الاقتراض الشخصيّ يقرب الأصدقاء.. أم يفرقهم؟!

لخَّصت هذه القصَّة ما يمكن أن يكون عليه أغلب النَّاس اليوم ما بين احتمال أن تقرِّب القروض الشخصيَّة العلاقات بين الأصدقاء،
«سيِّدتي نت» رصدت إلى أيّ مدى قرَّبت هذه القروض الأصدقاء فيما بينهم أو أفسدت العلاقة بأكملها.

أكَّد الإعلاميّ رائد المطرفي أنَّ القروض الشخصيَّة لا تأثير لها في تذبذب العلاقات الاجتماعيَّة، بل ربَّما تقوِّيها، لكنه يستدرك: «مرَّ بي موقف قرض شخصيّ، حيث كان لي صديق قدَّم على قرض لشراء أرض، ولم يوفَّق في عمليَّة الشِّراء، فخاف من ضياع القرض سدى، وعلم أنَّ صديقه في حاجة للقرض لإتمام زواجه، فقدَّمه له على شكل «سلفة»، ومع مرور الأيام ردَّ القرض كاملاً، من دون فوائد بنكيَّة، وهي حالات نادرة».
وتروي بسمة قصَّة مرَّت بها عن القرض، وتأثيره على العلاقات الاجتماعيَّة قائلة: «مرَّ بي الكثير من هذه المواقف بأن أقرضتُ، وفي النِّهاية أصبحت هذه القروض ديونًا معدومة، لكنَّها ولله الحمد، لم تؤثِّر على علاقاتي مع من أقرضتهم، خصوصاً وأنَّ فيهم قرابة صلة رحم».

خسارة مال وأصدقاء
بينما يؤكِّد حسين مسفر عامر القاضي، وهو معلَّم متقاعد، أنَّ «السلفة» تخسر بسببها الصَّديق والمال معاً، وعن تأثير القروض على العلاقات بين الأفراد، يقول: «يعرف الجميع قصَّة الرَّجل الذي جاء إلى عبدالله بن عمر ليزكِّي شخصاً آخر، فسأله أسئلة منها، هل هو جارك تعرف مداخله وخارجه؟ فأجاب بالنَّفي، هل سافرت معه؟ لأنَّ السَّفر إنَّما سمي بذلك؛ لأنَّه يسفر عن أخلاق الرِّجال، قال: ﻻ، هل تعاملت معه بالدينار والدرهم؟ فأجاب: ﻻ، فقال له كونك رأيته قائماً راكعاً في المسجد، فهذا ﻻ يكفي.
وتؤكِّد «س،ح» وهي طالبة، أنَّ القرض كثيراً ما يفسد العلاقات الاجتماعيَّة بين الأصدقاء والصَّديقات، خصوصاً بين الطَّالبات ذوات المصروف اليوميّ أو الأسبوعيّ، وتقول: «إذا اقترضت مني صديقتي نصف مصروفي الشهريّ، ولم تردُّه، فكيف لي أن أواجه أهلي بأنني فرَّطت في مصروفي الذي من الصَّعب أن يعوِّضني أبي عنه، على الأقل عقابًا لي؟ وفي حالات نادرة جدًا قد تردُّ الطَّالبة المبلغ المقترض».

مواقف طريفة
ما بين الضَّائقة الماليَّة ومشاكل السَّداد عند الاقتراض، تكمن مواقف طريفة يرويها من وقع في مثل هذه المواقف، منهم كمال الداية قائلاً: «جاءني صديق لي يطلب مني أن أقرضه، وقال إنَّه يمر بظروف صعبة جداً، وأقرضته خمسة آلاف ريال سعوديّ، ووعدني أن يعيدها بمجرَّد أن تنتهي ظروفه، وبعد أسبوعين، فوجئت به يهاتفني من المطار، ويطلب مني أن أحضر لأوصله إلى بيته في الرياض، وحين ذهبت إليه بسرعة، وجدته في أحسن حال، ويخبرني أنَّه عائد لتوه من رحلة سياحيَّة، سألته عن ضائقته الماليَّة التي مرَّ بها، فأجاب بتلقائيَّة أنَّ سفره للسِّياحة هو الضَّائقة الماليَّة، وأنَّه وعد أصدقاء له بالسَّفر معهم، لكنَّه تخلَّف عنهم؛ بسبب نقص السيولة معه، وبعد أن أقرضته، سافر إليهم وعاد، وكأنَّ الأمر لم يكن، وسألته على الفور، متى إذن ستردُّ لي مالي، قال بمنتهى الثقة «في القريب العاجل»، وردَّهم تقسيطاً إجبارياً، وبعدها قطعت صلتي به تماماً».

موقف آخر ربَّما لا يبدو طريفاً، لكنَّه حدث مع محمد عسران حين سافر إلى خارج المملكة، وهناك التقى صديقاً له، وكأنَّ هذا الصَّديق حين وجده، وجد طوق نجاته من الغرق؛ لأنَّه كان قد أنفق كل أمواله خلال السَّفر، ولم يستطِع تسديد فاتورة الفندق، فطلب منه أن يسدد له الفاتورة على أن يردَّ له ماله بمجرَّد وصوله للمملكة، وعلى الفور، سدد عسران بنصف ما معه من مال لرحلته فاتورة فندق صديقه، ولم يسدد الصَّديق ما عليه من مال، لكنَّه حين شكاه لأبيه، سدد الأب كامل المبلغ فوراً، وقطع عسران علاقته بصديقه

العضيدان: الوضوح هو الحلُّ
تقول الباحثة الاجتماعيَّة وأخصائيَّة العلاقات الأسريَّة سلوى العضيدان: «الوضوح هو الحل الأمثل في مثل هذه الأمور؛ لأنَّ القروض الشخصيَّة تؤثِّر حتماً بالسَّلب والإيجاب، سواءً على الصَّداقات أو العلاقات الاجتماعيَّة؛ لذلك سيكون من الجيِّد دوماً أن نحسن الظَّن في من حولنا، ولا ندخل في نواياهم، أو رغباتهم بمساعدتنا من عدمها، ويكفينا أنَّ الحياة تجارب، ومن الرَّائع أن نكون استفدنا من تجاربنا فيها»

5 نصائح مهمة عند الاقتراض
تضع الباحثة الاجتماعية وأخصائية العلاقات الأسرية سلوى العضيدان خمس نصائح عند الاقتراض، هي:
1 - لا تشعر صديقك بأنه حمل ثقيل عليك حين لجأ إليك بطلب المساعدة.
2 - إن لم تستطع إقراضه، فاشرح له ظروفك الصعبة، ولا تعتمد على حدسه بتقدير ذلك.
3 - تباحث معه بشأن خروجه من الأزمة وزوده بعدد من المقترحات والأفكار والبدائل.
4 - في حالة إقراضك من صديقك فحدد جدولاً زمنياً لإعادة المبلغ.
5 - في حالة إقراضك أو اقتراضك من صديقك، تذكر أن الصداقة أثمن ما في العالم.