3 حوادث انتحار في أسبوع.. والاكتئاب المتهم الأول

أحمد النجار
الإكتئاب هو أحد أكثر الأسباب شيوعاً وراء الانتحار
3 صور

شهدت الأيام القليلة الماضية ثلاث حالات انتحار أشعلت الرأي العام، حيث أقدمت مصممة الأزياء الشهيرة "كاثرين بروسنان" Katherine Brosnahan التي أسست علامة "كايت سبيد" الشهيرة وقُدرت ثروتها بملايين الدولارات، وعلى الرغم أنها كانت في قمة نجاحها المهني، ولطالما أرتبط أسمها بالسعادة والتفاؤل إلاّ أنها قررت الانتحار في شقتها الأنيقة واضعةً حداً لحياتها بطريقة دراماتيكية.

الطاهي الشهير
وبعد أيام من انتحار "بروسنان" جاء موت الطاهي الشهير أنتوني بوردين، بعد أن شنق نفسه في حمام غرفته مستخدماً حزام رداء الحمام للانتحار، وذلك بأحد فنادق فرنسا.
حيث اشتهر "بوردين" بعمله التلفزيوني في برنامج عن الطهي والسفر وحقق خلاله شهرة واسعة، بالإضافة غلى تأليف كتب الطهي، والكتب الأخرى القصصية وغير القصصية والتي تربعت في أعلى قوائم أكثر الكتب مبيعاً.

انتحار في الحرم
وفي واقعة غير مسبوقة، أقدم وافد يبلغ من العمر 35 عاماً على الانتحار ووضع حداً لحياته، بعد أن قذف نفسه من سطح الحرم المكي، على صحن الطواف في الدور الأرضي وسط ذهول المعتمرين.
فما الذي يدفع بمصممة أزياء وطاهي شهير وشاب يؤدي مناسك العمرة إلى الانتحار، على الرغم من أن أحدهم يملك المال والأخر الشهرة فيما يتحلى الأخير بالوازع الديني؟

قد يكون المال والشهرة هما السبب
يقول المستشار الأسري والتربوي المعتمد أحمد النجار "حين يصل شخص ما إلى قرار إنهاء حياته باختياره فليس للمال أو الشهر أي تأثير يذكر عليه، بل على العكس قد تكون دافعاً لفعله ذلك، نظراً لكونها قد أشبعت جوانب كثيرة في حياته ولم يتبقى لديه مايشعره بالسعادة والرضا كما يظن".
وأضاف: "وحده الوازع الديني الحقيقي هو ما يُحدث الفرق الحقيقي ويمنع الفكرة من أساسها، فمن أجل ذلك ينبغي البدء بمواجهة المشكلة بالتحرك في خطوط متوازية عبر الخطاب الديني، والوعظي، والتعليم، والإعلام، والقطاعين العام والخاص".

الإهتمام برموز المنتحرين
بيّن "النجار" بأن الذين يقومون بالانتحار في الغالب يرمزون إلى نواياهم، برموز مباشرة كالإعلان على نيتهم بالانتحار بجمل مثل (أتمنى لو لم أكن هنا)، (لامعنى لحياتي) وإلى أخره.
وأحيانياً تكون هذه الرموز مخفية كتقسيم الأمتعة، كتابة الوصية، المزاج العكر، ولذلك يجب الإهتمام بشدة لهذه التهديدات وملاحظتها وعدم إغفالها.

الاكتئاب
أكّد المستشار أحمد النجار بأن الاكتئاب هو أحد أكثر الأسباب شيوعاً وراء الانتحار؛ فالأشخاص المصابون بالاكتئاب الشديد دائماً ما يعانون من شعور بمعاناة تسيطر على حياتهم ولا أمل في التخلص منها، الأمر الذي يدفع الشخص إلى الدخول في حالة من الكآبة تسيطر على التفكير المنطقي لديه، وتدفعه إلى عدم الاهتمام بحياته، وهو شعور لا يُلام عليه المريض، لأنه ببساطة من الأعراض المرضية التي لا يمكن التحكم بها.
وبالرغم من وجود علاج للاكتئاب إلاّ أن المرضى يعانون في صمت ويُقدِمون على الانتحار من دون أن يعلم أحد بمرضهم.
وأضاف: "ليس الاكتئاب وحده هو المسؤول عن اتخاذ المنتحر قراره الخطير؛ فهناك أسباب أخرى منها: وجود تاريخ عائلي مليء بمشاكل الصحة النفسية، تعاطي المخدرات، العنف، العزلة، الوحدة، مواجهة المشاكل القانونية، تعاطي الكحول، التعرض للمشاكل الاجتماعية أو المعاناة من اضطراب نفسي أو مرض عقلي".