تاتيانا غلمية.. لا شيء صغير مع هذه المؤثرة الصغيرة

تاتيانا غلومية
تاتيانا غلومية.. المؤثرة الصغيرة
لا شيء صغير مع هذه المؤثرة الصغيرة
4 صور

كندية- لبنانية، نشأت في المملكة العربية السعودية: إنها المهندسة تاتيانا غلمية التي أصبحت مؤثرة – ميكرو. بدأت نشاطها على إنستغرام بعد أن فقدت الإلهام في حياتها العملية اليومية، وتابعت نشاطها بالتدوين عن الأزياء والجمال والسفر، بعد أن شعرت أن عالم الهندسة الذي تفتخر بدراسته، الذي سارت به على خطى والدها يفتقر إلى الأناقة والإبداع، لتكشف مدونتها عن شخصيتها ذات المواهب المتعددة، فهي فاشينستا ومغامرة ومواظبة على السفر.

تعمل تاتيانا وتعيش الآن في بيروت، وتحدثت إلى AboutHer.com، حيث شاركتنا قصتها وإستراتيجياتها للنجاح منذ حصولها على شهادة الهندسة والانتقال من السعودية إلى لندن والعمل في صناعة يسيطر عليها الذكر وكيف أثر ذلك عليها، وهي التي تأمل أن تصبح يومًا ما من المدافعات البارزات عن تمكين الأنثى، وأما شعارها في الحياة فهو «اصنع حظك بنفسك»، وكان لنا الحوار الآتي معها:

أخبرينا عن نفسك من هي تاتيانا غلمية؟ وما الذي يجب أن يعرفه الناس عنك؟
لطالما حاولت أن أقدم أفضل ما لدي منذ صغري، وكان هدفي آنذاك أن أحصل على مستوى عالٍ من التعليم في أفضل معاهد الهندسة، تخرجت في جامعة مكغيل McGill University بدرجة البكالوريوس في الهندسة المدنية، ثم حصلت على شهادة الماجستير من كلية إمبيريال في لندن Imperial College London. بعد ذلك عملت في أكبر شركات الهندسة في منطقة شمال إفريقيا وحوض المتوسط. وأنا فخورة بكوني مهندسة مدنية مشت على خطى والداها، وهو الرجل الذي يُعتبر قطبًا من أقطاب الصناعة. ولكن، كانت الهندسة المدنية تفتقر إلى اللمسة الفنية والإبداعية وأيضًا تفتقر إلى الأناقة والموضة، وهما عاملان من أكثر الأشياء شغفًا في حياتي، فقادني هذا الأمر إلى أن أبدأ مدونتي الخاصة، التي تعكس ملامحي الشخصية الفريدة من حبي للسفر إلى أسلوب الحياة، بالإضافة إلى ميولي الهندسية بطبيعة الحال. وأتمنى في يوم ما أن أكون ناجحة في التدوين مثلما نجحت في مجال الهندسة.

تجربة فريدة.. 

كيف كانت نشأتك في السعودية؟
لم تكن نشأتي في السعودية أمرًا سهلاً بالنسبة لي كامرأة، وكما تعرفون فإن السعودية هي بلد، حيث لا تحصل النساء فيها على نفس الحقوق التي تحصل عليها المرأة في مكان آخر. ولكن لحسن حظي، ألحقني والداي بمدرسة دولية، حيث استطعت أن أكسر الحواجز والعوائق الثقافية، وأن أكوّن صداقات على مر السنوات مع أفراد مختلفين ومن خلفيات متنوعة. وهذا أمر رائع أن يكون لديك أفراد عائلة من جميع بلدان العالم. والسعودية هي موطني وسيبقى دائمًا له مكان خاص في قلبي.

هل واجهت أي نوع من الصدمة الثقافية عندما انتقلت من السعودية إلى لندن لإكمال دراستك؟
كانت السعودية تجربة فريدة بالنسبة لي وكنت محظوظة لأنني كنت جزءًا منها، وإذا عُدت إلى الوراء وكان لدي الخيار فلن أستبدل هذه التجربة على الإطلاق. وقد عشت في كندا لمدة أربع سنوات قبل الانتقال إلى لندن، ولم أواجه أية صدمة ثقافية في كلتا البيئتين، بل على العكس كانت الحواجز الاجتماعية أسهل في التغلب عليهما في بيئة غربية بصفتي شخصية اجتماعية وناشطة، واستطعت أن أفعل ذلك بحرية أكبر هناك. أنا محظوظة لأنني استطعت توسيع دائرتي الاجتماعية عبر القارات.

تمر السعودية بتغييرات كبيرة فيما يتعلق بحقوق المرأة ما الذي تتمنين رؤيته في مستقبل المرأة السعودية؟
لقد مضت السعودية قدمًا فيما يتعلق بالمساواة بين الجنسين. ومؤخرًا عقد في العاصمة السعودية الرياض أول حدث لأسبوع الأزياء في بداية العام. وبدأ العديد من النساء المؤثرات اجتماعيًا بالظهور، وهذا يشير إلى أن هناك أساسًا يُجرى بناؤه لمزيد من التقدم في المستقبل. وباعتقادي أن الدولة تتجه قدمًا نحو المزيد من التغيير والنجاح في المستقبل، وأهدف أنا شخصيًا لأن أكون واحدة من أوليات النساء المؤثرات.

تأكيد الذات
الهندسة مجال مفتوحٌ أكثر للرجال، كيف استطعت تأكيد ذاتك في بيئة كهذه؟

هناك شعار أقدره كثيرًا وأحاول أن أعيشه وهو: «أنت تصنع حظك في الحياة». فالصعوبات والعوائق تواجهنا، ولكن الأمر يتعلق بنا وحدنا لكي نعمل جاهدين للتغلب عليها، وهذا أساسيًا ما فعلته في صناعة الهندسة. لقد بذلت جهدًا بالغًا وعملت بكد ونشاط واستطعت تأكيد ذاتي وجعل حضوري ملحوظًا في الوظيفة التي كنت أعمل بها في الشركة.

ما الذي جعلك تتجهين إلى التدوين ووسائل التواصل الاجتماعي كمنصة لمشاركة أسلوب حياتك؟
طالما كان لدي شعور بالقدرة على التدوين، فأنا شخصية اجتماعية بطبيعتي وعشت في بلدان مختلفة على مر السنوات، ولدي شغف حقيقي تجاه الموضة والأناقة والتنسيق. وأعتقد أن بإمكاني تقديم النصائح حول مواضيع مثل الأزياء والموضة والسفر وأسلوب الحياة والرياضة، وحتى في مجال السيرة المهنية، كما أعتقد أنني أستطيع استهداف قاعدة عريضة من الجمهور، وأنا أستمتع بهذا الأمر، حيث إنه السبب الرئيسي لممارستي التدوين.

مساعدة الناس
ما أكثر شيء تعشقينه في التدوين، وهل تتصورين أنه سيكون مهنة دائمة لك؟

أنا أستمتع بكوني قادرة على تقديم النصيحة ومساعدة الناس، وخصوصًا النساء الشابات اللواتي يقفن على مفترق الطريق في حياتهن. وأنا ممتنة جدًا لجميع الفرص التي حصلت عليها والتنقلات والخبرات الواسعة التي مررت بها، وأود أن أشاركها مع الآخرين. وأتصور أنني سأجمع بين التدوين والهندسة وشهادات أخرى في المستقبل، بالإضافة إلى مسارات مهنية يمكن أن أمر بها في طريقي، وأصنع منها جميعًا حياة مهنية ناجحة.

مَن مِن النساء ملهمة لك ولماذا؟
إنني محاطة بالعديد من النساء في دائرتي المقربة واللواتي لعبن دورًا رئيسيًا فيما أنا عليه اليوم. ولكن الشخصية التي ساهمت في ذلك هي والدتي، والتي كانت حريصة على أن يكون هناك توازن بين التعليم والأنشطة كأولوية في حياتنا. لقد أرادتنا أن نكون الأفضل في كل شيء أو على الأقل أن نهدف إلى أن نكون كذلك! وأتذكر عندما عدت إلى المنزل في إحدى المرات وقلت لها إنني حصلت على علامة 17 من 20 في الامتحان خلال فترة دراستي الثانوية، وكان جوابها كم عدد الأشخاص الذين حصلوا على أعلى من هذه العلامة. وهذا ما جعلنا دائمًا ألا نرضى بما هو عادي. وما زالت والدتي حتى اليوم تلعب دورًا مهمًا في حياتي، وألجأ إليها عندما أواجه مشكلة أو عندما أحتاج نصيحة حول أي موضوع، ويجب أن أضيف أنني أخذت حسي بالأزياء منها.

منافسة كبيرة
ما هو أكبر تحدٍ تواجهينه كونك مؤثرة، وما الذي تفعلينه لتستمري في حماسك؟

ثمة منافسة كبيرة في مجال الصناعة والعديد من الأشخاص يحاولون أن يصبحوا مؤثرين في الإعلام المجتمعي. ولكن أعتقد أنني أمتلك خصائص فريدة وخبرات تجعلني متميزة. والتحدي الآخر هو أننا في بعض الأحيان نقع ضحية الانتقادات القاسية والهجمات الشخصية التي يمكن أن تكون مؤذية. وأنا أبقى متحمسة من خلال المشاركة في الأنشطة الجديدة وفي التحديات والتجارب في مجال الرياضة والسفر.

كونك مؤثرة، فمن الشائع أن تصادفي متصيدين على وسائل الاتصال المجتمعي، فكيف تواجهين؟
أفضل طريقة لمواجهة ذلك هو تجاهل هذه الملاحظات والتفكير بها كرسائل للتمكين، وإضافة إلى ذلك فإن أفضل طريقة لمحاربة أي شيء هو أن تثبت أنه خاطئ وتجرده من مصداقيته، وهذا ما أهدف إلى فعله في حال أصبحت ضحية للتصيد. أود أن أثبت أن هؤلاء الناس على خطأ وأن أبين لهم أن كتاباتي وتدويني يصنعان فرقًا لمختلف الناس، وأنني ربما أتمكن في يوم ما أن أصنع فرقًا إيجابيًا في حياتهم كذلك.

قضية تمكين المرأة
كيف تستثمرين حضورك على السوشيال ميديا لتمكين النساء الأخريات؟

أحد الأسباب الرئيسة التي بدأت لأجلها مدونتي هو تأييدي لقضية تمكين المرأة، وأتمنى أن أكون في يوم ما مدافعة عن هذه القضية. ومن خلال كتاباتي أثبت بطريقة ما أن النساء قادرات على القيام بكل الأشياء التي يفعلها الرجل من المشاركة في المغامرات الرياضية، مثل التزلج على الجليد، إلى الحصول على مهن ناجحة في معظم الصناعات المعقدة. وأعتبر قضية تمكين المرأة في العديد من كتاباتي كمحاولة لإظهار القيم الفريدة لها. وأحاول أن أوصل رسائل التمكين هذه بعرض وتصوير النساء اللواتي أوصلن هذه الرسائل إليّ شخصيًا، سواء النساء من أفراد عائلتي اللواتي أتطلع إليهن كأنموذج يحتذى، أو أيقونات مشهورات في مجال المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة من شتى أرجاء العالم.

ما الذي يجعلك امرأة متمكنة؟
إن تعريف كلمة «تمكين» يختلف من شخص إلى آخر. وبالنسبة إليّ، ترتبط الكلمة بشكل مباشر بمدى كوني قوية وواثقة، وكيف أتحكم بالإيجابيات والسلبيات في حياتي، وكيف أحاول دائمًا أن أطالب بحقوقي. وعملية تمكين النفس هي عملية يومية تتغير وفقًا لما هو هدفك التالي ووفقًا لما تريد أن تحققه. وأعتقد أن أكثر ما يجعلني متمكنة هو أنني دائمًا مسيطرة على الأمور، وخصوصًا تلك التي تهمني أكثر، كمدونتي على سبيل المثال.

الصبر
ما هي إستراتيجيات النجاح التي ترغبين بمشاركتها مع النساء اللواتي يطمحن إلى البدء بمدونتهن الخاصة؟

أعتقد أن الأمر الأكثر أهمية هو الصبر، لأننا كما نعلم «لم تُبن روما في يوم واحد»، والمدونة ذات الشيء، وعليك أن تستثمري وقتك فيها، سواء باختيار المزاج المناسب لصورك التي تعكس شخصيتك، وتلك النظرة الأنيقة على صفحة الإنستغرام الخاصة بك، أو بالتفكير بالعبارات المناسبة التي ترافق صورك، والتي تدفع الناس إلى التفاعل معك. والأمر الثاني المهم للغاية هو أن تكوني أنت بشخصيتك الحقيقية في جميع ما تكتبينه وألا تقلدي الآخرين.. أنا في البداية اعتقدت أن التدوين أمر سهل، ولكنه ليس كذلك على الإطلاق، إذ ينبغي متابعة كل الاتجاهات والمواضيع الجديدة، والتكنولوجيا الحديثة وما يحدث في الدوائر الاجتماعية، والمشاركة مع الأشخاص الآخرين على وسائل الاتصال الاجتماعي، ليبدأ الناس بالتعرف إليك.