لهذه الأسباب تراجعت ثروة مارك زوكيربيرغ بأشهر قليلة

طُرد ألكسندر نيكس، مدير كامبريدج أناليتيكا، بعد الفضيحة
مؤشر ثروة زوكيربيرغ حتى منتصف شهر آب
تمت سرقة بيانات عشرات ملايين الأمريكيين خلال الانتخابات
زوكيربيرغ، من إحدى الجلسات أمام الكونغرس
صاحب العملاق الأزرق بالتواصل الاجتماعي
مارك اعترف بخطأه، وأعلن أنه سيصلحه
لم يتم الحكم على مارك حتى اللحظة
من جلسات المحاكمة
مؤسس فيسبوك، مارك زوكيربيرغ
10 صور

شهر نيسان/أبريل الفائت 2018، كان بلا شكّ علامة فارقة في عالم الشبكة العنكبوتية الـ"إنترنت"، وعلى وجه الخصوص فارقة في عالم تطبيقات ومواقع التواصل الاجتماعي، وعلى وجه أكثر دقة، فارقة بما يخص مستقبل العملاق الأزرق فيس بوك؛ فبعد ما سُمّي بفضيحة "كامبريدج أناليتيكا" -وهي شركة جمع بيانات إلكترونية بريطانية-  وتراجع ثروة مارك زوكربيرغ Mark Zuckerberg تنبأ الكثيرون بسقوط هذا العملاق، وانتهاء حقبة غيّرت شكل العالم كله.

نبوءة سقوط وانهيار الـ"فيس بوك"، وعلى الرغم من أنها لم تحدث بشكل واقعي وفعلي حتى الآن، كما اعتقد الكثيرون، إلا أنها على ما يبدو في طريقها إلى ذلك الانهيار؛ فمنذ أن تكشفت تفاصيل هذه الفضيحة، و"مارك زوكربيرغ" مؤسس وصاحب "فيس بوك"، ينزف مليارات الدولارات، ويتعرض لضربات مالية عديدة، الواحدة تلو الأخرى، وبفارق أسابيع أو أيام، وأحيانًا بفارق ساعات قليلة، ومنها هبوط أسهم عملاق التواصل الاجتماعي إلى معدلات غير مسبوقة، وبنسبة زادت عن الـ 30% منذ شهر نيسان/أبريل الماضي.

خسارات متتالية، وتوتر مالي..


وبحسب ما نشره مؤشر "بلومبيرغ المليارديرات" الشهير، والذي يرصد ثروة أبرز رؤوس الأموال والأثرياء في العالم؛ فإن بداية الكشف عن تفاصيل قضية "كامبريدج أناليتيكا"، كانت الشعرة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة إلى "مارك زوكربيرغ"، والتي بدأت من وقتها التوتراتُ المالية والخسارات المتلاحقة تضرب هذا الملياردير الذي غيّر شكل العالم، إذ أنه في تاريخ 28 شهر آذار/مارس الماضي 2018، تراجعت ثروة مارك زوكربيرغ؛ لتصل حتى 62.2 مليار دولار، بعد أن كانت في 18 من الشهر نفسه تُقدر بـ 75.3 مليار، أي أنه قد خسر قرابة الـ 13.1 مليار دولار خلال 10 أيام فقط.

إلا أن عملاق التواصل الاجتماعي كان قد تمكن في 25 تموز/يوليو الماضي، من العودة مرة أخرى وبقوة؛ ليرفع ثروته حتى وصلت إلى 86.5 مليار دولار، لكن هذا الارتفاع لم يدم طويلاً؛ حيث عاد "زوكربيرغ"، وخسر خسارة شديدة وبشكل مُفاجئ؛ لتصل ثروته بعد 5 أيام فقط، وتحديدًا في 30 تموز/يوليو إلى 68.6 مليار دولار، أي أنه في أقل من أسبوع، خسر أكثر من 17 مليار دولار، وفي تاريخ 6 آب/أغسطس الماضي، عاد "زوكيربيرغ"؛ ليحاول شيئًا فشيئًا أن يعوض كل هذه الخسارات المتلاحقة، وتمكن مع حلول منتصف شهر آب/أغسطس أن يرفع ثروته بالشيء القليل؛ لتصل حتى 73.9 مليار دولار، وتستقر بقليل من الهبوط، بعد ذلك عند 71.5 مليار دولار.

وبحسب ما صرّح به عدد من المسئولين التنفيذيين داخل شركة "فيس بوك"، لوكالة "رويترز" الإخبارية العالمية في وقت سابق؛ فإن هوامش الربح في العملاق الأزرق "ستنخفض لعدة سنوات قادمة، بسبب تكاليف تحسين ضمانات الخصوصية، والتباطؤ في الاستخدام لدى أكبر الأسواق الإعلانية"، ومن المعروف أن سعر السهم في "فيس بوك"، كان قد انخفض بصورة كبيرة في القيمة السوقية منذ نيسان/أبريل الماضي.

"فيس بوك" يستمر بنزيف الأموال..
وخلال الأيام القليلة الماضية، تلقت شركة "فيس بوك" ضربة موجعة أخرى وجديدة؛ حيث إنها أعلنت عن خسارتها لـ120 مليار دولار أمريكي خلال الربع الثاني من العام الجاري 2018، وأن "مارك زوكيربيرغ" كان قد مُنيَ بخسارة جديدة في اليومين الماضيين على مستوى ثروته الشخصية، وصلت إلى الـ16 مليار دولار؛ ليهبط من المرتبة الرابعة كأكثر الأشخاص ثراءً في العالم، إلى المرتبة السادسة، مع توقعات بأن يهبط أكثر من ذلك.

أسباب تراجع ثروة مارك زوكيربيرغ Mark Zuckerberg

من الممكن اعتبار أن ما يحدث مع "مارك زوكربيرغ"، كالذي تورط بكارثة واحدة، جلبت له كل هذه الكوارث من بعدها، وهذه الكارثة الرئيسية الأولى، التي كشفت عن كل هذا الخراب الكبير في هذا العالم الأزرق، تعود إلى فضيحة "كامبريدج أناليتيكا" المدويّة، والتي تم الكشف عنها خلال العام 2018، وتعود أحداثها إلى فترة الانتخابات الرئاسية الأمريكية في العام 2016، والتي كان يتنافس عليها كلٌ من "دونالد ترامب" و"هيلاري كلينتون"؛ حيث قامت شركة "كامبريدج أناليتيكا"، وهي شركة بريطانية تختص بجمع البيانات على شبكة الإنترنت، باستعمال معلومات مسربة من موقع الـ"فيس بوك"، بقصد تصنيف وبيع بيانات ما يزيد عن 85 مليون مواطن أمريكي، واستهدافهم بإعلانات ترويجية لحملة الرئيس الحالي "ترامب".

وعلى إثر هذه القضية، تم عقد مُحاكمة رسمية لـ"مارك زوكربيرغ" أمام الـ"كونغرس" الأمريكي، بتهم سرقة بيانات مُستخدمي موقع "فيس بوك" وبيعها، بالإضافة إلى خرق خصوصية هؤلاء المستخدمين، ولكن على الرغم من مُثول "زوكربيرغ" للمحاكمة لعدة جلسات خلال شهر نيسان/أبريل الماضي 2018، إلا أنه وحتى هذه اللحظة، لم يتم إصدار أي قرار قضائي بحق مؤسس الموقع الأشهر والأكثر انتشارًا بالتواصل الاجتماعي.

الأمر لا يتوقف عند تسريب البيانات..

وقضية "كامبريدج أناليتيكا"، وتسريب بيانات مُستخدمي الـ"فيس بوك"، ليست السبب الوحيد في تراجع ثروة مارك زوكربيرغ، إذ أنه يواجه العديد من التهم "غير الرسمية"، التي ساهمت في خسارته كل هذه الأموال الطائلة، والتي من بينها خسارته الشخصية لـ16 مليار دولار، وخسارة الشركة نفسها لما يقارب الـ120 مليار دولار، التي تم الإعلان عنها خلال اليومين الماضيين، والتي كانت بسبب ما تم اعتباره "تحكم الشركة بالمحتوى على صفحات المُستخدمين"، وأنها تمنع أصحاب المشاريع الصغيرة من أخذ فرصتهم للنمو بهذه المشاريع، ومنعهم من الإعلان على صفحات الموقع.