الملتقى الثقافي بفنون الرياض يعود بمحاضرة عن الموسيقار الراحل عمر كدرس

الملتقى الثقافي بفنون الرياض يعود بمحاضرة عن الموسيقار الراحل عمر كدرس
2.JPG
الدكتور البازعي المشرف على الملتقى يتابع المحاضرة
3.JPG
الناقد يحيى مفرح والفنان خالد الشامي أثناء المحاضرة
4.JPG
جانب من الحضور
الملتقى الثقافي بفنون الرياض يعود بمحاضرة عن الموسيقار الراحل عمر كدرس
2.JPG
3.JPG
4.JPG
4 صور
عاود الملتقى الثقافي والذي ينظمه فرع جمعية الثقافة والفنون بالرياض، نشاطه من جديد بإشراف الأستاذ الدكتور سعد البازعي، وفي عامة السادس، بمحاضرة للناقد الفني يحيى مفرح زريقان، والتي أُقيمَت في نادي شركة الكهرباء الذي يستضيف فعاليات الملتقى للعام الثاني.
وتناولت المحاضرة رحلة الفنان الراحل عمر كدرس كملحن ومغنٍ، ومتذوق للفن، ومؤثر في الفنانين في عصره.
وتناول المُحاضِرُ ألحانه التي تمثل مفاصلَ مهمة في تاريخ الأغنية السعودية، حيث كان مرجعًا شديد الأهمية للفن، فكان بمثابة المختبر الفني الذي يفحص ويصحح ويعالج الألحان التي تُعرَض عليه، بما يملكه من ذائقة غير عادية وفريدة من نوعها.
كما كان كدرس مثقفًا يجيد اللغة والعَروض (علم بحور الشعر)، ويثقّف نفسه موسيقيًّا بالاطلاع والسماع والقراءة، ويجمع إنتاجه بين الأصالة والمعاصرة.
وبيَّن المُحاضِر أن كدرس كان في أول نشأته بالمدينة المنورة يعمل في البناء نقَّاشًا لجدران البيوت.
وعن علاقته بالفنان الراحل طلال مداح، قال الناقد الفني يحيى مفرح، إن طلال عندما بدأ يسطع نجمه رفض أخذ ألحان من عمر كدرس؛ كون طلال مُلحنًا بالأصل، وعرض على عمر أن يكون عازفًا معه، مما جعل عمر كدرس يتجه لرعاية الفنان محمد عبده الذي كان في بداية مشواره الفني، حيث ساهم بألحانه في بروز محمد عبده حينها.
وأول بطاقة هوية لمحمد عبده كان كدرس وإبراهيم خفاجي شاهدين على استخراجها، فقد كانت رعايته له رعاية تمتاز بالأبوية، واهتم بتعليمه وتدريبه، فقد كان عمر يهتم باللحن والنغم، ولكنه لم يكن يركب الجمل الموسيقية أو «الرتميك» كما كان محمد يفعل.
وتحدث زريقان عن علاقة عمر كدرس بكوكب الشرق أم كلثوم وعدد من الأغاني التي كانت عنده وتنازل عنها، لأنه كان يستغرق وقتًا طويلاً في التلحين وله أسلوبه الخاص، مثل أغنية (أقبل الليل)، التي كانت لديه قبل أن يتنازل عنها ويلحنها السنباطي، وأغنية (الحب كله) التي تنازل عنها لبليغ حمدي، وحين التقى بأم كلثوم في جدة عندما حضرت للمملكة لأداء العمرة، قالت له: (وبعدين معاك؟) فقال لها: (حلمك عليّ يا ست).
وكان من عبقريته يستمع لأغاني أم كلثوم ويحفظها ويغنيها في اليوم الثاني كاملة من سماعها في الإذاعة، وكان له أسلوبه الخاص في التلحين، حيث كان يبني الشكل الأول ويهدمه، ثم يعيد بناءه مرة أخرى، وهذا ما جعل معظم فنه مميزًا عند أصحابه وله أثر في معظم الألحان السعودية.
وكان صاحب نظرة فنية، حيث قال في لقاء له إنه تأثَّر بالغناء السعودي، كلمةً ولحنًا وأداءً من منتصف السبعينيات، وأيَّده في رأيه بدر بورسلي.
ورفض المشاركة في أمسية غنائية مع مجموعة من المطربين السعوديين والخليجيين، كان قد دُعِيَ لها، لأنه ما كان يطرح ما لم يتقبله.
عانى كدرس من الإقصاء والتجاهل؛ فقد سُجِّلَت معه ست ساعات من برنامج (الكلمة تدق ساعة) لمحمد رضا نصر الله، ولم تُبَث، كما تم تجاهل فوزه بالجائزة الأولى في مصر ولم تكتب عنها الصحف والملاحق خبرًا.
كانت له علاقة بأسماء لامعة في المشهد الثقافي والفني والسياسي السعودي والعربي، كمحمد سرور صبان، وفي مكة تعرَّف على أحد وُجهائِها قبل انتقاله لجدة عندما أُشيع أنه مرافق له، وكانت له علاقة بأعلام الغناء كعوض الدوخي ومحمد علي سندي وغيرهما.
واختُتِمَت المحاضرة بأمسية فنية قدم فيها الفنان خالد الشامي عددًا من المقطوعات والألحان التي قدمها الفنان الراحل لعدد من المطربين، ولاقت إعجابًا كبيرًا من الحضور.