النحاتة كاتيا التل.. حين يتنفس الفنان من فضاءاته المتخيلة

النحاتة الأردنية كاتيا التل
التل خلال تدريباتها مع نادي الدفع الرباعي الدفاع المدني
من أعمال التل النحتية
من أعمال التل الخزفية
التل مع أحد أعمالها
عمل نحتي لكاتيا التل
عمل نحتي للتل
التل مع منتسبي الدفاع المدني
من أعمال التل
جانب من أعمال التل
التل خلال عملها
التل متطوعة
12 صور

فنانة متفردة، وعينٌ فنية مثقفة، في كل يوم يمرّ يكبر شغفها عامًا وأكثر، وبوضوح كبير، ترى طريقها وخطوتها التالية، عادت إلى الجذور؛ لتنطلق منها إلى فضاءات الحداثة والإبداع.

كاتيا التل.. نحاتة أردنية، غادرت كل محطاتها في العالم؛ لتستقر في ريف مدينة السلط وسط الأردن، تنهل من أمها الطبيعة روحًا وفنًا وخيالاً، قلّما نجده معلقًا على جدران صالات العرض، جدّدت روحها في مسقط رأسها، وخلقت من الصلصال والخزف هويتها التي لن تموت.

وحتى نعرف أكثر عن كاتيا التل وعن أعمالها، كان لـ«سيدتي» هذا الحوار معها.

بدايةً تحدثت كاتيا عن علاقتها بالصلصال، وإلى أي حدّ قد يشبهها؟ قائلة:
الصلصال مادة حية، تنبض، تتنفس، تغير الحرارة، وتمر في مراحل نمو، لكل مرحلة خصوصيتها وجماليتها، كما هو حال الإنسان، وفي اللحظة التي لمست فيها الصلصال، جذبني كقوة خارقة، لم ولن تفارقني؛ فهي جزء من الكل، الكون والنفس، هكذا بدا الصلصال مرافقي في رحلتي وعالم اكتشافي اللامنتهي لأسرار الكون.
في كل مرة تجربة فريدة، وفي كل مرة أنتقل إلى مرحلة أعمق، الصلصال من مكوناتي، قد يكون أنا المجردة من كل ما هو دنيوي ومادي.

ذاكرة اللاوعي الجمعية
وعن ارتباطها بالناس في أعمالها الفنية، تؤكد أن حياتها قد تكون متعلقة بذاكرة اللاوعي الجمعية؛ مما يجعلها تحس بالألفة والتناغم مع ما هو حقيقي، وتضيف: «أترك الحرية لـ”عين نفسي” لتعكس ما في داخلي وتتحاور مع كل شيء جميل، تأخذني أحيانًا إلى ما تتوق للقائه، قد يكون البحر، زهرة، الفجر، وأحيانًا الاسترسال بحديث فيه حالة من الترفع عن كل ما هو مادي ودنيوي، وأحيانًا أخرى التأمل وإطلاق العنان للروح للتجول في عالم الخيال البنّاء».

وتابعت: «الفنان يتنفس من فضاءاته المتخيلة، والعمل الإبداعي هو عالم لا يخلو من التحديات والصراعات، جميل وفاتن بقدر ما هو متعب، وأصعبها الإحباط والسكون الإبداعي اللذان قد يطولان، يدافع عن هذا العالم، يحميه، ويحارب من أجله، وموت هذا العالم هو موت مؤلم لكل فنان، عملية الإبداع تمر بمراحل قصوى، يخرج منها الفنان منهكًا، وهنا يأتي دور النضوج الفني بالتعامل والتصالح مع هذه المرحلة، وعدم الدخول بعملية تكرار الذات».

«إبداعات نوى»
وبالحديث عن «مشغل إبداعات نوى»، ودوافعها لتأسيس هذا المشروع، قالت: «بعد فترة غياب دامت سنوات طويلة ما بين دبي، باريس وسلطنة عُمان، كان قد آن الأوان للعودة إلى الأردن، أردت فتح مشروعي الخاص لإنتاج قطع فنية تعبر عن هويتي، وتكون في متناول محبي النحت والخزف والجمال بشكل عام، وقررت البدء بمشروع فن توظيفي، وفصله عن أعمالي النحتية، وهنا دخلت عالم الأعمال الذي –كفنانة- لم أكن أعلم شيئًا عنه، ولعل وقوف نادي سيدات الأعمال إلى جانبي، ساعدني على بناء وفهم القاعدة الرئيسة، وأستطيع القول الآن، إنني تمكنت من الوصول إلى منظومة خاصة بي للحفاظ على خصوصية الأعمال وتقريبها؛ لتكون بمتناول الناس».

التجربة التطوعية
وسألناها: تعملين كمتطوعة بجمعية نادي صاحبات الأعمال والمهن، وبنادي متطوعي الدفاع المدني «الدفع الرباعي»، حدثينا عن هذه التجربة التطوعية؟
الشعور بالمسئولية المجتمعية الذي رافقني دائمًا، وشغفي بكل ما يتعلق بـ«الدفع الرباعي»، اجتمعا معًا في نادي «الدفع الرباعي الأردني -متطوعو الدفاع المدني»؛ حيث نعمل معًا لخدمة المواطن، مجموعة من الشباب المؤهلين بعددهم وسياراتهم، رغبوا باستخدام هذه القدرات والمؤهلات لخدمة المجتمع، وبعد انضمامنا للدفاع المدني تضاعف تأثيرنا على المجتمع؛ فإن تعاون المجتمع المدني مع المؤسسات العسكرية، أراه من أسمى المهمات في مجتمع حضاري ومتطور.
أما نادي «صاحبات الأعمال والمهن»، الهادف لرفع مستوى أداء المرأة الأردنية في مختلف المهن والأعمال التي تتولاها؛ فوجودي بمجلس الأمناء بمثابة فرصة حقيقية لدعم وإعطاء الدعم للمرأة؛ فإن خبرتي في التعامل مع ذاتي كفنانة، والصعوبات التي قد واجهتها عند انخراطي في تأسيس مشروعي الخاص، تزودني بالقوة والرغبة في تقديم الخدمة للمرأة الأردنية والعربية على جميع الأصعدة.

بين المدن
وحول الفترة التي عاشتها في باريس، وسلطنة عُمان والإمارات العربية، والإضافات التي قدمتها لها على الصعيد الإبداعي والإنساني، تحدثت: «الترحال يثري الإنسان على جميع المستويات؛ فهو لم يعلمني بقدر ما اخترته أنا ليضيف لي، وأهم ما فيه، المساحة للغوص في مدارك نفسي، التوحد مع الطبيعة والعيش بخبرات وتجارب حسيّة ونظرية، تفتح أفقًا وعوالم تثري ما هو داخلي، وقدمت عدة معارض في كل البلدان التي أقمت بها، وكان لي الفخر أن ألقى الإعجاب بأعمالي مهما اختلفت الجنسيات، ولي الفخر أيضًا بوجود الأعمال في عدة متاحف في الدول العربية والأوروبية والآسيوية».

بطاقة
النحاتة كاتيا التل
- حاصلة على شهادتي بكالوريوس في تخصصات علم نفس والعلوم السياسية من الجامعة الأردنية.
- وشهادة دورة تدريبية في المسرح من مركز الفنون الأدائية في العاصمة الأردنية عمّان.
- وشهادة الدبلوم باللغة الفرنسية من جامعة «ليون» في فرنسا.
- عملت في مجال المسرح وصناعة السينما، بالإضافة إلى العمل المجتمعي بالمؤسسات غير الربحية.
- وتعمل حاليًا في تدريس الفنون وإدارة المسرح والنشاطات اللامنهجية، بمدرسة «البكلوريا» الدولية، ومدرسة «كامبردج».
- في رصيدها أكثر من 20 معرضًا فنيًا بعدة دول عربية وعالمية.