شيري عادل: هذه أصعب مشاهدي في مسلسل «السهام المارقة» في رمضان


منذ طفولتها استطاعت أن تدخل القلوب دون سابق إنذار. فمن الطفلة الجميلة التي كانت تقدم الإعلانات وتشارك في مسلسلات للأطفال و«الكليبات»، إلى الممثلة الناضجة القادرة على تقديم كل الألوان التمثيلية، استطاعت الفنانة شيري عادل أن تحقق نجومية في فترة ليست بالطويلة، حيث مازالت نجاحاتها الدرامية وأيضاً السينمائية تتردد أصداؤها حتى الآن. شيري التي قدمت في رمضان هذا العام دور مريم في مسلسل «السهام المارقة» أثبتت أنها ممثلة من طراز فريد. وخلال هذا الحوار حدثتنا عن كواليس هذا العمل، وعن أشياء أخرى .

شـــاركتِ خلال الماراثون الرمضاني في بطولة مسلسل «السهام المارقة». حدثينا عن هذا العمل؟

في الحقيقة، سعدت جداً بالمشاركة في هذا المسلسل؛ لأنه يناقش فكرة هامة للغاية، ويغوص في تفاصيل قضية شائكة وهي الإرهاب، ورغم عرض أكثر من عمل يناقش هذه الفكرة، إلا أن «السهام المارقة» كان مختلفاً كثيراً من وجهة نظري، وأعتقد أنه ترك انطباعاً جيداً لدى الجمهور.

ألا ترين أن مسلسل «السهام المارقة» لم يحقق ردود الفعل المتوقعة مقارنة بأعمالك السابقة؟

لا، بالعكس. أرى أن المسلسل حقق ردود فعل جيدة، وقد نال استحسان أغلب الذين شاهدوه، وهذا أسعدني للغاية خاصة أن العمل يناقش فكرة شديدة الأهمية؛ لكن أعتقد أن سبب تخيل البعض ذلك هو عرضه على قناة واحدة بشكل حصري، وهي قناة «أبو ظبي»، وفي الفترة المقبلة سيعرض على القنوات المصرية.

لكنه لم يحقق نجاح مسلسلك الأخير نفسه «الحصان الأسود» على سبيل المثال. ما تعليقك؟

النجاح بالنسبة لي هو أن ينال إعجاب متابعي العمل، وهذا ما جرى؛ حيث أشاد بالمسلسل كل من شاهده، وكما ذكرت ربما لم يحدث المسلسل الدوي الكبير نظراً لعرضه حصرياً؛ لكن هذا لا ينفي أنه نجح وقد سعدت كثيراً بهذا النجاح.

هل ترين أن المسلسل ظُلم بسبب عرضه حصرياً؟

لا أرى أن هناك مسلسلاً يُظلم بالعرض الحصري؛ لأن العمل الجيد يفرض نفسه ويحقق النجاح، وأعتقد أن «السهام المارقة» قد حقق هذه المعادلة وجذب المشاهدين إليه.

ما الذي جذبك في شخصية مريم التي قدمتِها في المسلسل؟

مريم شخصية مختلفة عن كل الأدوار التي قدمتها من قبل؛ وهي شخصية جذابة وتحدٍّ لأية ممثلة، وهذا ما أبحث عنه دوماً، فضلاً عن أن العمل يناقش عن قرب فكرة الإرهاب التي أرخت بظلالها على العديد من الدول العربية، وقد كنت مستمتعة للغاية أثناء قراءتي لسيناريو العمل.

 

ألم تخشي من تقديم المسلسل خاصة أنه يناقش فكرة سياسية ربما تكون جديدة على الدراما؟

لا، طبعاً؛ لأني آمنت بفكرة المسلسل والرسالة التي يدعو لها، ومن طبيعة شخصيتي أنني حين أؤمن بعمل أنزع من قلبي فكرة الخوف أو القلق، وهذا ما حدث في مسلسل «السهام المارقة».

لكن، هل هناك تشابه بين شخصية مريم وبين شخصيتك الحقيقية؟

هناك تشابه طفيف بالطبع؛ لأن كل دور أقدمه يكون به بعض الخيوط التي تربطني به، ومنها على سبيل المثال حب مريم لخصال الخير وغيرها.

كيف استعددت لتقديم شخصية مريم خاصة وأنه يختلف عن أعمالك السابقة في جديته؟

للعلم، كان استعدادي للعمل تماماً كأعمالي السابقة كافة، فبالنسبة لي لا فارق بين دور جاد قدمته وآخر كوميدي؛ لأني لا أستخف بأي دور حتى لو كان «لايت»، وإنما العكس تماماً؛ لأني في النهاية أؤدي شخصية غير شخصيتي، وبالتالي أحرص على إتقانها، وبالنسبة لشخصية مريم فقد اجتمعت كثيراً بالمخرج محمود كامل لرسم ملامح الشخصية، بالإضافة إلى العديد من «البروفات» قبل بدء التصوير.

ما هي أصعب المشاهد التي قدمتِها خلال المسلسل؟

كان هناك العديد من المشاهد المحورية؛ وفي الوقت نفسه صعبة نفسياً وتمثيلياً، ولعل أبرزها مشهد جلد مريم ضمن أحداث العمل، وهذا المشهد أبرز المجهود الكبير الذي بذله كل طاقم المسلسل.

كيف كان التعاون مع المخرج محمود كامل خاصة أنه كان الأول بينكما؟

محمود كامل مخرج مجتهد، ويهتم بكل التفاصيل، ويسعى لتقديم الأفضل، ومن أهم ميزاته أنه لا يشكل ضغطاً على الممثل، ويعطيه الفرصة لتقديم ما لديه بشكل أفضل.

ما سبب قلة أعمالك خلال الفترة الحالية خاصة أنك في الماضي كنتِ تقدمين ثلاثة أو أربعة أعمال في الموسم الواحد؟

في الماضي حينما كنت أقدم هذا الكمّ من الأعمال، كانت مساحة الأدوار أقل كثيراً مما أقدمه حالياً، لكن منذ تقديمي لمسلسل «بنات سوبرمان» قررت ألا أظهر في أكثر من عمل درامي خلال موسم واحد.

وما السبب؟

مستدركة.. لأني وجدت أن ذلك سيجعلني أكثر تركيزاً، فتقديمي لعمل واحد يمنحني الوقت لإعطاء الدور الذي أقدمه، حقه من المذاكرة والتركيز والإتقان؛ من أجل أن يخرج العمل جيداً.

 

ثنائيتي مع يوسف الشريف لم تتوقف

 

هل هذا ينطبق أيضاً على السينما خاصة وأن نجاحك الأكبر كان سينمائياً؟

للأسف، لم أعد أتلقى عروضاً جيدة ومغرية فنياً، كما كان الأمر في الماضي، فهي إما دون المستوى، أو ســــبق لي أن قدمتــــها. أنا أبحث دائماً عن العمل الذي يكون على قدر من الجودة، ولا أحب التواجد في أي عمل من أجل التواجد.

وهل ستطول فترة غيابك عن السينما؟

لا، طبعاً. فأخيراً، قرأت فيلماً أعجبني كثيراً، وربما يكون هو عملي القادم، لكني حتى الآن لم أبدِ الموافقة النهائية على تقديم ذلك العمل.

ما سبب عدم استغلالك للنجاح الذي حققه «بنات سوبرمان»؛ لتقديم عمل من بطولتك المطلقة؟

لأني أسعى إلى العمل الجيد، ولو عُرض عليّ عمل جيد من بطولتي المطلقة فسوف أوافق طبعاً؛ لكني لا أريد ذلك لأكون بطلة مطلقة وحسب، وبالنسبة لمسلسل «بنات سوبرمان» فقد كان هناك اتجاه لتقديم جزءٍ ثانٍ من هذا العمل، لكن المشروع تعطل بسبب انشغالي وأيضاً يسرا اللوزي وريهام حجاج، إلا أن هذا المشروع ما زال قائماً.

بعيداً عن ذلك.. ما سبب توقف الثنائية الفنية الناجحة بينك وبين الفنان يوسف الشريف؟

ليس هناك أي توقف، فقد قدمنا معاً: «رقم مجهول» و«المواطن إكس» و«اسم مؤقت»، وتوقفنا فترة ثم تعاونا مجدداً في «لعبة إبليس»، ونتعمد ذلك كيلا يشعر الجمهور بالملل منا كثنائي. يوسف من أكثر النجوم الذين أشعر بالارتياح بالتعاون والعمل معهم.

 

غنيت وتدرّبت في دار الأوبرا

 

لماذا لم تفكري في احتراف الغناء رغم تخرجك في معهد «الكونسرفتوار»؟

بالفعل، أنا غنيت وتدرّبت في دار الأوبرا، ولكن اتجاهي للإعلان ومن بعده التمثيل استحوذ على كل وقتي، بل وأسرني وأحببت مجال التمثيل للغاية، لكن هذا لا يمنع أني أحب الغناء.

 لماذا إذاً لم تقدمي عملاً استعراضياً يجمع بين التمثيل والغناء؟

كما ذكرت، أنا مستعدة لتقديم أي دور، لكن المقياس هو السيناريو الجيد، والمخرج المتميز، والإنتاج المناسب، وبالطبع لو عُرض عليّ عمل يحمل هذه المواصفات فسوف أوافق على الفور، وهذا ينطبق على أي عمل آخر بالمناسبة، وليس الاستعراضي فقط، فالعمل الفني في النهاية هو صناعة، ولكي تنجح هذه الصناعة النجاح المطلوب، لابد وأن يتوافر بها ولها الكثير من العوامل المكملة لبعضها البعض.

 

حياتي الخاصة خط أحمر

 

شائعات كثيرة حول قصة حب تعيشينها في الوقت الحالي..

ما حقيقة هذا الكلام؟

في الحقيقة، توقفت منذ فترة طويلة عن الحديث في أموري الشخصية عبر الإعلام، إذ أنها لا تخص أحداً، فضلاً عن أن هناك البعض ـ للأسف ـ يركز عليها كثيراً متجاهلاً ما أقدمه من أعمال فنية.

هذا حقيقي. ولكن، كيف تتعاملين مع مثل تلك الشائعات؟

جدير بالذكر أن الشائعة تظل شائعة ما لم تأخذ حجماً أكبر من حجمها، وأعتقد أن الفنان لو كرس وقته وجهده للرد على أي شائعات وتكذيبها، فلن يسير أي خطوة للأمام في حياته، وهذا هو المنهج الذي أتبعه؛ حيث ينصب كل تركيزي وجهدي في عملي، وأسعى دوماً لتقديم العمل الجيد المختلف للجمهور، أما الشائعات وما شابه فلا تعنيني .

أمنياتي الفنية والخاصة.

 

ما هي أمنياتك؟

كل أمنياتي هي أن أعمل على إسعاد أمي؛ لأنها كل حياتي، وكل ما تبقّى لي في الدنيا هذه بعد رحيل والدي، أما على المستوى الفني فأتمنى تحقيق النجاح الأكبر، وتقديم أعمال تظل عالقة بأذهان الجمهور، وقد نجحت في ذلك من خلال أدوار قدمتها مثل دوري في فيلم «حسن ومرقص»، الذي جمع الفنانين العملاقين عادل إمام وعمر الشريف، وأيضاً شخصية سلوى في فيلم «أمير البحار» مع الفنان محمد هنيدي، ومشاركتي النجم والفنان أحمد حلمي في فيلم «بلبل حيران» أيضاً، كما أتمنى استمراري في تحقيق ذلك النجاح، فليس هناك شيء يسعد أي إنسان في هذه الحياة أكثر من النجاح الذي يحققه .

author
القاهرة - نور الدين صلاح
Subtitle
أعشق الغناء ومستعدة لتقديم عمل استعراضي بشروط
رقم العدد
1949
Slideshow
publication_date_other