أغرب القوانين من العالم.. ولكن أسبابها منطقية

تبعد عن مدن التشيلي 1000 كيلومتر
فيها نادٍ رياضي وليس بها مستشفى
بلدة تشيلية لا يوجد بها مكان لإجراء عملية
بلدة لونغيربين النرويجية
في لونغيربين يمنع دفن الموتى
بلدة فيللاس لاس إستريللاس التشيلية
الجثث لا تتحلل بسبب الطقس المتجمد
8 صور

الكثير من القوانين التي قد نراها غاية في الغرابة، والتي قد لا نفهم كيف للسلطات في أي مكان كان، أن تسنّ مثل هذه القوانين، وكيف لها أن تُجبر الناس على التقيد بها، ولكن كما يُقال، إنه «إذا بان السبب.. بَطُلَ العجب»، وإن عرفنا لماذا قد تقرر هذه الدول سنّ مثل هذه القوانين، فمن المؤكد أننا سنتوقف عن الفضول والاستعجاب منها، والأمثلة في العالم كثيرة جدًا في هذا الأمر.

وفي هذا التحقيق، سنعرض عليكم بلدتين في مناطق مختلفة من العالم، سَنَّ أصحاب القرار فيها، قوانين غريبة وبعيدة عن التصديق، إلا أن هذه القوانين، كان لها مُبرراتها، البلدة الأولى هي بلدة «فيللاس لاس إستريللاس Villas Las Estrellas» في التشيلي، وهي بلدة نائية لا يسمح بالسكن فيها إلا بعد إجراء عملية جراحية، والأخرى بلدة «لونغيربين Longyearbyen» في النرويج، التي لا تسمح بدفن سكانها فيها بعد الموت.

العملية الجراحية أولاً.. ثم العيش في البلدة

بلدة «فيللاس لاس إستريللاس Villas Las Estrellas» التشيلية، هي بلدة صغيرة ونائية، تبعد لمسافات طويلة عن المدن الكبيرة في البلاد، وعن الخدمات الأساسية التي يحتاجها الشخص في أي مكان يود العيش فيه، لذلك سكان هذه البلدة لا يستطيعون الوصول إلى المستشفيات بسهولة، ولذلك أيضًا قررت البلدية أن تشترط على أي شخص يريد الانتقال والعيش في بلدتهم، أن يقوم بإجراء عملية جراحية لاستئصال «الزائدة الدودية»، قبل القدوم إلى البلدة والاستقرار فيها.

والأمر في هذه البلدة التي تعتبر من أقدم المستعمرات البشرية في القارة الأمريكية الجنوبية، لا يتوقف على الأشخاص البالغين، بل تشرط على الأطفال أيضًا القيام بإجراء هذه العملية الجراحية، وذلك لعدم وجود مستشفيات أو حتى عيادات تستطيع إجراء عمليات جراحية صُغرى مثل «استئصال الزائدة الدودية»، وبالوقت نفسه، بسبب المسافة البعيدة جدًا عن المدن الكبيرة التي توجد فيها المستشفيات والمراكز الطبية، حيث تبعُد هذه البلدة النائية مسافة تزيد عن الـ1000 كيلومتر عن أقرب مشفى في القارة القطبية الجنوبية.

الغريب في قصة هذه البلدة التشيلية، ليس فقط بعدم وجود أي مستشفيات مجهزة بشكل جيد، أو كفاءات طبية تخدم سكان البلدة، بل إنها كأي مدينة أو بلدة أخرى في البلاد، تتوافر فيها جميع المؤسسات الحكومية الأساسية، مثل مركز الشرطة أو مكتب البريد ومؤسسة الكهرباء، وغيرها من هذه المؤسسات الرسمية، الأمر الآخر، بأنها دائمًا ما تقوم بتذكير السيّاح والزوار الذين يأتون إليها، ببعد مدن العالم عن هذه النقطة النائية، لذلك عزيز القارئ إن وددت أن تعيش في هذه البلدة، تذكر أن تستأصل «زائدتك الدودية» أولاً.

عِش في هذه البلدة.. ولكن لا تَمُت فيها

لا بدّ أنك ستستغرب جدًا إن عرفت أن بلدة «لونغيربين Longyearbyen» في النرويج، تمنع بشكل نهائي أن يتم دفن أي شخص فيها بعد موته، حتى ولو كان قد وُلد وعاش طوال حياته هناك، ولكن عندما تعرف السبب، والقصة من وراء هذا القانون الذي تم سَنّه من قبل السلطات هناك، فمن المؤكد أنك ستجد أن هذا القانون «الغريب» منطقي جدًا.

هذه البلدة التي لا يتجاوز عدد سكانها الـ2000 شخص، وتقع في أرخبيل «سفالبارد» القريب للغاية من القطب الشمالي، تمتاز بطقس متجمد جدًا، ولا يرى سكانها الشمس لمعظم أشهر العام، وهو الأمر الذي يتسبب بعدم تحلل جثامين الموتى هناك، والسبب الأبرز في إقرار السلطات لقانون منع دفن أي شخص في أراضيها، الذي تم الإعلان عنه خلال العام 1950.

وبدأ الأمر يثير الجدل للمرة الأولى، عندما قام العلماء هناك، باستخراج جثامين الموتى الذين لاقوا حتفهم بسبب مرض الـ«إنفلونزا» منذ العام 1918، حيث اكتشفوا بأن عينات من الفيروسات لا تزال على قيد الحياة، على الرغم من أن الجثث دُفنت منذ عقود طويلة، الأمر الذي أوجد خوفًا كبيرًا من الأمراض التي ما تزال حيّة في القبور منذ عقود.

وهذا القانون يسري على الجميع، ولا يستثني أي أحد على الإطلاق، حتى وإن كان الشخص قد عاش في هذه الجزيرة كل سنين حياته، فلا يحق له أن يدفن فيها، وعلى الرغم أن القرية تسمح بحرق جثامين الموتى في المقبرة لمن يرغب بذلك، إلا أن معظم الأشخاص في مراحل المرض الأخيرة، يتم نقلهم إلى البرّ الرئيسي في النرويج، لقضاء أيامهم الأخيرة هناك، وليتم دفنهم خارج البلدة.