أخشى من حساسيتي أن تفشل لي زواجي!

السلام عليكم خالة حنان،
أنا أول مرة أراسلك، أريد أن أستشيرك في موضوع ضروري بالنسبة لي؛ لأنه يشكل لي عائقًا وألمًا نفسيًا.
أنا فتاة مقبلة على الزواج، إن شاء الله، مشكلتي أنني حساسة وآخذ الأمور بشكل سلبي وخوف، وهذا يفقدني التركيز حتى أجد نفسي في مشكل كبير بسبب حساسيتي الزائدة، على عكس أختي وصديقاتي، لا يكترثن ولا يعطين الأمر أكثر مما يستحق، أنا عن نفسي متأكدة أن لدي شخصية متوازنة، ومع السنين ستصبح أقوى؛ لأني أبلغ من العمر 21 سنة فقط، ولكن بسبب هذه الحساسية، أصبحت أشك في نفسي وأقول، ربما شخصيتي ضعيفة.
أريد حلاً لهذه المشكلة، أريد أن أصبح متوازنة، وأن أكون قادرة على مواجهة المشاكل؛ لأني الآن حين تهددني مشكلة، أهرب وأترك كل شيء ورائي، وهذا لا يعجبني لأني مقبلة على حياة زوجية، وسوف أواجه مشاكل أقوى بكثير، ولا أريد التصرف كالعادة وأهرب.
هل أنا حساسة لأن شخصيتي ضعيفة، أم أعطي الأمور أكثر من حجمها؟؟
هل أدرب نفسي على برودة الأعصاب، وأصبح أنانية ولا يهمني غير مصلحتي؟؟
هل أتصنع أمام الآخرين وأريهم جانبي القوي فقط دون أحاسيس؟ وعندما أضعف أختبئ في غرفتي كي أبكي ولا يراني أحد؟؟
هل حالتي طبيعية نظرًا لسني، أم هذه صفة في شخصيتي ستظل تلاحقني طوال حياتي؟؟
أتمنى أن تجيبيني لأني محتاجة فعلاً لنصيحة شخص أكبر مني ولديه تجارب في الحياة.
شكرًا، سوف أكون ممتنة لردك.
«زينة».


الحل والنصائح من خالة حنان:
1- أشكرك يا ابنتي على ثقتك، وأدعو الله أن يوفقنا لندعمك في حياتك المقبلة بإذنه، وتكوني عروسًا رائعة وزوجة ناجحة وأمًا مثالية، بإذن الله.
2- سأرد على أسئلتك بالإجابات الآتية:
3- عن الحساسية والشخصية الضعيفة أقول، أنه لا علاقة بينهما؛ بل إن الكثير من أصحاب الشخصيات القوية، يعيشون حساسياتهم بالخفاء، والفرق بينهم وبين الآخرين أنهم لا يظهرونها!
4- نعم، ربما تعطين بعض الأمور الصغيرة أكبر من حجمها؛ فحاولي من الآن تدريب نفسك على ما يسمى في حياتنا اليومية «التسنيح»، وتعني لغويًا التسامح؛ فلا تتوقفي عند كل كلمة لا تعجبك، أو مزاح ثقيل يوقظ حساسيتك المرهفة.
5- لا أتفق معك على أن التدريب على برودة الأعصاب يعني أن تصبحي أنانية، وهذا يعني أيضًا أنه ليس كل إنسان يمتلك برودة الأعصاب هو أناني ولا تهمه غير مصالحه!!
5- هذا تعميم متسرع يا ابنتي ومتهور أيضًا، ومن جانب آخر لا يمكنك أن تصبحي باردة الأعصاب؛ فقد فطرك الله على شخصية مرهفة حساسة، فيما فطر آخرين وأخريات على صلابة وقوة جسدية أو نفسية، وفئات ثالثة فطرها على الصبر والتحمل.. إلخ.
6- هذا التنوع بالفطرة يدرس في علم النفس ويقسم إلى أنواع من الشخصيات، يضع لها خبراء ومختصون سمات، ويقترحون أساليب التعامل معها، وكلما ساعد الإنسان نفسه في اكتشاف جوانب من شخصيته، وسعى لمعرفة، أو حتى تلمس أنواع الشخصيات الأخرى التي يتعامل معها، كلما استطاع أن يسعد بعلاقاته، سواء العائلية أو المهنية أو الاجتماعية.
7- لا أنصحك بالتصنع بل بالتفهم، وذلك بتدريب نفسك على التحكم بعواطفك وتشغيل عقلك؛ ليكون مراقبًا ومرشدًا لك في ردود فعلك، لكنك لن تنجحي بين ليلة وضحاها؛ بل تدريجيًا؛ فراقبي نفسك وسيطري على ردود أفعالك، وسجلي تصرفاتك الجديدة وراجعيها كل يومين؛ لتكتشفي التغيير الذي يحدث لك.
8- أخيرًا أقول لك، إن حالتك طبيعية، وعليك أن تسعدي بطيبتك ومشاعرك الرقيقة، وتشتغلي على حساسيتك بحب ومثابرة، وتطلبي من عريسك أن يفهم هذه الناحية من شخصيتك؛ لأنها سترافقك، ولكن بتطور جميل ينهي السلبيات منها، ويحتفظ بالإيجابيات، بإذن الله، وفي الوقت نفسه حاولي التعرف على نوع شخصية خطيبك، وتعاملي معها بالرأفة والحنان والتفهم؛ لتصلا بإذن الله إلى شراكة حياة رائعة، تسودها البهجة والفرح، بإذن الله وألف مبروووووك!!!

وللنساء والزوجات اللاتي يبحثن عن رأي صادق وحلول لمشاكلهن «خالة حنان» عادت لتدعم كل النساء وتقدم لهن الحلول، راسلوها عبر إيميلها الخاص [email protected]
حقوق نشر المشاكل وحلولها محفوظة

يمنع نشر أي مشكلة أو حل من دون إرفاقها بالعبارة الآتية:
(عن خالة حنان: مجلة سيدتي).. وأي نقل لا يلتزم بهذه الإشارة يقاضى قانونيًا.