الموت: تعلّمي منه لتري الحياة بمنظار مختلف

الموت والحياة
2 صور

ليس عليك أن تفقدي شخصاً عزيزاً لتتعلمي كيف يجب أن تتعاملي مع النواحي الحياتية المختلفة.


مع الشعور الكبير بالفقد والحزن، إلا أن هناك ناحية واحدة من الموت تتعلق بما يفعله بأولئك الذين بقوا: إنه يدفع بعيداً كل ذلك الضجيج غير المهم والهامشي في حياتنا ويجبر الأشخاص على التعامل فقط مع المسائل المهمة فعلياً. وفي أغلب الأحيان فإن الشخص الذي مزقه فقد عزيز ما يكون واقعياً جداً جداً. والأمر أشبه كما لو أنك تتحدث مع شخص تناول مسكناً، إذ كل ما يخرج عنه يكون نقياً وحقيقياً ومستسلماً.
يقول أحد المدربين النفسيين "هذه التجربة راسخة بعمق، وأستمتع بكوني في ظل هذه الأجواء من الحقيقة المطلقة. وفي مثل هذه الأوقات أدرك ما الذي يمكن أن يجعل شخصاً ما يعمل في دار لرعاية المسنين. إنها الفرصة للعمل في بيئة يكون فيها كل شيء على المحك،حيث تتجرد الحياة إلى الاهتمام بالضرورات الأساسية فقط: يبدو الأمر لي وكأنه رحلة روحية محمّلة في حقيبة الظهر لا تحمل فيها إلا ما تحتاجه إلى البقاء فقط، وكل شيء آخر مجرد أمتعة إضافية لست بحاجة إلى أن تحملها".

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


ويتابع: "وفي أحيان كثيرة عندما أعمل مع زوجين يتجادلان حول "هي قالت/ هو قال" في ما يتعلق بحياتهما الزوجية، فإنني أقاطعهما بأن أتدخل كالتالي: أجعلهما يجلسان كل واحد قبالة الآخر وأجعلهما يملآن الفراغ في الجمل التالية : "لو أنني أعرف أنني سأموت غداً فإنَّ الذي أود أن تعرفه أنت اليوم هو..." وهذا من شأنه أن يلفت انتباههما. فيتركان الجدل على الفور ويقولان أشياء مثل "إنني أحبك"، أو "إنني آسفة/ آسف إنني لم أكن زوجة/ زوجًا أفضل"، فلماذا تعتقد أن ذلك يحدث؟

الأنا في داخلنا هي التي تتحكم في تصرفاتنا. فنحن مشغولون أولاً وقبل كل شيء ببقاء واستمرار كلمة "أنا" التي تعبّر عن الآنا في داخلنا. وقد يأخذ هذا الأمر عدة أشكال، وفي ما يلي بعض الأمثلة القليلة لتساعدك على معرفة ذلك: القلق بشأن ما سوف أحصل عليه من الوضع، أو كيف أنظر إلى الآخرين، أو أنني أريد أن أؤذي شخصاً قام بإيذائي، أو الشعور بقلة احترام أو أريد أن أبعد احتمال الانتقادات الموجهة إليّ أو الشعور بالحرج من شيء فعلته أو الحاجة إلى أن أكون على صواب. كل هذه الأمور تتعلق بأهمية الآنا الخاصة بنا.

إنَّ السماح للموت بأن يكون معلمنا من خلال جعلنا ندرك المسائل المهمة فعلاً هو أفضل الطرق لكي نعيش بحق وصدق. فلو أنك تعرف أنك ستموت غداً، فما الذي سوف تفعله بشكل مختلف اليوم؟