مراهق يصرخ: أبي اكتشف جسدي معي!

عمر مراهق في الرابعة عشرة من عمره، كتب شكواه لـ «سيدتي نت» باختصار، وهي رسالة موجهة لكل أب يقول فيها: فجأة شعرت أن جسمي يتغير، استيقظت لأجد ملابسي الداخلية مبللة بسائل غير البول، وتحدث لي حالة أخجل منها حين أرى مشهداً إباحياً أو فتاة جميلة، كما أني أصبحت أميل لمداعبة أعضائي التناسلية، ومع ظهور بعض الشعر الخفيف تحت إبطي، ومناطق جسمي الأخرى بدأت أسأل نفسي: هل أنا مريض أم أني سأصبح رجلاً في يوم وليلة مثل أبي، وأتحمل ما يتحمله وربما أتزوج، لم أجد أحداً بجواري ليرد على تساؤلاتي، وتمنيت أن يقترب أبي المشغول والبعيد مني؛ لأكتشف معه جسمي الذي يتغير.

إلى هنا رسالة عمر التي توجهت بها «سيدتي نت» للدكتور محمد نعيم فرحات، أستاذ علم الاجتماع في جامعة النجاح الفلسطينية حول مرحلة النمو الجنسي للمراهق، ودور الأب فيها، فأعطى النصائح الآتية:

- على الأب أن يفتح عموماً ومنذ الصغر قناة حوار مبكرة، ومتعددة المستويات مع ابنه الذكر، وأن يعزز هذه القناة خصوصاً في طوره كمراهق؛ لأن الحوار الحيوي والمفتوح بين الأب والابن هو أحد أهم الآليات التربوية، التي بمقدورها أن تحدث التغيرات المقصودة والمرغوبة، أو التي تساعد على ذلك بصورة لا يمكن تعويضها بأي آلية أو دور آخر.

- عليه بناء علاقة حوار ناضجة مع ابنه ونقاش بذكاء التحولات الجسمية التي تحصل عند المراهق، وكيفية التعامل معها، وتوجيه عملية تفريغ الطاقة.

- لا يجب أن يتحرج الأب أو الابن من طرح مسائل فعلية، تحصل عند المراهق مثل الانتصاب وإدراك معنى ذلك، أو العادة السرية أو القذف باعتبارها قوى ومظاهر فعلية حقيقية موجودة عند المراهق، والنقاش أو الحوار الذكي من طرف الأب بخصوصها هو أفضل بما لا يقارن مع بقائها كقوة سارحة تتفاعل عند الابن وحده، ويتدبر أمرها ووعيه بها وحده.

- وعلى ذلك على الآباء ألا يتركوا لأولادهم (الحبل على الغارب)، بل عليهم مراقبتهم، وإرشادهم إلى الطريق السوي وربطهم بالعقيدة الربانية، وهذا يؤدي إلى تقوية الوازع الديني، وتجنب مواطن الفساد والاتجاه إلى العفة والتسامي، والتحلي بالأخلاق الكريمة، وبالتالي أن يميز الأحكام الشرعية التي ترتبط بميله الغريزي ونضجه الجنسي.