مرحبا خالة حنان،
أنا فتاة عمري 25 متعلمة وابنة عائلة، وعلى قدر من الجمال، أعيش في بلد أوروبي مع عائلتي، تقدم لخطبتي شباب كثر منذ أن كان عمري 18 سنة، وكانوا جميعهم ذوي خلق، ولكن لم يكونوا ذوي دين، منهم السكير، ومنهم من اكتشفنا أنه لعوب ويخون، ومنهم من رفضني أهله، وفي كل مرة نفسخ الخطوبة.
تألمت كثيراً لما حدث وبكيت كثيراً، ولكني راضية بما كتب الله عليّ، دعوت الله ن يرزقني بزوج صالح، فرزقني الله بشاب عفيف خجول جداً، طيب، ابن عائلة كريمة، وهو متعلم وصاحب خلق رائع، يعامل أهلي معاملة رائعة، يكرمني ويحبني، إلا أنه ليس بجميل، وأقصر مني، لم أُرغم على الارتباط به أبداً، إلا أنني تخيلت أن تغلب هذه الصفات على شكله، لكني أشعر بالضيق وأخاف أن يأتي يوم الزواج فكيف سيراه معارفنا؟ ولكثرة خوفي لم أخبر أحداً بخطبتي.
لا أشتاق له ولا أستطيع أن أكلمه بحب، زارنا عدة مرات فهو يسكن ببلد أوروبي آخر، وفي زيارته الأولى شعرت بضيق لا يوصف، لكن عندما زارنا في المرة الثانية كنت قد قررت أن أحاول النظر لأمور أخرى فلم أشعر بنفس درجة الضيق، لكن لم أكن سعيدة.
أعلم أن الخلقة هي من الله ولا اعتراض على حكمه، وقد حاولت كثيراً أن أغير من مظهر خطيبي، وهو متجاوب ويقبل التغير، إلا أنه رغم التغير ليس بجميل.
عائلتي يوصون بالزواج به، فهو من أروع الشباب، فكيف سأرفضه؟ أخاف عقوبة الله بأن أكون قد خالفت الحديث الشريف «إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه» كما أخاف أن لا يتقدم أحد لخطبتي إذا فسخت خطبتي، وأنا فعلاً لديّ رغبة بأن أبني عائلة. ماذا أفعل؟ انصحيني خالة.
(أمونة)

الحل والنصائح من خالة حنان:
1- ما حكاية البنات مع جمالهن وعدم وسامة العرسان؟ مؤخراً تلقيت أكثر من رسالة من بناتي، ونشرت بعضها أرجو أن تقرئيها للإفادة، أما نصيحتي من دون تردد فهي: تزوجيه!! نعم. تزوجيه لمرضاة أهلك وقبلها لمرضاة ربك ثم نفسك.
2- تزوجيه لأن المواصفات التي تطلق في عالمنا اليوم عن الجمال ابتعدت كثيراً عن منحاها الفطري الذي أوجده المولى عز وجل، لتأخذ مواصفات وقياسات وهمية محنطة، تحيل الإنسان إلى دمية، وتوهمه بجمال مصنوع ومستعار لا علاقة له بجمال الروح والشخصية والأخلاق.
3- تزوجيه لمصلحتك فأنت في الخامسة والعشرين، وأمامك فرصة لتكوّني أمومتك، وتجدي حولك عائلة سعيدة.
4- تزوجيه لأنك ستندمين مع عشرته على كل هذه المشاعر الشيطانية التي تراودك من أنه غير جميل، وأنك تحاولين أن تغيري من شكله ومظهره.
5- تزوجيه شرط أن تكتشفي من أعماقك أنك مخطئة في الرؤية والقياس، وأن الرجل لا يعيبه شكله، كذلك المرأة لا يعيبها شكلها، بل إن شكلها لا يشفع لها، ويكفي أن تتصفحي مواقع العالم لتكتشفي الجحيم الذي تعيشه جميلات خدعن بمفهوم الجمال السطحي المصنوع، فغادرن فطرتهن وأرواحهن ليجدن أنهن يعشن في العذاب ذلك أن الرجال الذين أغرموا بهن اكتشفوا مع الوقت خواء أرواحهن ومع الزمن يذوي الجمال المؤقت ليبقى جمال القلب والروح السمحة الكريمة.
6- تزوجيه بعد أن تغسلي رأسك من أخطاء شنيعة، أهمها خوفك مما سيراه الآخرون، وتوصية أهلك، واقتناعك أنه غير جميل لكنه لطيف وكريم، فمن يضمن لك أن جمالك سيدوم؟
7- أخيراً تزوجيه بعد أن تصححي نفسك ورؤيتك وسلوكك؛ لأن تعاليك سيصله، ومفهومك عن السعادة المزيفة سيحس به، فبدون هذا التصحيح تراجعي من الآن؛ لأن هذا الرجل الطيب لا يستحق إلا كل خير، ولأن جماله يشع في الطيبة والدماثة والرغبة في الستر، فلا تكوني الشيطان الذي يغويه ويهرب، بل باستطاعتك أن تكوني الملاك الذي يستحقه ويلازمه، شرط أن تنقذي نفسك أولاً من الوساوس.

وللنساء والزوجات اللاتي يبحثن عن رأي صادق وحلول لمشاكلهن «خالة حنان» عادت لتدعم كل النساء وتقدم لهن الحلول، راسلوها عبر إيميلها الخاص [email protected]
حقوق نشر المشاكل وحلولها محفوظة

يمنع نشر أي مشكلة أو حل من دون إرفاقها بالعبارة الآتية:
(عن خالة حنان: مجلة سيدتي).. وأي نقل لا يلتزم بهذه الإشارة يقاضى قانونيًا.