انـتهت مدة صلاحيتي

أميمة عبد العزيز زاهد

 

أصبحت أحمل لقب الزوجة الأولى، ومطلوب مني أن أصبر لأني بنت رجال، ولأني بنت أصول لن أفتح فمى ولن أعبر عن ضيقي؛ حتى لا أصبح ضيقة الأفق؛ فمن الظلم أن أقول إني تحملت زوجي في أحلك ظروفه، وشاركته المُرة أكثر من الحلوة، ومن الإنصاف أن أقول إنه عندما وقف على قدميه، ذهب ليقاسم الحلوة مع التي ستجدد له شبابه.. عزيزي أود أن أخبرك عن معاناتي التي أعيشها مع قلبي بعد أن قررت أن تبدأ حياتك مع أخرى.. حقيقة تسكن أعماقي وتترك فراغًا تهتز له كل أطرافي، وتتسرب كلماتي فلا لغة تستطيع أن تعبر عن قهري؛ لأنني معك كنت دائمًا قوية.. بمبادئي ومقاومتي وصبري وحلمي.. لأول مرة أشعر بأني أسيرة لهواجسي ولحبي الكبير.. حاولت أن أسابق يأسي، وأن أمنع نفسي من المعاناة ففشلت؛ لأن بعدك عني جعلني أعيش الوحدة النفسية والعاطفية؛ فأنا لم أتعود بُعدك عن مسرح حياتي، عشت معك أكثر مما عشت مع أهلي؛ حتى أصبحت قطعة مني لا أستطيع أن أفصلها عني، وكنت أعتقد أنه لا توجد قوة يمكن أن تفصل بيننا إلا الموت.. وحتى آخر وقت كنت معي بكل أحاسيسك ومشاعرك.. كيف فجأة تغيّرت وانقلبت رأسًا على عقب بدون مقدمات أو سابق إنذار؟ إني أحاول أن أتجاهل واقعي، وكل ما أفعله أنني أظل أبحث عن الأيام التي ضاعت مني ولم أعمل لها حسابًا.
تراني أخطأت منذ البداية، حين ألغيت كل ما يعكر صفوك، ومنحتك حقوقك وأكثر، ولم أترك لنفسي فرصة حتى لألتقط أنفاسي؛ فكنت بكل حواسي وقوتي مجندة لخدمتك.. أخبرني، هل الآن انتهت مدة صلاحيتي؟
إني أدافع عن نفسي وحقوقي وآدميتي.. هل تعتقد أنني سأدمر عواطفي ومشاعري وألغي إحساسى.. لا تتوهم ذلك ياعزيزي.. أتعرف لماذا؟ لأن ذلك سيكون دليل محبة واهتمام بك.. وأنا لن أمنحك حق الانتصار أو الفرح بفشلي.
اعذرني؛ فأسبابي أكبر مني.. فأنا إنسانة لي قوتت وضعفي.. ولا أحب أن أأسر أنوثتي، كما وأني أرفض أن أعلن عنها، ولكني أرضي نوازع فطرتي، وأكره غيرتي واندفاعي وثورتي.. ولن أخدع نفسي وأستسلم لأمل تحقيقه مستحيل؛ فأنت لن تعود كما كنت، وأنا لن أعود لسابق عهدي؛ فلم أعد أشعر معك بالأمان أو الاستقرار، كما أنه ليست لدي القدرة أن أستمر في حب أدفع ثمنه.. غاليًا جدًا، أدفعه من كرامتي وكياني وكبريائي لرجل فضّل عليّ امرأة أخرى، وجعلني أشعر بأني أنثى من الدرجة العاشرة.