ماهي حقيقة "اكتئاب العيد"؟

د.ماجد قنش
2 صور

العيد في العادات والتقاليد العربية وفي الدين الإسلامي أيضاً هو فترة للفرح والبهجة، وهو بمثابة الجائزة لإتمام الصيام والقيام في الشهر الفضيل، لذا فإن الغالبية تُعدّ له قبل قدومه بالكثير من التجهيزات سواءً على مستوى الزينة والأطعمة أو على المستوى الشخصي البدني والنفسي أيضاً، إلا أنّه في الآونة الأخيرة، تفشى لدى البعض حالات الكآبة والحزن التي تنتابهم في فترة الأعياد، فبينما الآخرين منغمسون في السعادة والاستبشار، نرى فئة يغلب عليها الطابع المأساوي!.


استشاري علم النفس والسلوكيات الدكتور "ماجد قنش" يُخبرنا عن حقيقة ذلك الاكتئاب فيقول:
" أولاً، اعترض على مسمى "اكتئاب العيد" لأن الاكتئاب مرض نفسي قد يؤدي إلى الانتحار في بعض الحالات الخطيرة، الصحيح انّ نُطلق على ذلك شعور "الكآبة من روتين العيد الحالي"، وهذه التسمية بسبب العديد من السلوكيات وهي كالتالي:


1- مفهوم العيد اليوم اختلف عن مفهوم العيد في الماضي عند الآباء والأجداد، ففي العصور السابقة كانت العائلة تؤدي صلاة العيد ثمّ تجتمع في بيت أحد كبار العائلة لتناول وجبة الفطور وتقديم التهاني، وبعض العائلات تبدأ حينها بالتزاور على بعض الأقرباء والأصدقاء ومن ثمّ التنزه، إلا أنّه في عصرنا الحالي أصبحت العائلة تسهر طوال الليل حتى إذا ما أتمّت أداء الصلاة عادت للبيت لتنام حتى حلول المساء، وحينها يبدأ التنزه فقط، في جو ملئ بالخمول والكسل، وهذا الأمر يؤدي إلى فقدان الصلات والشعور بالكآبة لتغيير نظام النوم والغذاء والنظام الطبيعي لليوم، والقليل فقط من العائلات السعودية هي التي حافظت على العادات القديمة.


2- التعب والإرهاق الناجم عن العادات السلوكية الخاطئة في رمضان، وبالتحديد السهر طوال فترة الليل والنوم في فترة النهار، إضافة إلى التعب الناجم عن العمل الشاق لدى البعض، ما يؤدي إلى إجهاد الجسد وتراخي العقل، بناءً عليه يأتي التذمر من القيام بأي نشاط في نهار العيد.


3- التكلف المادي المبالغ فيه من قِبل العائلات، من حيث شراء الملابس في أواخر رمضان بأسعار باهظة والتكلف في الهدايا وتزيين الحلويات، ناهيك عن تزيين المنزل وتغيير الأثاث، ما ينعكس بآثار سلبية نفسية على رب المنزل أو المُعيل، إضافة إلى الآثار الاجتماعية والسلوكية الخاطئة من تباهي البعض بمقتنياتهم الحديثة وشعور البعض الآخرين بقلة رضا وإحباط من أنفسهم ومقتنياتهم عند المقارنة بغيرهم.


4- شعور البعض بالحزن نتيجة فقدان أو وفاة أحد الأقرباء والأصدقاء، وينبغي على المجتمع مواساة هذه الفئة وعدم إهمالهم خاصةً في هذه المناسبات، كذلك يُعاني البعض من حنين جرّاء فقدان مؤقت لأحد الأبناء أو المقربيّن له عند حلول الأعياد، قد يكون ذلك الشخص مبتعث للدراسة أو عمل أو متزوج للتو، وبالرغم من وجود وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات الاتصال المنتشرة إلا أنّ بعض أنماط الشخصيات خاصةً الحسية منها هي التي تشعر بتأثير الكآبة ومعاناة الفقد بشكل أكبر، هنا يتوجب تذكيرهم بالآثار الايجابية التي قد يجنيها الشخص المفقود مؤقتاً في المستقبل.


5- كثرة أكل الحلويات والنشويات وتناول المشروبات المحتوية على الكافيين خاصة في التجمعات العائلية، فهذه المشروبات والمأكولات تزيد من الرغبة في تناول كميات أكبر منها وترفع مستوى الدوبامين في الجسم، ما يؤدي إلى الشعور بالنشاط المفاجئ ثم الخمول ومضاعفة آثار التعب.


6- شعور البعض بكآبة نتيجة فقدان الأجواء الروحانية التي يتمتع بها الشهر الفضيل، ويُنصح هذه الفئة بمحاولة الاستمرار على ما ابتدئوا به في رمضان تدريجياً.