وزيرة الوحدة !!

مبارك الشعلان


في مقابل استحداث منصب وزيرة للسعادة استحدثت بريطانيا لأول مرة منصب وزيرة الوحدة؛ حيث دقَّت بريطانيا ناقوس الخطر، منبهةً كل العالم من الوحدة، ذلك الوباء الخفي، والذي يعاني منه الملايين حول العالم في صمتٍ، دون أن ينتبهوا لتأثيره المُدمِّر على الصحة؛ حيث أثبتت دراسات بريطانية أن الوحدة تُهدِّد حياة الإنسان في جميع الأعمار، وخطر الوحدة على الصحة يُماثل خطر تدخين 15 سيجارة يوميًّا، وتؤدي إلى تدهور الحالة العقلية والجسدية، والخرف، وضعف الذاكرة، والاكتئاب، وأمراض القلب، والسكر، كما أن الوحدة والعزلة سببٌ في زيادة احتمال الوفاة المبكرة بنحو الثلث.
وإنقاذًا لـ9 ملايين بريطاني، ما يوازي 14 بالمائة من السكان، وهو عدد من كشفت الدراسات أنهم يعانون من الوحدة، فاجأت بريطانيا العالم، وأعلنت تعيين أول وزيرة لشئون الوحدة.. تراسي كراوتش، ذات الـ42 عامًا، وكانت وراء هذا التغيير النائبة الراحلة جو كوكس، أول من أدركت تفاقم أزمة الوحدة، واستمعت لأنَّات من يعانون في صمتٍ، وكرَّست جهودها لمساعدتهم بإنشاء أول لجنة معنية بقضية الوحدة.
وقالت رئيسة التمريض في هيئة الخدمات الوطنية البريطانية، جين كامنغز، إن الطقس البارد والوحدة قد يكونان أمراً مميتاً في أشهر الشتاء.
وتشير تقديرات إلى أن ما يقدر بنحو نصف الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 75 عاماً يعيشون وحدهم، أي حوالي مليوني شخص في أنحاء بريطانيا، بينما يقول كثيرون إنه قد تمر عليهم أيام بل وأسابيع دون أي تواصل اجتماعي على الإطلاق مع أننا في زمن التواصل الاجتماعي، ففي زمن التواصل لا يوجد تواصل؛
حيث تعيش الوحدة دور البطولة. 
أحد المقاهي؛ قام بوضع لافتة كتب عليها:
لا يوجد إنترنت لاسلكي، تحدثوا مع بعضكم البعض! اتّصل بوالدتك. تظاهر أنّك في عام 1993!
قبل وجود مواقع التواصل الاجتماعي كان التواصل أكثر اجتماعياً!
وإذا أردت أن تعرف إلى أي مدى رداءة هذه المرحلة في التواصل الاجتماعي، فانظر إلى الناس وهم يتواصلون إنسانياً مع بعضهم في المناسبات، ففي هذا الزمن الرديء لا يمكن أن تكون العلاقات إلا ابنة شرعية لهذا الزمن، تكتسب رداءتها من زمنها الرديء!! فنحن في مرحلة التباعد الاجتماعي، متنكراً في ثياب التواصل الاجتماعي!!

شعلانيات:
* أحيانًا نُصر على الصمت؛ لأن هنالك أشياء لا يعالجها الكلام!! 
* لا علاقة للأيام بالنضج؛ نحن نكبر بمرور الناس في حياتنا!
* غالباً الكلام الذي تخشى أن تقوله، هو الكلام الذي ينبغي أن يُقال!
*لا أحد يستطيع أن يشعر بما تشعر به؛ فلا تتعب نفسك في التعبير!