متلازمة أسبرجر.. أعراضها وطرق علاجها

"مادة مطلوبة من هالة"
أينشتاين
بيل جيتس
ساتوشي
5 صور

منذ اللحظة الأولى التي تتأكد فيها المرأة من أنها تحمل في أحشائها الطفل الذي انتظرته بلهفة، تبدأ التفكير بصحته وما الأمور التي يجب عليها الابتعاد عنها أو القيام بها لتنجب طفلًا سليمًا معافًا. لكن تشاء أقدار الله بأن يأتي هذا الطفل وهو يعاني من بعض المشاكل الصحية أو النفسية كمتلازمة أسبرجر والتي لا تظهر إلا بعد قدومه إلى هذه الدنيا.

وهنا يقع على عاتق الأم والأب مسؤولية تقديم الرعاية والاهتمام له بكل إيمان وقوة وإرادة وعزم. ولعل متلازمة أسبرجر من الأمراض التي لا تظهر على الطفل إلا بعد فترة، كونها من الاضطرابات النفسية.
ومن خلال السطور التالي سنتعرف على هذه المتلازمة، وما أعراضها، وكيفية علاجها.

متلازمة أسبرجر:

Image result for ‫صور متلازمة أسبرجر‬‎


(Asperger's syndrome) هي إحدى الاضطرابات النمائية الشاملة، وتصنف ضمن اضطرابات طيف التوحد عالي الأداء، وقد يتأخر اكتشافها أحيانًا حتى البلوغ، لكنها تبدأ في مراحل مبكرة من العمر تتراوح بين فترة الرضاعة وفترة الطفولة المبكرة. وقد سُمي هذا المرض باسم طبيب الأطفال النمساوي هانز أسبرجر الذي قام عام 1944م بعمل توصيف الأطفال الذين يفتقرون لمهارات التواصل غير اللفظي، والذين يظهرون تعاطفًا محدودًا مع أقرانهم، ويتحركون -جسديًّا- بشكل أخرق أو مرتبك. وبعد مرور خمسين سنة، تم تسجيل وتشخيص المرض بشكل معياري.

أعراض متلازمة أسبرجر:
لهذا الاضطراب أعراض عدة متى ما انتبهت الأم لها سهل عليها معرفة وتشخيص ما لو كان ابنها مصاب به أو لا:
1/ صعوبة تكوين الصداقات:

Related image


ربما يكون نقص تعاطف المصاب مع الآخرين هو الجانب الأكثر اختلالًا عند مريض الأسبرجر، ويعاني الأفراد المصابون به من صعوبات في القيام بعناصر التفاعل الاجتماعي الأساسية، مما قد يؤدي إلى فشل في تكوين صداقات جديدة، كذلك يعاني المصاب من نقص في تقديم المعاملة بالمثل اجتماعيًّا وعاطفيًّا، ويعاني من ضعف في السلوكيات اللالفظية مثل التواصل بالعين، التعبير عن طريق الوجه، أوضاع الجلوس، والإيماءات. كما يجد المصابون بمتلازمة أسبرجر صعوبات جمة في تكوين الصداقات، وقد لا يستطيعون التواصل مع أقرانهم بسبب افتقادهم للمهارات الاجتماعية اللازمة للتعامل معهم، ومهارات التكيف الضرورية للاشتراك في العمل الجماعي أو للانخراط في المجموعات. علمًا أنّ المصاب بأسبرجر يريد حقيقة التواصل والانخراط في المجموعة إلا أنه لا يستطيع ذلك.

2/ الصمت الانتقائي:
الصمت الانتقائي يظهر لدى المصابين بأسبرجر فيقصرون حديثهم مع من يرتاحون له، وقد يتجنبون الحديث مع الغرباء، أو قد يتنحون جانبًا في المجموعات ويكتفون بالابتسامة أو يشغلون أنفسهم بعمل أشياء أخرى. في المقابل يمكن أن يتمتع الأطفال المصابون بالأسبرجر بثروة لغوية معقدة على نحو غير عادي وفي سن مبكرة، وغالبًا ما يطلق عليهم "الأساتذة صغيرو السن"، إلا أنهم يجدون صعوبة في فهم اللغة التصويرية، ويميلون إلى استخدام اللغة الحرفية. وكذلك فإنّ لديهم نقاط ضعف في مجالات اللغة غير اللفظية، تشمل هذه النقاط: الدعابة، السخرية، وإثارة ضيق الغير.

3/ التركيز الشديد على اهتمامات محددة:
تكون لدى المصابين بمتلازمة أسبرجر اهتمامات محددة وواضحة يركزون عليها لأنها تدفع عقولهم للتركيز وتخلصهم من حالة التشتت والقلق الاجتماعي، فتبث فيهم شعورًا بالراحة، وهذه الاهتمامات تتركز عادة في نشاطات فردية كالرسم أو الكتابة أو النحت أو التكنولوجيا، وتكون مصدر راحة كبير إذا لاقت نجاحًا إلا أنها تسبب ردة فعل عكسية إن تعطلت أو إن أجبروا على تركها.

4/ البحث عن الأنماط والتماثل:
يتميز المصابون بمتلازمة أسبرجر بالقدرة على فهم الأنماط وملاحظتها، فتحاول عقولهم دائمًا إيجاد نمط أو حالة من التماثل يستكينون لها في محاولة للبحث عن الراحة، فيقومون بترتيب أغراضهم في خطوط مستقيمة أو بحسب الألوان أو أي نمط آخر يرتاحون له بصريًّا ونفسيًّا، ويعتبر ذلك تحديًّا وموهبة في الوقت ذاته؛ فالمصاب بأسبرجر يتميز في الرياضيات والفيزياء والقدرة على التحليل ورصد الظواهر والسمات المشتركة فهي موهبة جديرة بالتنمية؛ لأنّ ذلك يدفعه للتميز. وتعتبر التصرفات النمطية والتكرارات الحركية جزأين أساسيين في تشخيص الأسبرجر والأنواع المختلفة من اضطراب طيف التوحد. تتضمن تلك الحركات بعض الحركات باليد مثل لوي اليدين أو خفقهما، إلى جانب حركات معقدة تشمل الجسم كله. وعادة ما تتكرر هذه الحركات في اندفاعات سريعة وتبدو أكثر عفوية منها كتشنجات، التي عادة ما تكون أسرع، وبإيقاع أقل، وبتناظر أقل.

5/ الالتزام بالروتين:
يضع المصاب بأسبرجر لنفسه روتينًا معينًا يجد فيه نظامًا للدعم ومصدرًا للراحة فاتباع جدول صارم نوعًا ما يعالج مشكلة القلق والإرباك التي يعاني منها المصاب الذي يشعر بضغط كبير إذا حصل أي تغيير على الروتين أو بفزع في حال تم تعريضه لموقف جديد.

6/ يعجز الأفراد المصابون بالأسبرجر عن أداء بعض المهام والتي تطلب إدراكًا بصريًّا ومكانيًّا وسمعيًّا، أو ذاكرة بصرية. كما قد يكونون حساسين أو غير حساسين للصوت، الضوء، اللمس، الملمس، الطعم، الرائحة، الألم، درجة الحرارة، وغيرها من المحفزات.

الفرق بين التوحد ومتلازمة أسبرجر :

Image result for ‫صور متلازمة أسبرجر‬‎


رغم أنّ متلازمة أسبرجر هو أحد أطياف التوحد إلا أنه يختلف عنه في بعض النقاط، والتي لخصها الدكتور محمد الحموي في النقاط التالية:
1/ يظهر التوحد في السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل، بينما لا يكتشف الأسبرجر إلا بعد السنة السادسة وما فوق من عمر الطفل، أي أنّ أعراضه تظهر متأخرة.
2/ يتميز التوحد بقصور واضح في اللغة وفي تكوين حصيلة لغوية، بينما يتمتع الأسبرجر بحصيلة لغوية لا بأس بها مع أنه يعاني من صعوبات في التخاطب والتعبير.
3/ الطفل التوحدي منغلق على نفسه تمامًا بينما طفل الأسبرجر يحس بمن حوله ويتعرف عليهم ولكنه يعجز عن تكوين علاقات، أي أنّ تواصله الاجتماعي أقل خطورة من التوحد العادي.
4/ الاضطرابات العصبية فيه أقل حدوثًا.
5/ عدد المواضيع التي يهتم بها متنوعة بينما التوحد يركز على موضوع واحد معين.

علاج متلازمة أسبرجر:
بمساعدة الأبوين، ودعمهما لابنهما المصاب بمتلازمة أسبرجر وباتباع بعض الإرشادات الطبية يستطيعان التغلب عليه وإخراج ابنهما من دائرته المغلقة:
1/ التدريب على المهارات الاجتماعية:
تتمثل هذه الطريقة بعقد جلسات جماعية أو فردية يقوم خلالها المعالج بتعليم المصابين الطرق المناسبة للتعبير عن أفكارهم وحاجاتهم، ويتم الاستعانة عادة بمتطوعين لتأدية بعض المواقف التي تحاكي الواقع من أجل تطبيق تلك الطرق بشكل نموذجي.
2/ التدريب على استخدام اللغة:
يلتزم المصاب بأسبرجر دائمًا خلال حديثه بنغمة صوت واحدة وثابتة لا ترتفع ولا تنخفض بحسب سياق الحديث، لذلك يقوم المعالج بشرح متى يحتاج المرء لخفض ورفع صوته خلال الحديث.
3/ معالجة السلوك الإدراكي:
وتتم من خلال عملية تكرار الأقوال والأفعال التي يقدم عليها المصاب، كما يسعد الطفل على ضبط مشاعره وردود أفعاله خلال التعامل مع الآخرين.
4/ تدريب الآباء على التعامل مع أطفالهم:
يجب الاهتمام بتدريب الآباء أكثر من الأطفال المصابين؛ حيث يتم تعليمهم كافة التقنيات والأساليب التي تهدف إلى استمرار عملية العلاج داخل البيت.

مشاهير عانوا من متلازمة أسبرجر:

يخبرنا الدكتور الحموي بأنّ هناك الكثير من المشاهير، والذين يعدون نموذجًا للنجاح والتفوق مصابون بمتلازمة أسبرجر، ويصعب حصر جميع أسمائهم، إلا أننا نذكر منهم:
1/ ريتشادر بورشيردز: متخصص في علم الرياضيات والجبر, تخرج من جامعة كامبردج.
2/ جاري نومان: مغنٍ بريطاني, في بعض المقابلات كانت تبدو عليه العزلة, وبناء عليه اعتبر مصابًا بمتلازمة أسبرجر.
3/ ستيفين سبيلبيرغ: مخرج أفلام, تراوحت أفلامه بين الخيال العلمي والدراما التاريخية, تنم تشخيصه بأنه مصاب بمتلازمة أسبرجر.
4/ ألبرت آينشتاين: يوصف بأعظم علماء الفيزياء في التاريخ، أظهرت أبحاث قامت بها جامعة أوكسفورد في بريطانيا أنه عانى من متلازمة أسبرجر.
5/ ساتوشي تاجيري: ياباني الذي أذهل العالم بالبوكيمون، كان يعاني من شخصية انطوائية، ولم يكن قادرًا على الانسجام مع غيره، وكان محبًّا لجمع الحشرات كالخنافس، لم يكن أحد يتوقع نجاحه. وقد تم تشخيصه بمتلازمة أسبرجر.
6/ بيل جيتس: بحسب الفحوص الطبية لا يزال يعاني من متلازمة أسبرجر، حيث يتحاشى التقاء العيون عند التواصل مع الآخرين، كان خجولًا، يشغل نفسه بإحصاء أشياء لا جدوى منها.