أحببته بسبب حبه لفتاة خائنة!

السلام عليكم خالة حنان،
أنا مشكلتي صعبة، أحببت شخصاً عبر الفيس بوك فقط، لم نلتق أبداً، وقص عليّ قصة حبه لأخرى، وكيف فطرت قلبه وحبه لها لازال دائماً. يقول إنه أغلق قلبه واعتزل الحب، وأنه سيبقى حبها في قلبه، ومع مرور الوقت أحببته كثيراً وأحببت كيف يحب، ووجدت نفسي تعلقت كثيراً به لدرجة أبكي الليل؛ لاشتياقي له وينفطر قلبي عندما يحدثني عنها، وحدث أن توفيت أمه وأنا أحادثه فكنت أول من يعلم. تقطع قلبي عليه وتألمت لألمه. لا أستطيع تركه أو حتى الابتعاد عنه وهو يحادثني أيضاً. اعترفت بحبي له قبل وفاة أمه واستهجن ذلك وقال: مستحيل أن تكوني أحببتني في فترة قصيرة، والتي أحببتها عامين لم تحبني، فكتمت الموضوع في قلبي وبقينا نتراسل كالعادة وهذه الفترة زدت تعلقاً به؛ لأني أواسيه في وفاة أمه، وهو يحادثني دوماً ويحكي لي كل ألمه ويشاركني به.
ماذا أفعل بحبي له؟ هل أكتمه؟ هل يحبني وهو خائف أن أخونه؟ هل من المستحيل أن ينسى حبه القديم ويحبني؟ انصحيني؛ فأنا قلبي يحترق.
(نورا)
الحل والنصائح من خالة حنان:
1- أنت يا حبيبتي تعيشين قصة حب فيها الكثير من الخيال وربما الأوهام!
2- أولاً أنت تعرفت على هذا الشاب عبر الفايس بوك، أي أنه وجود أثيري يعتمد على الكلام والمزاج، والرغبة في العيش بجو معين من الحب والاهتمام.
3- هذه هي مخاطر التعارف الأولى على منصات التواصل الاجتماعي، والتي لم يعد لها علاقة باسمها، فالتواصل هنا وهمي وانعزالي أكثر منه اجتماعياً، واسأليني لماذا؟
4- لأن الشخص يمضي ساعات معينة على حسابه في الفايس بوك (كحالتك للمثال) فيما تكون له حياة أخرى حقيقية يمضيها مع عائلته وعمله وصداقاته الحقيقية أيضاً، والتزاماته ومسؤولياته إلخ...
5 - فهل يمكن أن تعتمد علاقة على لحظات من العطف أو الود بديلة للواقع؟
6- ما أقوله ليس عموميات وما قصتك إلا واحدة من قصص الانجراف نحو خيال ووهم ليس بشأن الطرف الآخر فحسب، بل بشأن الحالة نفسها. أي أن هذا الشاب يمكن أن يكون أحب فتاة خانته حقاً، ويمكن أن يكون فقد أمه، ولكن لا يمكن أن تكوني أنت الإنسان الوحيد الذي يعرف هذا ويتعاطف معه، فهو لا يعرفك إلا من خلال كلماتك، وحتى إنه استهجن حبك له؛ لأنه إنسان واقعي ولا يريد أن تتمادي في أوهامك!
7- لا تزعلي يا حبيبتي؛ فلا أقصد تحطيم قلبك الصغير؛ لكني أنوي أن أؤنبك بقوة وأنبهك بأن عاطفتك النبيلة تخصك وحدك أكثر مما تخص هذا الشاب، وأنت بموقفك وتعاطفك وظنونك أنك تعلقت به تكونين قد تعلقت بالحب ليس أكثر، وأسقطت الأحداث على نفسك كما يحدث لنا أثناء مشاهدة فيلم سينمائي نتأثر بعواطف بطليْه!!
8- أخيراً أقول لك باختصار: لا بأس من الحب وكلنا نحتاجه ولكن بقليل من الحكمة والتمسك بالتفكير العقلاني نستطيع أن نوازن وننقذ أنفسنا من أوهام لا تقود لغير الندم، فاصحي رجاءً، وحولي هذه العلاقة إلى نوع من الصداقة بعيداً عن التقارب الشخصي، بل اجعلي موضوعات عامة تشغلك في التواصل فتستفيدي وتفيدي بدلاً من أن ترمي نفسك بتهلكة توجعك باسم الحب، فيما الحقيقة أنها خيال وأوهام. وفقك الله.

وللنساء والزوجات اللاتي يبحثن عن رأي صادق وحلول لمشاكلهن «خالة حنان» عادت لتدعم كل النساء وتقدم لهن الحلول، راسلوها عبر إيميلها الخاص [email protected]
حقوق نشر المشاكل وحلولها محفوظة

يمنع نشر أي مشكلة أو حل من دون إرفاقها بالعبارة الآتية:
(عن خالة حنان: مجلة سيدتي).. وأي نقل لا يلتزم بهذه الإشارة يقاضى قانونيًا.