رافعة عملاقة سُرقت من ألمانيا وتم العثور عليها في مصر

طول رافعتها 12 متراً
الرافعة التي تم العثور عليها
الرافعة المسروقة
تم نقلها من ألمانيا إلى مصر
4 صور

كثيراً ما تحدث سرقات المركبات بمختلف أنواعها و"أحجامها"، وغالباً ما يتم العثور عليها – في حال عُثر عليها – بشارع أو مدينة قريبة من مكان تواجدها الأصلي، ولكن أن تتم سرقة مركبة ضخمة من قارة ما، ويتم العثور عليها في قارة أخرى، فهذا بكل تأكيد أمر غريب وفريد جداً من نوعه، وربما لم يسبق له الحدوث، ولكنه أمر حقيقي، حيث أن الشرطة الألمانية أعلنت مؤخراً أن "الرافـعـــة" الضخمة التي كانت قد سُرقت في 19 من شهر آذار/ مارس الماضي 2018، من مدينة "شتوتغارت" الألمانية، والتي يصل وزنها إلى حوالي الـ 48 طناً، ويبلغ ثمنها أكثر من 200 ألف يورو، قد تم العثور عليها في مدينة الإسكندرية في مصر.. أجل في مصر، أي في قارة أخرى.

وقالت شرطة "شتوتغارت" عبر منشور على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "ما هو الشيء الذي يزن 48 طناً وعُثر عليه في مصر؟"، موضحة أن حتى أفراد الشرطة أنفسهم لا يصدِّقون ما حدث، إلا أن الرافعة المسروقة، منذ شهر آذار/ مارس الماضي من موقع بناء في حيّ "أونرتوركهايم" وُجدت في مدينة الإسكندرية في مصر، وأن أحد الشهود كان قد قادهم للمركبة المسروقة، وتابعت الشرطة عبر منشورها بأن التحقيقات ما زالت جارية لمعرفة خلفيات القضية ومجريات السرقة وهويات الفاعلين.

من جهته، اعتبر المتحدث باسم الشرطة "مارتن شاوتر"، أنه من المرجح للغاية، وهو الإحتمال الأقرب للحقيقة، بأن الرافعة التي عُثر عليها في مصر هي تلك التي تخص شركة "باوله"، موضحاً أنه يعتقد أن الأمر يتعلق بلصوص محترفين على المستوى الدولي، لذا قد يطول أمد التحقيق بشأن هوياتهم.

وكانت الشركة في وقت سابق عقب اكتشاف سرقة الرافعة، قد رصدت مكافأة مالية قيمتها 5 آلاف يورو، لأي شخص يستطيع الإدلاء بمعلومات عن هذه السرقة، التي نفذتها - عصابة سرقة منظمة على الأرجح – بحسب توقعات المحققين، وهكذا زعم عدد من الأشخاص في ولايات "تورنغن" و"ساكسونيا" و"ساكسونيا السفلى" أنهم قد رأوا تلك المركبة، دون أن تؤدي المعلومات التي قدموها إلى العثور عليها، وليس من الواضح إذا ما كانت الرافعة قد وصلت إلى هذه الأماكن بالفعل.

وكان تلفزيون "إس في إر" الألماني قد نشر بأن شعار الشركة المالكة كان قد تم محيه عن الرافعة، كما تحدثت الشركة عن توقف جهاز تحديد الموقع الـ"جي بي إس" عن العمل في العربة بعد اختفائها، أما موقع "شبيغل أونلاين" الألماني الشهير، فقد نشر أيضاً أن اللصوص وجدوا صعوبة في نقلها من قارة إلى أخرى على الأرجح، بالأخذ في الحسبان أنه إذا كان خزان وقود الرافعة مليئاً، وفي حال أرادوا قيادتها، فلن يكفي سوى لقيادة مسافة لن تزيد عن 350 كيلومتراً، لذا تكهن بأن اللصوص تزوَّدوا بالوقود لأكثر من مرة خلال رحلتهم.

من ألمانيا إلى.. مصر
وفي تصريح للمتحدثة باسم مديرية الجمارك الألمانية "روت هاليتي"، أدلت به لموقع "بيلد" إنه: "ليس هناك ما ينبغي جمركته عند التصدير، ولا ينبغي التحقق من وضع ملكية"، مشيرة "هاليتي" إلى وجود سفن شحن حاويات ضخمة، وهو الأمر الذي لن يلفت الإنتباه إلى شحن رافعة يبلغ وزنها 48 طناً عبرها على الإطلاق.

ونشر موقع "بيلد" رأي أحد الخبراء في مجال الشحن، والذي يعتقد بدوره أن لرافعة المسروقة، لم تعبر الشوارع الألمانية مطلقاً، بل أنه كان قد تم نقلها عبر سفينة عابرة للطرق المائية الداخلية، حتى الوصول إلى مدينة "روتردام" الهولندية أو "أنتويرب" البلجيكية، حيث يمكن إرسال الرافعة دون مشاكل من بحر الشمال إلى مصر.

وتتوقع الشرطة الألمانية أن تكون الرافعة قد وصلت إلى الإسكندرية عبر البحر، وهو السيناريو نفسه الذي تبنَّاه موقع "شتوتغارتر ناخريشتن"، وهو أن تكون الرافعة، التي أصدرت الشرطة مذكرة بحث أوروبية عنها، وصلت إلى مصر من خلال البحر المتوسط عبر إيطاليا ثم إلى تونس وليبيا لينتهي بها الأمر في المدينة المصرية، بعد أن قطعت مسافة تزيد عن 4200 كيلو متر.

وأشار موقع "شتوتغارتر ناخريشتن" إلى صعوبة نقل السيارة المطليَّة حينها باللون الأحمر، والتي يبلغ طول رافعتها وحدها 12 متراً ، وارتفاعها هي بمجملها 4 أمتار، وأكدت أن اللصوص الذين نقلوها، يتمتعون بخبرة كبيرة، لا سيما أن سرعتها القصوى قد تبلغ 60 كيلومتراً في الساعة فقط، وبيَّن الموقع أنه من غير المرجح أن تبقى الرافعة في ميناء الإسكندرية، بل ستعاد إلى ألمانيا بعد التحقق من الوضع القانوني في مصر، ولفتت إلى أن حالة السرقة هذه خطيرة، وهكذا إن تم القبض على المسؤولين عنها، فقد يواجهون أحكاماً قضائية تصل إلى 10 سنوات من السجن.