدوح في المسلسل، نجح "اختفاء" في جذب الجمهور المحب لدراما التشويق، يوما تلو الآخر بدون صخب أو دعاية مبالغ بها، وكذلك بدون حرق الأحداث التي تدور في حقبة زمنيتين يجمع بينها رجل واحد، هو "سليمان عبد الدايم" وملامح واحدة لشخصيتين، هما "نسيمة" و" فريدة" وتجسدهما نيللي كريم، إلى جانب 3 أبطال رئيسيين أخرين، هم هشام سليم في شخصية الصحفي والأديب الذي يرتبط بفريدة في الحقبة الزمنية الحالية، وبسمة العائدة بعد غياب لتجسد دورة الزوجة الأحدث لهشام سليم، ومحمد علاء في شخصية الرسام نادر الذي ارتبط في نهاية الستينيات بنسيمة أرمينية الأصل، قبل أن يختفى على يد سليمان عبد الدايم.
عبد الدايم الذي جسده ببراعة محمد ممدوح رغم عيوب المكياج في المرحلة ما بعد عامه الثمانين، يظهر في نهاية الستينيات في شخصية ضابط أمن يسكن إلى جوار نسيمة وزوجها نادر بهدف مراقبة ما يجري في "شقة الزمالك" لشكوك لدى الجهاز الذي يعمل به بأن هناك نشاط سياسي وراء حفلات وسهرات نسيمة المتتالية، لكنه يقع في حب الجميلة الأرمينية ويقرر ابعاد زوجها عنها، الخط الموازي نرى فيها هشام سليم أو شريف عفيفي يرتبط باستاذة الأدب الروسي فريدة، يشتري لوحة قديمة ليفاجئ بأن ملامحها هي نفس ملامح زوجته، لا يكاد يصدق أن صاحبة اللوحة عاشت في الستينات، يبحث وراء الخيوط فيكتشف أنها مختفية منذ ذلك الحين، يجهز لرواية تفضح سليمان عبد الدايم الذي انتقل لنشاطات التجسس عبر الإنترنت تحت سعار التجارة الإلكترونية، تتلاقي الخطوط، يتلاعب المؤلف ومعه المخرج بذكاء المتفرج، تختلف التوقعات بعد كل مشهد، وتساعد موسيقى تامر كروان على زيادة الإحساس بالتوتر منذ شارة البداية حتى نزول تتر النهاية .
"اختفاء" مسلسل سار في طريق مختلف على مضمار سباق رمضان 2018، وأيا كانت صحة الاتهامات بانه مقتبس من عمل آخر، هذا أمر تحكم فيه الجهات المعنية، لكننا امام عمل درامي مشوق، دفع بنيللي كريم لخطوات بعيدة للأمام، وشهد عودة قوية لهشام سليم وبسمة، وأكد موهبة محمد ممدوح "تايسون" وأضاف الكثير للممثل الصاعد محمد علاء.
هل يمكن أن تتلاقي مصائر البشر عبر حقب زمنية متباعدة، هل تحول رغبة التملك ضابط الأمن إلى "وحش" مستعد لاخفاء البشر حتى لا يقترب منهم غيره، هل المسلسل يحمل اسقاطات على شخصيات وأحداث حقيقية، كل ما سبق من علامات استفهام، يطرحها "اختفاء" لكن للمتفرج الذي يريد أن يتابع دراما مختلفة، ربما لن يتوقف عندها كثيرا، وسيركز فقط ما تلك الشخصية التي عاشت قبل خمسين عاما، وأثرت فيما حولها، بل امتدت تأثير "نسيمة" حتى لمن لا يعرفونها، الكاتب شريف وزوجته فريدة .
حسنا فعلت نيللي كريم بأن منعت دموع الجمهور من النزول هذا الموسم حزنا على ما تتعرض لها في المسلسلات، وجعلت انفاسهم محبوسة وهم يجلسون إلى جوار سليمان عبد الدايم يتابعون مراقبته وحصاره لنسيمة ومن معها، وسط عجزهم عن توقع ماذا سيفعل بهم في المشهد التالي مباشرة .