محمد عساف "حبيب" فلسطين الشعبي

7 صور

"العيد "مجازًا" يزور فلسطين للمرَّة الأولى قبل رمضان"، بهذه العبارة عبَّر أحد الفلسطينيين على صفحته في موقع التَّواصل الاجتماعيّ "فيس بوك" عن فرحته بفوز المتسابق الفلسطينيّ محمد عساف بلقب "أراب أيدول".. فقد تابع الجميع الحلقة الأخيرة من البرنامج بشغف شديد ظهر بوضوح في تعليقاتهم المرتقبة، وما إن تم الإعلان عن النتيجة النهائيَّة، حتى انهالت العبارات والتعليقات التي تزف البشرى وتُعلن النتيجة، وكأنَّها خبر انتصار قومي أشعل الفرحة في كل أرجاء فلسطين بشكل خاص، ومحبِّي عساف من جميع الدُّول العربيَّة والعالم بشكل خاص.

"سيِّدتي نت" تابع في هذا التقرير آراء وتعليقات الفلسطينيين واحتفالاتهم بمحمد عساف على "الفيس بوك"، وكذلك نقاشاتهم مع معارضيهم الذي قاموا بتهميش هذا النَّجاح، والاستنكار من الفرحة بمجرَّد فوز شاب في مسابقة غنائيَّة، في حين أنَّ البلاد والشَّعب الفلسطينيّ مازال يعاني أشدّ المعاناة من تهميش قضيَّته وسوء الأوضاع.

فكتبت WesalZainAldeen معلقة:"ألف مبروك لمحمد عساف وكافة الشعب الفلسطيني الفوز".، كما علق KharoubBaher قائلا:"العيد مجــازاً يزور فلسطين قبل رمضان لأول مرة، شعب بعشق تناقضه وجنونه."، وكتبت Diamond Abeer تصف أجواء الفرحة في فلسطين قائلة: "الجو جنون وفرح .. شكراً عساف، بنحبك .. الله يفرح قلبو على طول .. نجم بالسما .. ربي يحميه.".

وعبَّر الكاتب زياد خداش عن فرحته بقوله: "عثّاف عثّاف، عثّاف، كانت الطفلة الصغيرة جدًا تصيح وهي تقف على كتفيّ أمها وتطل من فتحة في سقف سيارة أبيها، ملوحة بعلم فلسطين، غارفًا بدموعي كنت أمرّ بالقرب من السيَّارة، وأصيح بي دون صوت بحرف "الثاء" هذا، بأجمل خطأ صوتي ولغوي في تاريخ الأصوات واللغات، سأحرر العالم، وأستعيد بلادي."

هجوم ودفاع
زاد الجدل على "الفيس بوك" بين هجوم ودفاع لحالة الفرح العارمة التي سادت المشهد، فالمعترضون كان رأيهم أنَّ الفلسطينيين تناسوا أوجاعهم وقضاياهم الحقيقيَّة وبلادهم المحتلة التي يغيث فيها العدو فسادًا، ويصفقون ويزغردون لانتصار غنائيّ وكأننا أمة ضحكت من جهلها وسذاجتها الأمم، أمَّا المدافعون فكان رأيهم أنَّ عساف لم يحرر فلسطين، ولكنه أفرح شعبًا لم يبتسم منذ ٦٦ عامًا، وجعل علم فلسطين يرفرف وإن كان انتصارًا فنيًا.

 فكتبت Rain Almsalme ساخرة: "كأنَّ مشكلة العالم العربيّ هو اكتشاف صوت جديد، وكأنما لا ينقص عالمنا العربيّ إلا الغناء، رحم الله المتنبي عندما قال: قوم إذا مس النعال وجوههم .. شكت النعال بأي ذنب تصفع."، وعلق ahmadtantawy قائلا: "غدًا سيتم تحرير القدس على يد ممثل القضية محمد عساف، وسيتم تخليص سوريا من الأسد على يد فرح يوسف، وستدخل الجيوش المصرية إسرائيل على يد القائد أحمد جمال، مساء التخلف أيتها الأمة العربيَّة."

ودافعت Moon Kharoub عن محمد عساف ضدَّ من يهمِّشون نجاحه مدَّعين أنَّه لم يحرر الأقصى كاتبة: "محمد عساف لم يستطع أن يحرر فلسطين، لكنه استطاع أن يفرحها، أهازيج فرحة وتبريكات لك يا ابن فلسطين، لقد انتزعت اللقب بكل شرف ونزاهة، وأعليت الكوفية كما وعدت شعبك."

وعلَّق KharoubBaher مدافعًا عن حق الفلسطينيين في الفرح: "قبل أن تحاكموه، حاكموا مَن ساوم على القضية وباع! حاكموا مَن يعمل للآن على تكريس الانقسام! حاكموا كل نفسٍ مريضة تكره أن يتلّون هذا الوطن بألوان الفرح! عساف علا الكوفية، فجمع المشتّت والمهجّر وابن الضفة وابن غزة وابن العروبة، جمعهم على أنَّ فلسطين تستحق الفرح، حتى لو كان فرحًا مؤقتًا أو زائفًا في عيون البعض!.. وإنّي لمنَ الفرحين."

وكان من بين التعليقات العديدة تعليقًا على الطَّريقة الفلسطينيَّة الخالصة كتب فيه Abood Mohamed Ahmad Hilo: "آويها ... إحنا فلسطينية، آويها ... وعسافنا مية مية، آويها ... لا القلب يرجف ولا الزنود مرخية، آويها ... نمشي رافعين الراس ثلاث شبار وشوية."

 

واحتفل قطاع غزة المحاصر بفوز ابنه الفنان الشاب محمد عساف بلقب " محبوب العرب" حتى ساعات الفجر في ليلة فرح نادرة لم تمر على أهالي غزة، الذين اعتادوا على أصوات قصف الصواريخ والدبابات، وكل لياليهم عامرة بالموت والحزن. وأمضوا ليلتهم في الشوارع يتابعون الحفل الأخير على شاشات عرض كبيرة نصبت في الشوارع بسبب أزمة الكهرباء التي تعاني منها غزة.

وبعد إعلان النتيجة تجمهر الآلاف حول بيت الفنان في مخيم خان يونس مسقط رأس عساف وهو مخيم لاجئين جنوب القطاع حيث يعج باللاجئين الفلسطينين الذي أنهكتهم ويلات الحرب وما تلاها من فقر وسوء الحال.